كندا.. أسماء بوطالب ومريم غليا، طبيبتان منخرطتان بتفان لصالح الأشخاص المعوزين


   (بقلم: خديجة بنحدوش)

 

   مونتريال - أسماء بوطالب ومريم غليا، طبيبتان كنديتان من أصل مغربي شغوفتان ومنخرطتان بتفان من أجل تحسين الشروط الصحية للأشخاص المعوزين، الذين تفاقمت معاناتهم هذه السنة بسبب جائحة كوفيد-19.

    ولم تكن الطبيبتان حديثتي العهد بالانخراط في العمل الاجتماعي، فقد أسستا المنظمة المغربية-الكندية لصحة الطفل والمرأة. 

   بدأت أسماء بوطالب دراساتها الطبية بكلية الطب بالرباط، قبل أن تحصل على دبلومها بكلية الطب بمونتريال سنة 1983.

   وقالت بوطالب في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها بدأت مزاولة الطب بقسم المستعجلات بمستشفى سان-لوران، حيث شاركت بالموازاة مع ذلك في الدراسة الكندية حول الكشف عن سرطان الثدي بمستشفى أوتيل-ديو بمونتريال.

   وخلال سنة 1990، فتحت مكتبها الخاص للطب العائلي، والمعالجة الطبية للتغذية وفقدان الوزن، وكذا معالجة الدوالي بتقنية التصليب (sclérothérapie).

   وكمتطوعة، أصبحت منذ 2006 شريكة لمتحف الفنون الجميلة بمونتريال من أجل وصف العلاج عن طريق الفن والمتاحف (muséothérapie) للأشخاص في وضعية هشة. 

   وخلال سنة 2018، قادها التزامها تجاه المجتمع إلى هايتي في إطار مهمة من أجل تحسين صحة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في السلوك.

   وأوضحت الدكتور أسماء بوطالب، وهي طبيبة أسرة بمونتريال، أن الجائحة عرقلت برنامج عملها، خاصة خلال الموجة الأولى مع إغلاق جميع الخدمات باستثناء الخدمات الأساسية، مسجلة أنها تمكنت من تقديم خدمات طبية مستعجلة في مكتبها، كما قامت بعدد من الاستشارات عن بعد.

   وبطلب من سفارة المملكة بأوتاوا والقنصلية المغربية بمونتريال، قدمت السيدة بوطالب مساعدة طبية للمغاربة العالقين بكندا خلال الموجة الأولى من الجائحة، بعد تعليق الرحلات الدولية.

   من جانبها، تشتغل الدكتورة مريم غليا كمُسيرة في شبكة الصحة والخدمات الاجتماعية في كيبيك، وهي ضمن مهنيي الصحي الذين يوجدون في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس كورونا.

    وشغلت الدكتورة غليا، وهي حاصلة على دكتوراه في الطب من الاتحاد السوفياتي سابقا، قبل أن تُكمل اختصاصها بفرنسا في طب الشغل وعلم تنظيم الشغل (ergonomie)، خلال الموجة الأولى من الجائحة، منصب رئيسة مصلحة التعويضات والإقامات الطبية بمستشفى فلوري بمونتريال.

   وقالت إن الموجة الأولى من الجائحة ضربت مهنيي الصحة بكيفية متباينة، حيث مثلوا ربع الحالات المسجلة في كيبيك، مضيفة أن تلك الفترة شكلت أزمة حقيقة، حيث كان يتعين تدبير ارتفاع عدد الإصابات والنقص في الأطقم الطبية العاملة، في الوقت ذاته، وكان يجب كذلك بذل جهد كبير في العمل وإيجاد طرق مبتكرة لضمان استقرار عدد العاملين وحضورهم بشكل كاف.

    وعند وصولها إلى كندا، التحقت مريم غليا مرة أخرى بالجامعة. وحصلت على الإجازة في العلوم بجامعة مونتريال والماجستير في التدبير والتطوير التنظيمي بجامعة لافال. وشغلت العديد من المناصب في مجال التدبير بمونتريال.

 وقالت "كنت أعمل ما بين 12 و15 ساعة في اليوم. لم أتمكن من رؤية أطفالي، إنهم محظوظون لأنهم كبروا وأصبحوا بالغين، وكذلك زوجي. كانت فترة صعبة بالنسبة لحياتي الأسرية".

 وكانت هذه المرحلة عسيرة على السيدة مريم غليا خاصة وأن زوجها يعمل أيضا في الشبكة الصحية، كرئيس قسم في مركز رعاية طويلة المدى لكبار السن (CHSLD)، حيث كانت هناك صعوبة في احتواء تفشي المرض.

 وكانت مريم غليا، الرياضية الحاصلة على حزام أسود من الدرجة الثالثة في الكراطي التقليدي، قد أصيبت بفيروس كورونا في أبريل الماضي.

وقالت في هذا الصدد، "لقد أصبت بالمرض في مكان عملي. احترمت التدابير الوقائية، لكن الفيروس دخل إلى منزلنا. اضطررت إلى إعادة ترتيب مهامي حتى في داخل البيت. كان زوجي هو من بدأت تظهر عليه الأعراض وكانت نتيجة اختباره إيجابية. بعد أربعة أيام أصبت أنا. غادر أطفالي المنزل لحماية أنفسهم".

 وتابعت "لقد كنا مريضين، ونخشى من حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي وفي نفس الوقت كنا نفكر في أطفالنا"، مضيفة "إنها كانت لحظة صعبة، لقد شفينا بعد 10 أيام من المعاناة. أطفالنا عادوا إلى المنزل بعد 20 يوما".

مندمجة للغاية في بلدها المضيف، حققت السيدة غليا أيضا قفزة في مجال السياسة في عام 2014، عندما ترشحت في الانتخابات المحلية باسم الحزب الليبرالي في كيبيك. "لم أتمكن من الفوز لكنني ضاعفت النتيجة في مقاطعتي".

مريم غليا وأسماء بوطالب، اللتان تتقاسمان روح التطوع والإيثار، أسستا في عام 2011 المنظمة المغربية - الكندية لصحة الطفل والمرأة، تحت شعار "امرأة في صحة جيدة، طفل آمن، عالم متضامن".

وتضم المنظمة 11 بعثة طبية إنسانية في المناطق القروية الفقيرة والنائية في المغرب. وتم تنظيم المبادرات التي اتخذتها المنظمة بشكل أساسي في منطقتي ميدلت وتنغير للكشف عن سرطان الرحم وسرطان الثدي لدى النساء وكذلك المشاكل الصحية لدى الأطفال في هاتين المنطقتين.

 وفي سياق الوباء، تم تعليق البعثات الإنسانية الطبية للمنظمة. ونظرا لكون كوفيد-19 جائحة تتطلب التضامن والتعبئة، فقد قامت المنظمة بتكييف مهمتها مع هذا السياق من خلال مبادرة توزيع الملابس والمعدات الشتوية لفائدة الأشخاص الذين يعيشون في منطقة نائية.

 

 

 

تاريخ الخبر: 2021-03-05 13:23:43
المصدر: MAP ANTI-CORONA - المغرب
التصنيف: صحة
مستوى الصحة: 81%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية