فرق صنعت الاستثناء و “سطوة” القبائل غابت

الوفاق وسوسطارة حصدا نصف ألقاب عهد الاحتراف
تميّزت البطولة الوطنية منذ ولوج عهد الاحتراف، باحتكار أندية محددة لمنصات التتويج، حيث هيمن فريقا وفاق سطيف واتحاد العاصمة على نصف الألقاب التي بلغت إلى حد نهاية الموسم الذي لم يكتب له الاكتمال بـ26، فيما تألقت نوادي أخرى ليس لها أي عهد وثقافة مع التتويجات المحلية، على غرار اتحاد بلعباس ومولودية بجاية، اللذين صنعا الاستثناء في منافسة كأس الجمهورية التي لا تعترف بأي معطيات، عكس البطولة المحلية التي تناوب عليها فريقان اثنان على مدار 10 سنوات كاملة، قبل أن ينجح ناديا شباب قسنطينة وشباب بلوزداد في كسر هذه الازدواجية، بفضل العمل الجبار للمدرب المخضرم والقدير عبد القادر عمراني، الذي كان وراء عودة السنافر لمنصات التتويج، بعد طول انتظار كما كان سببا في تتويج أبناء العقيبة، بعد نتائجه الباهرة على مدار عدة أشهر، قبل أن يستلم الفرنسي فرانك دوما المهمة، ليكتب له هذا اللقب، رغم قيادته لعدد قليل من اللقاءات، مقارنة بالتقني التلمساني.
ومنذ دخول عالم الاحتراف موسم 2010/2011، والذي عرف تتويج جمعية الشلف بأول لقب في هذا العهد الجديد، تناوبت عدة فرق على التتويج بـ 26 لقبا «متاحا» ما بين بطولة  وكأس جمهورية وكأس السوبر، ولئن كان التفوق ميزة البعض لعديد الأسباب والمعطيات، أبرزها التاريخ الحافل مع الألقاب، فضلا عن الاستقرار الذي شهدته هذه النوادي على كل المستويات، خاصة بالنسبة لوفاق سطيف واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، الذين كانوا أكثر الفرق حفاظا على التعداد، مقارنة بالبقية التي ألفت رياح التغيير مع نهاية كل موسم، ما أثر على نتائجها وكان سببا في ابتعادها عن التتويج، رغم أن البعض صنع المفاجأة مثلما فعل اتحاد بلعباس في موسم 2017/2018.  
9 نواد متوّجة في انتظار تألق فرق الجنوب
بالعودة إلى النتائج المحققة ببطولتنا المحترفة، على مدار العقد الماضي، نجد أن 9 نواد قد توجت، والملاحظ أن هذه الألقاب لم تكن حكرا على منطقة جغرافية محددة، بل كانت البطولات من نصيب فرق من شرق البلاد  مثل وفاق سطيف وشباب قسنطينة، وكذا نوادي الوسط، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد، فضلا عن فرق الغرب ممثلة في جمعية الشلف واتحاد بلعباس، في انتظار أن تنجح فرق الجنوب الكبير في اعتلاء منصة التتويج، ولئن كانت ممثلة بفريق وحيد في قسم النخبة، ويتعلق الأمر بشبيبة الساورة التي رغم حداثة نشأتها، إلا أنها تبصم على مستويات راقية، قد تشفع لها في الظفر بأحد الألقاب المحلية عن قريب، والسير على خطى شباب بني ثور المتوج عام 2000 بكأس الجمهورية.
ويأتي تتويج 9 فرق كاملة خلال عشرية فقط، ليؤكد بأن مستوى كرتنا المحلية مغاير عن بلدان الجوار، وإن كانت فرقنا عاجزة عن التألق قاريا مثل نظيرتها المصرية والمغربية والتونسية، ويبدو أن البطولة المحترفة لا تعترف بمنطق الكبار دوما، عكس ما هو الحال ببقية البطولات المغاربية والعربية، أين يهيمن الأهلي والزمالك على كافة الألقاب المتاحة، ونفس الشيء في تونس، أين يتناوب الترجي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي على البطولات، وكذا المغرب التي لا تعترف فيها منصات التتويج، سوى بالثنائي الرجاء والوداد البيضاويين
الوفاق وسوسطارة احتكرا نصف الألقاب
نجح فريقا وفاق سطيف واتحاد العاصمة على مدار العشرية الماضية في، بسط هيمنتهما على جل الألقاب، حيث احتكرا نصفها، بعد أن توّجا بـ13 بطولة من أصل 26 ممكنة، أي بنسبة 50 بالمئة، حيث فاز أبناء عين الفوارة بسبعة ألقاب ما بين بطولة وكأس جمهورية وكأس سوبر، فيما كان نصيب سوسطارة 6 ألقاب مقُسمة على الشكل التالي: 3 بطولات وكأس جمهورية وحيدة وكأسي سوبر.
وصنع الفريقان السالفا الذكر الامتياز في عهد الاحتراف، بفضل التسيير الرشيد لإدارة النسر السطايفي تحت قيادة عبد الحكيم سرار، وبعده حسان حمار، حيث جلبا أفضل الأسماء بداية بجيل حاج عيسى وزياية وديس ثم جابو وأمبان وبن حمو وعودية وبلقايد وحشود ودلهوم، مرورا بتركيبة ملولي وتام بانغ وأمادا وخضايرية وجحنيط ويونس ولقرع، وصولا إلى زيتي وساعد والعمري وبوشار، كما انعكست الوضعية المادية المريحة لاتحاد العاصمة، منذ تولي مجموعة حداد زمام التسيير على نتائجه المحلية، حيث استعاد الفريق بريقه، وكان أبرز منافس للوفاق الذي تعوّد منذ تاريخ تأسيسه على لعب الأدوار الأولى.
النسر السطايفي سيّد عهد الاحتراف
مما لا شك فيه،  أن الوفاق السطايفي هو سيّد عهد الاحتراف، إذ يعتبر أكثر النوادي فوزا بلقب البطولة، بعد أن ظفر بها في أربع مناسبات كاملة، متفوقا بلقب وحيد عن منافسه اتحاد العاصمة، بداية بموسم 2011/2012، حينما كان يقوده السويسري آلان غيغر، كما حافظ على هذا التتويج في الموسم الموالي، ولكن تحت إشراف مدرب جديد، ويتعلق الأمر بالفرنسي إيبارت فيلود، فضلا عن لقبي 2014/2015 و2016/2017، بفضل المدرب خير الدين مضوي، الذي سطع نجمه أيضا خارجيا، بعد ثنائية رابطة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي على حساب العملاق المصري الأهلي.
وفضلا عن رباعية البطولة، نجح أبناء عين الفوارة منذ عهد الاحتراف في خطف لقب منافسة كأس الجمهورية، ولكن في مناسبة وحيدة، وكان ذلك موسم 2011/2012، تحت إشراف آلان غيغر المتوج بالثنائية، بالمقابل كان للنسر السطايفي نصيب من كأس السوبر، بعد أن ظفر بها في مناسبتين، وكلاهما تحت قيادة أفضل مدرب محلي في القارة السمراء في 2015، ونعني ابن الفريق خير الدين مضوي الذي تغلب على مولودية بجاية وشباب بلوزداد على التوالي.
مولودية الجزائر لم تتذوق حلاوة البطولة !
يعتبر فريقا مولودية الجزائر وشباب بلوزداد أبرز منافسين لوفاق سطيف واتحاد العاصمة على الألقاب، ولئن كانت المولودية التي لعبت لها أفضل الأسماء عاجزة عن الظفر بتاج البطولة، منذ ولوج عهد الاحتراف (تملك شرف نيل آخر لقب بطولة في نسختها القديمة)، حيث اكتفت بكأس الجمهورية في مناسبتين، وكأس السوبر في مناسبة واحدة، فيما ظلت البطولة مستعصية على الشناوة، رغم الأموال الكبيرة المنفقة من قبل الشركة المالكة لغالبية أسهم النادي «سوناطراك»، التي منحت أعلى الرواتب للاعبين، ورفعت الكتلة الشهرية للفريق إلى مستويات غير مسبوقة، غير أن ذلك لم يكن كافيا لتذوق حلاوة لقب البطولة، الذي يبدو أنه قد ابتعد هذا الموسم أيضا عن رفاق فريوي، بعد تعثراتهم الأخيرة، التي عصفت بالتقني الجيجلي نبيل نغيز، حيث تولى عبد القادر عمراني زمام العارضة الفنية خلفا له، على أمل أن يكرر سيناريو شباب قسنطينة الذي أهداه لقب البطولة بعد أكثر من 21 سنة من الانتظار.
المولودية وبلوزداد الأفضل في كأس الجمهورية
تشير النتائج المحققة في عهد الاحتراف، إلى أن هناك فرقا تحبذ منافسات ومسابقات محددة، على غرار المولودية وبلوزداد اللذين يقدمان عروضا أفضل في منافسة كأس الجمهورية، كونها لا تتطلب مجهودات كبيرة مثل البطولة، التي تمتد لقرابة 32 لقاء ونقصد الصيغة السابقة.
ويعد فريقا المولودية وبلوزداد الأفضل في مسابقة السيدة الكأس، حيث توّج بها كل ناد في مناسبتين، ليتفوقا على الجميع، بمن في ذلك الوفاق وسوسطارة، ممن احتكرا التتويجات المحلية بـ13 لقبا.
 ولم يكتف الفريقان السالفا الذكر بهذا الإنجاز، بل نجحا أيضا في الظفر بكأس السوبر بداية بالمولودية التي حققته مع المدرب بوعلام شارف موسم 2013/2014، بعد التفوق على الغريم التقليدي الاتحاد، وكذا بلوزداد الذي أطاح بنفس الفريق الاتحاد، في بداية هذا الموسم بنتيجة 2/1، في لقاء تألق فيه رفاق أمير سعيود.
بلعباس تحدى الظروف وحقق المفاجأة
رغم أن الألقاب والتتويجات كانت حكرا على فرق معينة، إلا أن هذا لم يمنع بعض النوادي من قول كلمتها، في صورة اتحاد بلعباس الذي حقق المفاجأة موسم 2017/2018، بعد أن ظفر بكأس الجمهورية على حساب شبيبة القبائل، وهو الإنجاز الذي أتبعه بالفوز بكأس السوبر على حساب شباب قسنطينة.
ونجح أبناء المكرة في صنع الحدث، تحت قيادة المدرب القدير شريف الوزاني الذي عرف كيف يرسم البسمة على وجه لاعبيه، رغم ما عانوه من مشاكل مادية، كادت توقف مسيرتهم المظفرة في الكأس.
ويوصف إنجاز اتحاد بلعباس بالاستثنائي، كونه أعاد الاعتبار لفرق غرب البلاد الغائبة عن منصة التتويج، منذ لقب جمعية الشلف موسم 2010/2011، أين كان أول فريق محلي يظفر بالبطولة في العهد الجديد.
السنافر كسروا ازدواجية المتفوقين
وليس بعيدا عن اتحاد بلعباس، نجحت فرق جمعية الشلف وشباب قسنطينة وشبيبة القبائل ومولودية بجاية في تدوين اسمها ضمن الأندية المتوجة في عهد الاحتراف، ولئن كان السنافر قد حققوا الأهم، بعد أن كسروا احتكار الوفاق وسوسطارة للقب البطولة على مدار ست سنوات كاملة، ولو أن شباب قسنطينة دأب منذ العودة إلى دوري الاضواء على المنافسة على البوديوم، حيث يعتبر اللقب الثاني تحصيل حاصل لمسيرة المواسم التي سبقت ذلك، خاصة وأن الفريق نال شرف تمثيل الجزائر مرتين في مسابقة كأس الكاف الأولى سنة 2014، والثانية بعد ذلك بموسمين، قبل أن يسير شباب بلوزداد على نفس المنوال ويعيد الكرّة أيضا بكسر «تنافس» الوفاق وسوسطارة، ليكون ثالث فريق يفوز بالبطولة إذا استثنينا تتويجات الثنائي المذكور.
أما بخصوص منافسة الكأس، فقد كان للموب نصيبا منها موسم 2014/2015، بعد أن ظفر بها أشبال المدرب عبد القادر عمراني، على حساب أمل الأربعاء.
أكثر النوادي تتويجا اكتفى بلقب وحيد في 10 سنوات
يُعد شبيبة القبائل من أفضل الأندية الإفريقية، والفريق الأكثر تتويجا في الجزائر (الرقم القياسي في البطولة المحلية)، ويعتبر كذلك أفضل نادي جزائري في القرن العشرين ورابع أفضل نادي إفريقي حسب ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم.
كما يعتبر شبيبة القبائل، النادي الأكثر تحقيقا للقب البطولة في التاريخ، إذ سبق وأن توّج باللقب في 14 مرة، وحلّ وصيفا في 10 آخرين، فيما يحتل وفاق سطيف واتحاد الجزائر الصف الثاني، خلف الشبيبة برصيد 8 ألقاب.
ورغم كل هذا، عجزت الشبيبة منذ ولوج عهد الاحتراف في اعتلاء منصات التتويج في البطولة التي تعودت عليها، واكتفت بتتويج وحيد، وكان ذلك موسم 2010/2011، عند حصد كأس الجمهورية، رفقة المدرب المرحوم رشيد بلحوت، وكان ذلك على حساب اتحاد الحراش.
وعن تتويجات الشبيبة، فكانت كالآتي: (2) كأسان إفريقيتان للأندية البطلة 1981-1990، (1) كأس إفريقية للكؤوس 1995، (3) كؤوس للكاف بالنظام القديم 2000-2001-2002، (14) بطولة جزائرية 1973-1974-1977-1980-1982-1983-1985-1986-1989-1990-1995-2004-2006-2008، (5) كؤوس للجمهورية 1977-1986-1992-1994-2011، (1) كأس السوبر الجزائرية 1992.
سمير. ك

 

تاريخ الخبر: 2021-02-23 15:26:56
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

سلوكيات فردية خاطئة وراء اضطراب النوم في رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

سلوكيات فردية خاطئة وراء اضطراب النوم في رمضان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:31
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

عودة الثلوج بأوكايمدن تدخل البهجة والسرور في النفوس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 54%

نقابة تستنكر التضييق على أطر التخطيط التربوي  في سيدي إفني 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:24
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

"البريمرليغ" تقرر منع "حاملي الكرات" من إعادة الكرات للاعبين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:27:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

عودة الثلوج بأوكايمدن تدخل البهجة والسرور في النفوس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:26:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

"البريمرليغ" تقرر منع "حاملي الكرات" من إعادة الكرات للاعبين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 15:27:28
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية