التمست اليوم النيابة العامة عقوبات متفاوتة ما بين 5 و20 سنة ضدّ المتّهمين في قضيّة المشاجرة والمشاركة في جريمة القتل التي اهتزّت لها مدينة عنابة وراح ضحيّتها شاب في مقتبل العمر. حيث لفظ هذا الأخير أنفاسه الأخيرة بعد تلقّيه طعنة على مستوى رقبته أردته قتيلا دون تمكّن رفقائه من نقله لمصلحة الإستعجالات الطبّية بغرض إسعافه، وتتلخّص وقائع القضيّة أنّه بتاريخ 2015/01/24 وبالتحديد على الساعة الواحدة وأربعون دقيقة بعد منتصف اللّيل تلقّت عناصر المناوبة المحلّية لأمن دائرة البوني مكالمة هاتفيّة مفادها تعرّض شخص للضرب والجرح العمدي خلال شجار عنيف وقع في حي أوّل نوفمبر وسط المدينة بين أفراد من عائلة واحدة وأصهارهم بالإضافة إلى مجموعة من الأشخاص كانوا على متن سيارة نفعيّة من نوع “رونو ماستر” ممّا خلّف وقوع جريمة قتل بعد أن تعرّض المسمى “ح.ن” الذي أصيب بجروح بليغة في رقبته بعد تعرّضه لطعنة خنجر وحاول مرافقوه نقله إلى المستشفى غير أنّ مركبتهم انحرفت وعلقت بالأوحال ممّا تسبّب في عدم تمكّنهم من إسعافه، هذا وقد تنقّلت المصالح المختصّة إلى عين المكان من أجل معاينة مسرح الجريمة ووجدوا الضحيّة غارقا في دمائه ملقيّا في المقاعد الأماميّة للمركبة وتبيّن أنّه لفظ أنفاسه الأخيرة نظرا للإصابة متفاوتة الخطورة التي تعرّض لها من طرف المسمّى “س.م.ش” البالغ من العمر 27 سنة الذي تمّ توقيفه فيما بعد من قبل قوات الشرطة ويتواجد حاليا رهن السجن بعد متابعته بالتهمة المنسوبة إليه والمتمثّلة في ارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، وفي سياق متّصل فقد مثل اليوم الأحد كلّ من “ب.خ”، “س.ي”، “س.ر”، “س.م”بالإضافة إلى “س.ي” و”ف.ف.”، ع.ر”، “عر.س” و”ب.م” المتراوحة أعمارهم ما بين 23 و61 سنة أمام هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة لمتابعتهم بارتكاب تهم مختلفة منها المشاركة في القتل العمدي و جنحة المشاجرة، حيث كشف المسمى “ع.ر” أثناء الإستماع إلأى تصريحاته أنّه كان في تلك الليلة متواجدا بشاطئ رفاس زهوان يتعاطى المشروبات الكحوليّة بإحدى الحانات والتقى أحد معارفه ويتعلّق الأمر بالمسمى “س.ي” مضيفا أنه تصادف مع “ر.س” و”ف.ي” أثناء مغادرته المكان وكان برفقتهما الضحيّة “ن.ح” أين عرضا عليه نقله معه وإيصاله لمسكنه الكائن على مستوى بلدية البوني على متن مركبة “ماستر” التي يمتلكها “ر.س” وأثناء توجّههم إلى البوني ركنوا المركبة أمام منزل المتّهم “س.ي” ونزلوا منها بغرض قضاء حاجتهم تاركين من جهتهم مذياع السيارة النفعية مشتغل وكان صوت الموسيقى صاخب للغاية أثناءها قبل أن يتفاجؤوا بخروج امرأتين قامتا برشق المركبة بالحجارة وتقدّم منهم شخصين يحملان أسلحة بيضاء محظورة في وقت اندلعت فيه مشاجرة عنيفة بين عدّة أطراف ووقعت جريمة القتل التي راح ضحيّتها شاب في مقتبل العمر وهو المسمى “ن.ح”، تجدر الإشارة أنّ مصالح الشرطة قد أوقفت الفاعل الرئيسي الذي سبق لمحكمة الجنايات وأن تابعته باارتكاب جناية القتل اعمدي مع سبق الإصرار في حين اتّخذت الإجراءات القانونية اللازمة في حقّ جميع المعنيين الذين شاركوا في الجريمة والذين كانوا أثناءها أطرافا في المشاجرة، أين تضاربت أمس تصريحاتهم أثناء مثولهم أمام هيئة محكمة الجنايات واختلفت حسب تصريحات بعضهم مقارنة بأقوالهم التي أدلوا بها أمام عناصر الضبطية القضائية، فيما يجدر الذكر أن ممثل الحق العام قد التمس ضدّهم العقوبات سالفة ذكر في حين قرّرت هيئة المحكمة.
وليد سبتي
