المهندس "سلطان الدغيثر" الرئيس التنفيذي لـ"زين السعودية"

قال الرئيس التنفيذي لشركة "زين السعودية"، المهندس سلطان بن عبد العزيز الدغيثر، إن عام 2020 وبالرغم من كونه عاماً استثنائياً، نظراً إلى التحديات التي شهدها نتيجة جائحة فيروس كورونا، فإن الشركة حققت نتائج إيجابية.

وأضاف في مقابلة مع "أرقام"، أن الشركة حافظت خلال عام 2020 على وتيرة تحقيق الأرباح للسنة الرابعة على التوالي.

وأشار الدغيثر إلى أنه متفائل بأن عام 2021 سيكون، من خلال الاستراتيجية التي تقوم عليها الشركة، محطة جديدة في تاريخ الشركة. 

وبين أن الشركة تستهدف تعزيز حضورها في قطاعات نوعية جديدة تشكل مستقبل الابتكار والتحديث في المملكة، في مجال التقنية المالية الحديثة من خلال توفير حلول داعمة للتحول المالي الرقمي الحكومي.

وأضاف أن الشركة واصلت ضخ الاستثمارات والمبادرات التي مكنتها من توسعة الشبكة ونشرها على امتداد مناطق المملكة. 

وحول الوضع المالي للشركة، أشار إلى أنها بدعم من مركزها المالي القوي قامت بسداد جزء من الديون من خلال دفعات طوعية بإجمالي 4.9 مليار ريال، تمت على أقساط بدأت من الربع الثالث من 2018 حتى نهاية عام 2020.

وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة "زين السعودية" عن انجازات الشركة وخططها وإلى تفاصيل الحوار:

*كيف تقيمون أداء ومبيعات قطاعات الشركة بنهاية عام 2020؟

- بالرغم من كونه عاماً استثنائياً، نظراً إلى التحديات التي شهدها نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)، فإننا، ولله الحمد، حققنا في شركة "زين السعودية" نتائج إيجابية، بل ونوعية على مختلف الأصعدة.

مالياً، فقد نجحنا خلال عام 2020م في المحافظة على وتيرة تحقيق الأرباح للسنة الرابعة على التوالي. وبلغت إيرادات "زين السعودية" للربع الرابع من عام 2020م، 2,061 مليون ريال، مقارنة بـ 1,928 مليون ريال في الربع الثالث، وبنمو نسبته 6.90%.

كذلك، نجحنا في خفض خسائر الشركة المتراكمة لعام 2020م بنسبة 96.6 % مقارنة بعام 2019، حيث استطاعت الشركة خفض خسائرها المتراكمة من 1,608 مليون ريال بنهاية عام 2019 إلى 54 مليون ريال بنهاية عام 2020. وعلى المستوى التشغيلي، فعام 2020م هو شاهد فعلي على نجاح استراتيجية الشركة التوسعية، والتي انتهجتها لتحقيق مصلحة المساهمين من جهة، وتطوير قطاع الاتصالات الوطني من جهة أخرى. هذه الاستراتيجية مكنّت شركتنا من التحوّل نحو الربحية منذ أكثر من 3 سنوات، وساعدتنا على تجاوز التحديات الكبيرة التي عصفت بجميع القطاعات، جراء جائحة فيروس كورونا المستجد. وهي الاستراتيجية نفسها التي أسهمت في تحقيق الشركة استثمارات نوعية حتى في أصعب الظروف، والتي كانت بمثابة بوصلتنا لاتخاذ قرارات مالية جريئة من إعادة جدولة اتفاقية المرابحة، مروراً بعملية هيكلة رأس مال الشركة، وصولاً إلى ضخ مزيد من الاستثمارات لتعزيز جودة الخدمات التي نقدمها لعملائنا ومستوى انتشارها، من "سحابة زين" المخصصة لقطاع الأعمال والقطاعات الحكومية، وذلك بالشراكة مع AliBaba Cloud، إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الحوسبة السحابية، وصولاً إلى تطبيقات الجيل الخامس (5G) التي ستفتح فرصاً هائلة في العديد من المجالات، من الذكاء الاصطناعي إلى تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) التي ستفيد الجميع، من هواة اللعب الإلكتروني إلى الشركات والجهات الحكومية. بموازاة ذلك، عززنا استثماراتنا في الكوادر البشرية، وجاء على رأسها تمكين المرأة لتصبح "زين السعودية" المشغل الأول والوحيد حتى الآن في قطاع الاتصالات، في تنصيب سيدات قياديات في الإدارة التنفيذية، إلى جانب تمكين عدد منهن في مناصب أخرى عليا؛ لترتفع نسبة تمثيل المرأة لدى قيادات زين بمعدل 70%، مقارنة بنسبة تمثيلها في 2019م. هذا، إلى جانب ارتفاع نسبة توظيف السيدات بمعدل 50% في 2020م، مقارنةً بالعام السابق.

