في مثل هذه الأيام ينشط مزارعو النخيل بالمدينة المنورة بتلقيح "توبير" النخيل، حيث يهتم المزارع بهذه العملية لأنها بعد توفيق الله هي التي تمثل وفرة المحصول في هذه المزارع . ويستعد مزارعو المدينة لهذه الفترة منذ وقت طويل يهيئون من خلالها النخلة كي تصبح مستعدة للتلقيح، وتعدّ النخلة من الأشجار أحادية الجنس ثنائية المسكن فلا توجد أزهار مذكرة وأخرى مؤنثة في شجرة واحدة، وتستمر عملية "التوبير" حتى منتصف مارس من كل عام، وترتكز عملية التلقيح أو التوبير على "الطلع " بإدخال خمسة إلى سبعة عيدان من الطلع في قنو النخلة يدويا, وهنا تتجلى خبرة المزارع في عملية التلقيح بحسب نوع النخلة، حيث تبدأ بصلاحية النورة المؤنثة للتلقيح وذلك عندما يبدأ انشقاق الغلاف الخارجي " للإغريض المؤنث " أو يكون على وشك الانشقاق، وبذلك تكون معظم الأزهار مستعدة لاستقبال حبوب اللقاح وتبدأ عملية التلقيح بنزع الغلاف الخارجي ومن ثم عملية التلقيح. وهنالك أيضا توبير تلقائي إما عن طريق الحشرات أو الطير أو عن طريق الرياح , كما جاء في الذكر الحكيم حين قال الحق تبارك وتعالى: ( وجعلنا الرياح لواقح).