أراسلك اليوم حتى أكون على بيّنة من أمري بمسألة تعويد إبني المراهق على العبادات، كيف لا ونحن بغرة الأشهر المباركة.
إبني الوحيد الذي أكثر ما أتمناه أن ينشأ في بيئة صالحة بها من تعاليم الدين والأسوة الحسنة الكثير.
فبالرغم من كل ما نحياه من تقدم صارخ ولهث وراء مستجدات الحياة، إلا أن التربية الصالحة تبقى مطمح الآباء.
“أم أيوب” من العاصمة.
الرد:
كثيرا ما يغيبُ عن الخاطر بأن اتخاذ الأبناء هدفا خاصا من دون تقدير واحترام ذواتهم ورغباتهم وقناعاتهم الذاتية.
وتلك الظاهرة، تمثّل لبّ المشكلة في حياة ابنك.
نحمد الله إليكِ ونبشّر قلبك بالطمأنينة بأنّ ولدك البار طيّب الأصل، واستجاباته بالطاعة تُعدّ مؤشّرا إيجابيا في جوانب التعلّم.
إلا أن الجانب النفسي وجوانب الشخصيات القيادية، تحتاج منكم تمكين ولدكم – حفظه الله- من تسلّم دفّة التخطيط.
وحلّ المشكلات بالإرشاد والتوجيه لا بالتلقين والتبعية، لأن التبعية نمط تربوي سيجعله دائما شخصية تابعة لأبسط مصادر القوة من حوله.
إضافة إلى أن منحه مساحات يسيرة من حرية الأفكار وتشكيل القناعات ستجعل منه رجلا قائدا في المستقبل.
مرافقة والده إلى دور العبادة، كالمساجد، مراكز تحفيظ القرآن، حلقات الذّكر.
الدعاء والذكر والصدقة، وقراءة القرآن، فهي من وسائل تحقيق الأمنيات والإصلاح التربوي الفطري.
تنمية محركات الضبط والرقابة الداخلية من خلال حثّه على التقوى وخشية الله.
تمرين ولدك على العبادات اليسيرة، كحثّه على الذكر وأثره على إحياء القلب والعاطفة، وتيسير الطاعات والعبادات وحفظ الأحاديث والقرآن الكريم.
تلبية احتياجاته النفسية، لأنها مفتاح الاستجابة والإحسان في التربية والذي سيرده لك عرفانا بالمعروف.
ولا يخفى عليك تلك الحاجات وهي: التقبّل، الحب، التقدير والإنجاز، التفهّم والاستقلالية، الاحترام، والأمان والانتماء.
الحرص على حضن الأسرة الحاني الذي يستشعر ولدك من خلاله عبادة التفكّر في عظمة المولى الذي رزقه النعم.
كما أن التأمّل وإياه بالكثير من الحقائق الكونية من الأمور التي تنقذ فطرته السليمة من الضياع وتردّها للاستسلام إلى بارئها.