تمكّنا أيضاً من تحقيق العديد من القفزات النوعية على مستوى الخدمات خلال عام 2020م، والتي جعلت "زين السعودية" محط أنظار مؤسسات التقييم المتخصصة محلياً وإقليمياً وعالمياً. فتصدرت الشركة المرتبة الأولى محلياً في تقرير "مقياس" الصادر عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للربع الرابع من عام 2020، كأسرع إنترنت ثابت في المملكة، والتغطية الأكبر للجيل الخامس (5G) على مستوى المملكة.

أما عالمياً، فمنحت شركة "أوبن سيجنال" (Opensignal)، وهي جهة دولية مستقلة ومحايدة ومتخصصة في تحليل تجربة العملاء الخاصة بشبكات الاتصالات، "زين السعودية" ثلاث جوائز هي: "أفضل تغطية للجيل الخامس (5G)"، و"أفضل سرعة تحميل للجيل الخامس (5G)"، و"أفضل تجربة تحميل للجيل الخامس (5G)". 

كما منحت شركة "أوكلا“ (Ookla) العالمية "زين السعودية" جائزة SpeedTest لأسرع إنترنت منزلي في المملكة خلال عام 2020. وقمة Telecom Review لقادة قطاع الاتصالات أيضاً، منحت "زين السعودية" 3 جوائز هي: "أفضل نمو لمستخدمي الجيل الخامس (5G)"، و"أفضل بنية تحتية لشبكة الجيل الخامس (5G)‫"، و"أفضل مقدّم للحوسبة السحابية".

*وما هي توقعاتكم للنصف الأول من العام الجاري؟

- نمتلك اليوم أكبر شبكة للجيل الخامس (5G) في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، ورابع أكبر شبكة في العالم، والتي كنا بدأنا إطلاقها قبل نحو عام ونصف العام، واصلنا ضخ الاستثمارات والمبادرات التي مكنتنا من توسعة الشبكة ونشرها على امتداد مناطق المملكة. أكثر من ذلك، تفخر "زين السعودية" في أن تكون في صدارة مزودي خدمات الاتصالات لأكبر مشاريع المملكة الاستثمارية وأكثرها ابتكاراً. على سبيل المثال، وقعنا مؤخراً اتفاقية حصرية لتقديم خدمات الاتصالات والإنترنت في المواقع التابعة لمشروع البحر الأحمر لمدة خمس سنوات. وبالتالي، يمكننا القول إن "زين السعودية" أحد أهم ممكني عملية التحوّل الرقمي في المملكة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومساهماً مباشراً في تحقيق أهداف السياسة الاقتصادية الرقمية الطموحة التي أقرتها حكومتنا الرشيدة مؤخراً.

سنقوم بالبناء على المنجزات المحققة خلال العام المنصرم لتقديم الأفضل والأحدث. كما سنواكب توسيع دائرة تغطية خدمات الجيل الخامس (5G) لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدمين، وذلك بعد أن كنا أوّل مشغّل اتصالات في العالم يوفّر خاصية دمج الترددات لعملائه، والتي تمكّن سرعة الإنترنت من الوصول إلى 2.4 غيغابت في الثانية.

ونستهدف تعزيز حضور شركة "زين السعودية" في قطاعات نوعية جديدة تشكل مستقبل الابتكار والتحديث في المملكة، في مجال التقنية المالية الحديثة من خلال توفير حلول داعمة للتحول المالي الرقمي الحكومي وبما ينسجم مع سياسة الاقتصاد الرقمي التي كانت شركة "زين السعودية" سباقة فيه من خلال إطلاقها شركة "تمام"، ذراعها للتقنية المالية fintech) (، والتي حصلت مؤخراً على أول رخصة للتمويل المصغر في المملكة من قبل البنك المركزي السعودي (ساما). وبموجب هذا الترخيص، أصبحت "تمام" من أوائل مزودي التقنية المالية ومقدّمي حلول التمويل الاستهلاكي المصغر عبر عملية فورية ورقمية بالكامل.

ونحن متفائلون أن عام 2021 سيكون، من خلال الاستراتيجية التي تقوم عليها الشركة وكفاءة منسوبيها ووكلاء عملائها، محطة مشرقة جديدة في تاريخ الشركة، بإذن الله، حيث نطمح أن تصبح "زين السعودية" المزود الرقمي المفضل في المملكة.
 

*كم بلغ حجم الدفعات الطوعية لقرض المرابحة التي قامت بها "زين السعودية" خلال السنوات الماضية؟

- بدعم من المركز المالي القوي والمتين للشركة، قمنا بسداد جزء من الديون من خلال دفعات طوعية بإجمالي 4.9 مليار ريال سعودي، تمت على أقساط بدأت من الربع الثالث من 2018 حتى نهاية عام 2020.

تم سداد القسط الأول بقيمة 600 مليون ريال سعودي في الربع الثالث من 2018.

والقسط الثاني 525 مليون ريال سعودي تم سداده في الربع الرابع من 2018.

يليه قسط ثالث بقيمة 300 مليون ريال سعودي في الربع الثاني من عام 2019.

ودفعة قدرها 675 مليون ريال سعودي في الربع الثاني من عام 2020.

وفي النصف الثاني من 2020 نتيجة عائدات اكتتاب حقوق الاولوية تم سداد 2.8 مليار ريال سعودي.

*هل توجد ذمم مدينة للشركة تم التنازل عنها لصالح شركة اتحاد عذيب؟ 

- لا يوجد.

*بلغت استثمارات الشركة في تعزيز شبكة الجيل الخامس حوالي 2.9 مليار ريال، ما عدد الأبراج التي طورتها الشركة إلى شبكة الجيل الخامس خلال العام الحالي؟ وكم العدد المستهدف لكم للربع الأول العام الجاري؟

- كما أشرت سابقاً، فإنه بعد أن أطلقنا أكبر شبكة للجيل الخامس (5G) في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا ورابع أكبر شبكة في العالم، واصلنا ضخ الاستثمارات والمبادرات التي مكنتنا من توسعة الشبكة ونشرها على امتداد مناطق المملكة. ونجحنا بفضل هذه الاستثمارات النوعية والاستراتيجية التشغيلية للشركة من إيصال شبكة الجيل الخامس إلى 50 مدينة من خلال أكثر من 4700 برج.

والواقع، أن خطة الانتشار والتوسع الجغرافي لشبكة زين للجيل الخامس ترتكز إلى استراتيجية واضحة بإيصال خدمات الجيل الخامس إلى أنحاء المملكة كافة، بما يضمن حصول المواطنين والمقيمين على أحدث خدمات الاتصالات والإنترنت وأكثرها تطوراً، والتي ستترك بلا شك أثراً إيجابياً على جودة حياتهم. كذلك، فإن هذه النقلة النوعية التي نحدثها في البنية التحتية للاتصالات في المملكة سيكون لها أثر مهم أيضاً على الجوانب الاقتصادية والخدماتية، وبما يدعم جهود التحوّل الرقمي في المملكة ويسرّع في تحقيق التنويع الاقتصادي، وفقاً لرؤية المملكة 2030.

وقد اعتمدنا معياري الشفافية والمصداقية منذ إطلاقنا شبكة الجيل الخامس، وذلك بهدف تزويد عملائنا بأدق المعلومات لناحية تغطية خدمات الجيل الخامس، فحرصنا على تمكين الجميع من الاطلاع على مناطق تغطية الجيل الخامس (5G) من خلال خرائط تفاعلية تفصيلية ننشرها على الموقع الإلكتروني ونحدثها باستمرار، وتعد هذه الخدمة التي انفردت بها "زين السعودية"، الأولى من نوعها في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية.

*إلى أين وصلت مناقشاتكم مع موبايلي حول أبراج الاتصالات؟ وما هو نموذج العمل والاستثمار الذي اتفقتم عليه؟ ومتى تتوقعون بدء العمل به؟

- مشاركة البنية التحتية لدى شركات الاتصالات أصبح نموذجاً جذاباً ليس فقط في المملكة، ولكن في جميع أنحاء العالم مثل أمريكا الشمالية وأوروبا على مدار العقد الماضي، حيث تتيح هذه العملية تقليل تكاليف المشغلين.

ومع تزايد الطلب على طرح أحدث شبكة للإنترنت، وزيادة الضغط على الإنفاق على البنية التحتية، كان دافعنا هو بيع أبراج الاتصالات الخاصة بنا وإعادة تأجيرها، حيث ستسمح لنا بخفض التكاليف في هذا الجانب وإنفاقها على تحسين البنية التحتية، والتركيز على الابتكار في الخدمة، وتحسين تجربة العملاء.

في عام 2019، كانت لدينا صفقة لبيع أبراجنا إلى شركة IHS بقيمة 2.5 مليار ريال سعودي، ولكن للأسف لم تتحقق الصفقة لأن شركة IHS لم تكن قادرة على تلبية المتطلبات التنظيمية في المملكة العربية السعودية منذ ذلك الحين، فإن آخر تحديث لدينا حول هذا الموضوع، هو الانضمام مع شركة "موبايلي" للبحث عن أفضل خيار للشركتين. ونحن نتلقى مقترحات، ولكننا لم نوقع أي صفقات حتى الآن.