أزمة اليمين الدستورية...في انتظار الرأي الاستشاري للمحكمة الإداري: سعيد ينزل إلى الشارع في جولة جديدة والمشيشي يجتمع اليوم مع أساتذة القانون


يبدو أن أزمة أداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد قد دخلت منعرجا جديدا بعد لجوء رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى المحكمة الإدارية لطلب الاستشارة حول الإشكال القانوني في مسألة أداء اليمين الدستورية للـ11 وزيرا الذين زكاهم مجلس نواب الشعب، طلب الاستشارة يأتي بعد تواصل تمسك رئيس الجمهورية قيس سعيد بموقفه وعدم الردّ على مراسلات رئاسة الحكومة بتحديد موعد لأداء اليمين، وقد تعهدت المحكمة الإدارية بمراسلة المشيشي وستبدي الرأي القانوني في هذا المجال وذلك طبقا لوظيفتها الاستشارية، وهي ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها مثل هذه المراسلات، فقد سبق لها أن تلقت مراسلة من حكومة علي العريض وثانية من حكومة المهدي جمعة وثالثة من حكومة يوسف الشاهد.
تعهدت الدوائر المختصة بالمحكمة الإدارية بمراسلة رسمية من رئاسة الحكومة بخصوص الإشكال المتعلق بالتحوير الوزاري الأخير، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الإدارية، عماد الغابري لـ«المغرب» الذي شدد على أن الدوائر الاستشارية المختصة ستنظر في هذا الإشكال القانوني وستبدي الرأي القانوني على أن تكون الاستشارة بإبداء الرأي دون أن يكون رأي المحكمة الإدارية ملزما. وأشار الغابري إلى أن المحكمة لم تنطلق بعد في النظر في الإشكال وبين أن الطرف المعني بالاستشارة أولا هو رئيس الحكومة حتى لو استكملت المحكمة النظر فيها فإن المشيشي هو الذي يتولى الإعلام بالرأي الاستشاري.
فرضيات عدة أمام المحكمة الإدارية
توجد عدة فرضيات أمام المحكمة الإدارية وطلب الاستشارة لا علاقة له بالنزاع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بل حول تشكيلة الحكومة وليست هذه المرة الأولى التي تتعهد فيه المحكمة بالوضع القانوني للحكومات ومدى مطابقتها لمقتضيات الدستور، وفق ما أكده عماد الغابري، حيث كانت للمحكمة تجربة مع حكومة علي العريض سنة 2013 عندما استقالت حكومة العريض وطلب من المحكمة إبداء رأيها حول ما إذا كانت للحكومة المستقيلة نفس صلاحيات الحكومة التامة أو تتحول إلى حكومة تصريف أعمال أي مدى مطابقتها للدستور الصغير وبالتحديد للفصلين 17 و18 وقد أبدت المحكمة الإدارية رأيها في ذلك ثمّ مع حكومة المهدي جمعة الذي طلب استشارة المحكمة حول تركيبة الحكومة ومدى تطابقها مع الفصل 89 من الدستور ثمّ مع حكومة يوسف الشاهد الذي طلب استشارة حول تطبيق أحكام الفصل 92 وضرورة استشارة رئيس الجمهورية في التشكيلة الحكومية.
الآثار المترتبة عن الاستشارة
وأضاف الغابري أن آجال النظر في طلب الاستشارة ستكون مختصرة ومن بين الفرضيات المطروحة عدم قبول المحكمة بالنظر في الإشكال، كذلك قبول المحكمة والذهاب في صالح رئيس الحكومة وعدة قراءات أخرى يمكن أن تذهب إليها، ويبقى رأي المحكمة استشاريا ولكنه في نفس الوقت يبين القراءة القانونية، مشيرا إلى أن الآثار المترتبة عن الاستشارة هي أولا مرتبطة بالجهة المستشيرة بمعنى أن مضمون الاستشارة يخص مباشرة الجهة التي طلبت الاستشارة فهي لا تلزم إلا صاحبها دون سواه ولا تحل محل الفصل في النزاع، ثانيا يبقى رأيها مجرد رأي بمعنى أنه ليس له قوة الإلزام لجميع مؤسسات الدولة، ثالثا وبحكم القانون فإن الاستشارة غير ملزمة في الأخذ بمضمونها.
سعيد يتمسك بموقفه إلى حدّ الآن
لا تزال أزمة أداء اليمين الدستورية متواصلة والى حدّ الآن لا يزال رئيس الجمهورية يتمسك بموقفه الرافض للتحوير الوزاري برمته والذي يعتبره إعادة هيكلة أكثر منه تحويرا حيث قام المشيشي بإحداث وزارات جديدة وحذف كتابات الدولة، وبتواصل الأزمة يبقى التحوير معلقا أمام محدودية الخيارات للمشيشي الذي قرر في نهاية الأمر التوجه إلى المحكمة الإدارية دون أن يبادر رئيس الجمهورية بأية خطوة حتى ولو كانت بتوضيح الاحترازات على بعض الوزراء، وفي انتظار الرأي الاستشاري للمحكمة الإدارية تبقى الصورة بالنسبة للمشيشي ضبابية مع احتمال أن تتوضح في الساعات القادمة خاصة في الجانب المتعلق بموقف رئيس الجمهورية الذي يبدو أنه اختار النزول إلى الشارع لإثبات أنه رئيس كل التونسيين، فبعد جولته في المنيهلة ثمّ شارع الحبيب بورقيبة، قام أمس بجولة في الحي الأولمبي بالمنزه وفي عدد من الأسواق بأريانة.
الاستئناس بآراء الخبراء
في الوقت الذي اختار فيه رئيس الجمهورية النزول إلى الشارع، يبحث المشيشي عن مخارج لأزمة اليمين الدستورية ومن المنتظر أن يعقد اجتماعا اليوم الأربعاء 10 فيفري الجاري مع عدد من الخبراء وأساتذة القانون للاستئناس بآرائهم حول الإشكال الدستوري والقانوني المطروح بخصوص التحوير الوزاري ورفض رئيس الجمهورية قبول أداء اليمين الدستورية للوزراء الجدد، وحسب ما أعلنه أستاذ القانون الدستوري سليم اللغماني على صفحته الرسمية في «الفايسبوك» فسيكون ضمن الفريق الذي سيلتقي اليوم مع رئيس الحكومة.

تاريخ الخبر: 2021-02-10 11:17:13
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

أوناحي: "أدائنا أصبح مكشوفا أمام الخصوم.. وعلينا إيجاد الحلول"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 15:27:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

إذاعة “هيت راديو” تخرج عن صمتها بشأن فبركة عملية "الكريساج”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 15:27:27
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

أوناحي: "أدائنا أصبح مكشوفا أمام الخصوم.. وعلينا إيجاد الحلول"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 15:27:48
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

إذاعة “هيت راديو” تخرج عن صمتها بشأن فبركة عملية "الكريساج”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 15:27:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية