يُعتبر خالد القيش من أبرز نجوم سورية الذين استطاعوا أن يحققوا نجاحاً لافتاً في كل الأعمال التي شارك فيها، ولكن حضوره إلى جانب الممثل عابد فهد في مسلسل «دقيقة صمت» للمخرج الراحل شوقي الماجري كان له بصمة مميزة ووقْعاً خاصاً على الساحة الدرامية في سورية وكل العالم العربي.

قيش الذي يطل في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل «حارة القبة» للمخرجة رشا شربتجي، وهو من أعمال البيئة الشامية، يبدو واثقاً من طريقة تنفيذ هذا العمل الذي تم الانتهاء من تصوير جزأين منه، على أن يستكمل تصوير الأجزاء الباقية في الفترة المقبلة.

كما تحدث عبر «الراي» عن أسباب انسحابه من مسلسل «هند خانم»، عازياً إياه إلى الظروف التي مر بها لبنان وإرجاء التصوير أكثر من مرة، وارتباطه بأعمال أخرى عندما اتُخذ القرار بإكمال تصويره.

تم التحضير لخمسة أجزاء من مسلسل «حارة القبة» والانتهاء من تصوير جزأين منه. هل تتوقع أن يتحوّل «حارة القبة» نسخة من «باب الحارة» لناحية عدد أجزائه؟

- هذا ممكن، ولكن «حارة القبة» مختلف عن مسلسل «باب الحارة» لأن الأخير كان عبارة عن مشروع مؤلف من جزأين فقط، ولذلك نجح هذان الجزآن. وعندما قاموا بتركيب قصص في الأجزاء اللاحقة ضاعت البوصلة، ولم تعد توجد حبكة صحيحة، وصارت الكتابة لزيادة الشخصيات كما أن هناك إطالة كي يصبح العمل من 30 حلقة، بينما في «حارة القبة» نحن جاهزون لتصوير 5 أجزاء، ونعرف إلى أين تتجه القصة وأعرف اتجاه شخصيتي فيه منذ أول مشهد في الجزء الأول وحتى آخر مشهد في الجزء الخامس.

مسيرتك الفنية تضم نحو 100 عمل منذ العام 2003، ألا ترى أن هذا العدد كبير مقارنة مع عدد سنوات عملك في مهنة التمثيل؟

- المُنْتِجون والمُخْرِجون تهافتوا على التعامل معي، ولكنني كنت أقدم الأدوار التي أحبها، وهي لم تكن أدواراً أولى أو محورية، بل كل دور منها له قصته المستقلة في العمل. وعندما انتشر اسمي قدمتُ بطولات مهمة، وصرتُ أفكر باتجاه مختلف. وبعد شخصية العميد عصام في مسلسل «دقيقة صمت»، اختلفت وجهة نظري في الأداء، وصرت أبحث عن الأدوار التي أستطيع أن أقدم من خلالها شيئاً. وكان أول خيار «هند خانم» لأنني أحببت الورق والشخصية التي تجمع بين المحب والشاعر والعازف وصاحب المبادئ، الذي لا يلبث أن ينقلب إلى شخص آخر، ولكن الظروف لم تساعدنا على تنفيذ المسلسل بالطريقة التي نريدها، لأننا توقفنا عن التصوير مع بدء الحراك الشعبي في لبنان، وثم بسبب كورونا وبعدها بسبب حلول شهر رمضان، إلى أن قرروا استئناف التصوير في شهر أغسطس، ولكنني كنت قد التزمت بتصوير أعمال أخرى، ولم يتمكنوا من تأمين مواعيد تصوير تتناسب مع ارتباطاتي الأخرى، وتم استبدالي بممثل آخر، هذا عدا عن ظروف أخرى لها علاقة بالرؤية، وطريقة تنفيذ المسلسل مقارنةً مع تخيُّلي له.

هل هذا يعني أنك تشعر بالسعادة لأنك انسحبتَ منه، خصوصاً أن بطلة العمل ورد الخال كانت قد انتقدته أخيراً؟

- كلا. أحب كل عمل أشارك فيه ولا أحب أن أنسحب منه، ولكن الظروف لم تساعد. كمُشاهِد وجدتُ أن إيقاع المسلسل بطيء ويحتاج إلى إنتاج أكبر وناس و«كومبارس». الإنتاج كان ضعيفاً في أماكن عدة وهذه المشكلة تظهر على الشاشة.

ما موقفك من بعض الممثلين اللبنانيين الذي يشكون «خطف» الممثل السوري للأدوار الأولى في الأعمال المشتركة؟

- كي أعبّر عن رأيي في هذا الموضوع، سأضع نفسي مكان صاحب الشكوى. عندما أجد كممثل سوري يعمل في بلده، أن الممثلين اللبنانيين يأخذون أدواري في سورية، فإما أن المشكلة تكمن بي كممثل وإما أن الأمر يعود إلى طريقة الإنتاج والتعاطي في الدراما، إلا إذا كنتُ كممثل لا أملك القدرة كي أكون في هذا المكان وأتى غيري وأخذه وهو يستحقه، فهذا حقه.

هذا الأمر لا ينطبق على الدراما اللبنانية وحدها، بل هو حصل أيضاً في الدراما المصرية، التي شارك فيها الكثير من الممثلين اللبنانيين والسوريين إلى جانب الممثلين المصريين. الفنّ لا يعترف بالجنسيات، وإذا احتاج العمل الجميل إلى ممثل معين وليس غيره، فيجب أن يتواجد فيه. الصراع الموجود طبيعي وأنا لا أنزعج أبداً عندما يُقال «أنتم تأخذون الفرص منا» لأنني أعرف خلفيات الموضوع، ولذا فإن القيّمين على الدراما يرتأون ما هو مُناسِب ويصبّ في مصلحة العمل.