النقشبندي.. إمام المداحين وشادى الأرواح تربع على عرش الابتهالات


إيمان عبد الرحمن
صوت خاشع ملائكى يثير فى وجدان المصريين والعرب مشاعر الفرح والشجن فى آن واحد  ، فما إن تنطلق أناشيده وابتهالاته فى شهر الصيام لتعلن بقرب آذان المغرب وانفراجة الإفطار بعد ساعات من الإمساك عن كل الشهوات، فيترنم بصوته العذب في كل بيت ومسجد مصري قبل الآذان، ليرتبط صوته بـ«فرحة الصائم عند الإفطار» التي ذكرها النبي.. ورغم مرور45عاماً على غيابه إلا أنه حى فى قلوبنا تطربنا كلماته وتنقلنا إلى السماوات.

اقرا ايضا|الدعاء والاستغفار.. سبل رفع الكرب والأوبئة
ولد الشيخ سيد النقشبندي بقرية ديميرة بمحافظة الدقهلية العام 1920، ثم انتقل مع أسرته إلى طنطا بالصعيد وفيها حفظ القرآن صغيراً وتعلم الإنشاد الديني من خلال حلقات الذكر للطريقة النقشبندية التي ينتمي إليها نسب جده محمد بهاء الدين النقشبندي، إذ يعد أحد النازحين إلى مصر من أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر، كما يعد والده الشيخ سيد من علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.


وفي عام 1955 انتقل إلى مدينة طنطا واستقر بها طوال حياته حتى ذاعت شهرته في مصر قبل أن يلتقي بالإذاعي أحمد فراج ليبدأ تسجيل بعض الابتهالات والبرامج على رأسها برنامج «في رحاب الله» عام 1967، وبرنامج «دعاء» الذي كان يذاع يومياً عقب أذان المغرب، ثم البرنامج الإذاعي «الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي»، ثم بدأ بالاشتراك في عديد من الأدعية والابتهالات الدينية بالإذاعة والتليفزيون وأهمها كان في شهر رمضان وقد لحن له عديد من أشهر الملحنين في مصر في حينه ومنهم محمود الشريف وسيد مكاوي وأحمد صدقي وحلمي أمين، ثم بليغ حمدي الذي لحن له ابتهال «مولاي يا مولاي» وهو من أشهر الألحان، .
النقشبندي أبدع في الكثير من الأعمال، إلا أن أشهرها كان «مولاي» و«جل الإله» و«ربنا» و«أيها الساهر» و»رسولك المختار» و«يا رب إن عظمت ذنوبي»، لتبقى ابتهالاته حاضرة وخالدة رغم وفاته منذ العام 1976.
«النقشبندي مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد».. بتلك العبارة الفريدة من نوعها وصف الطبيب والفيلسوف الأشهر، وصاحب «العلم والإيمان»، الدكتور مصطفي محمود، الشيخ سيد النقشبندي، في برنامجه، ما يعني أنه وبصوته العذب تمكن من أن يأثر العقول والقلوب، فقد كان طبقًا لخبراء الصوتيات، صوته ذو ثمانية طبقات، أي أنه يقدم الجواب، وجواب الجواب، وجواب جواب الجواب، وأن صوته يتأرجح ما بين الميترو سوبرانو، والسبرانو نفسه، ما أهله لدخل الإذاعة المصرية عام 1967، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السميعة.
وقد ترك النقشبندي تراثاً كبيراً من الإنشاد ما زالت غالبية الإذاعات العربية تذيعه، خاصة في رمضان، وله بعض الابتهالات باستخدام الموسيقى، ونظرا لروعة إنشاد النقشبندي وقوة تأثيره في نفس مستمعيه قامت إحدى المخرجات المصريات بإنتاج بعض من ابتهالاته في رسوم كرتونية للأطفال حتى يتعايش هؤلاء الصغار مع هذه الظاهرة الصوتية والشعوري  .. 
حقق النقشبندي صيتاً كبيراً في العالم الإسلامي فزار العديد من أقطاره، منها دول الخليج وسوريا وإيران وعدد من دول المغرب واليمن، وكان الرئيس السادات من المغرمين بصوت “النقشبندى”، وكان عندما يذهب إلى قريته في ميت أبو الكوم يبعث إلى النقشبندي لينشد له ابتهالاته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النقشبندي أحد خمسة مشايخ مقربين من السادات منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر.
وقد حصل الشيخ سيد النقشبندي على العديد من الأوسمة والنياشين من عدد من الدول التي زارها، كما كرمه الرئيس السادات -بعد وفاته- عام 1979 فحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى، وأطلقت محافظة الغربية التي عاش فيها أغلب عمره اسمه على أكبر شوارعها في مدينة طنطا.
توفي الشيخ “سيد النقشبندي” في 14 من فبراير 1976م عن عمر يناهز السادسة والخمسين عاماً، قضى منها شهوراً قليلة في القاهرة استطاع خلالها تسجيل أغلب أعماله.
 

تاريخ الخبر: 2021-04-16 06:14:52
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

بطولة إنجلترا.. أوناي إيمري يُجدّد عقده مع أستون فيلا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-23 18:26:06
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

بطولة إنجلترا.. أوناي إيمري يُجدّد عقده مع أستون فيلا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-23 18:26:11
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية