وجدت موريتانيا نفسها غير مرة في موقف لا تحسد عليه، بسبب مواقفها من قضية الصحراء المغربية التي تسعى البوليساريو ومن ورائها الجزائر إلى إطالة امد النزاع حولها.
لكن الزخم الأخير الذي حققته الدبلوماسية المغربية، مع الاعتراف الأمريكي في دجنبر بسيادة المغرب على الصحراء جعل نواكشوط تعيد ترتيب أولوياتها.
تقارير محلية كشفت أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يدرس بجدية سحب اعتراف بلاده بالبوليساريو. قرار تبرره الحاجة إلى الانسجام مع موقف الأمم المتحدة الداعي إلى حل سياسي، دون الاعتراف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المعلنة من طرف واحد.
موقع أنباء أنفو ، استنادا الى مصدر مطلع قال إن الحكومة الموريتانية على وشك الإعلان رسميا عن سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو. قبل أن تنتهي ولاية الرئيس ولد لغزواني.
موريتانيا تسعى منذ عقود إلى إقامة نوع من التوازن في علاقاتها بجيرانها المغرب والجزائر، خاصة. وتميز موقفها نوعا ما بالحياد الايجابي على عهد معاوية ولد سيدي احمد الطايع، غير أن عهد ولد عبد العزيز ، لرئيس الثامن لموريتانيا منذ استقلاله، عرف تحيزا واضحا للبوليساريو ومعها الجزائر. فمنذ اطاحته بالرئيس ولد الشيخ عبد الله في انقلاب عسكري يوم 6 غشت 2008 وهو يعادي المملكة بالتزامن مع وجود الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في قصر المرادية.
موريتانيا التي اعترفت بـ”الجمهورية الصحراوية” على عهد العقيد محمد خونا ولد هيدالة، عرفت مواقفها تدبدبا واضحا .
فعلى الرغم من حرص بلاد شنقيط على عدم التأثر بالصراع الثنائي بين المغرب والجزائر، فقد عانت من التحديات التي وضعتها في المنطقة الرمادية.
مواقف نواكشوط عرفت تباينا خلال السنوات الثلاثين الماضي، إزاء الاستقطاب الذي انتهجه المغرب دبلوماسيا والجزائر مدفوعة بالجبهة وملشياتها.
شكلت عملية الكركرات في نونبر 2020، تحديا حقيقيا لموريتانيا، التي اتسم موقفها حتى يناير الماضي بالغموض ولم تتحرك دبلوماسيا ازاء الوضع دبلوماسيا او عسكريا، فهي معنية كما المغرب بالمعبر. فجاءت مبادرة الجيش المغربي بتأمين الكركرات من قطاع الطرق، بردا وسلاما على نواكشوط، التي تنفست الصعداء .
مراقبون يرون أن التموقع الجغرافي لموريتانيا جنوب البلدين مع ما خلفته الحرب من ارث سياسي، فرض عليها التعامل بحذر في علاقتها بالبلدين، إذ إن كل تصرف غير محسوب يمكن أن يحسب لصالح طرف ضد آخر، لذلك لم تفتتح الى حدود الساعة قنصلية لها في الصحراء.
لكن هذه الفرصة المتمثلة في الاعتراف الامريكي، والتطورات الاخيرة في الإقليم يمكن ان تسهم في تغيير موريتانيا لموقفها تجاه الصحراء، كما يمكنها أن تسهم في تنمية المنطقة والدفع بتقريب وجهات النظر بين الجيران، علاوة على التصدي بحزم لمناورات البوليساريو التي لا تعترف الامم المتحدة بجمهوريتها المزعومة.
