والدة أصغر شهداء فض رابعة: آخر مرة قالي هغيب فترة طويلة.. وملحقش يتجوز - مصر
والدة أصغر شهداء فض رابعة: آخر مرة قالي هغيب فترة طويلة.. وملحقش يتجوز - مصر
تأبى عاطفة الأمومة عليها أن ترى نهاية نجلها وكيف مات، تواري حزنها بين ثنايا قلبها وتطوي آهاتها في نفسها وتكتمها ولا تبوح بها. الجميع ينتظر ليرى إلا هي تنتظر ليخلد نجلها لا لتشهد نهايته. الملايين ينتظرون خلال الدقائق المقبلة الحلقة الخامسة من مسلسل «الاختيار 2»، والتي فيها تنكشف عشرات الحقائق عن فض اعتصام رابعة العدوية، إلا تلك السيدة الستينية التي لم يعاونها قلبها لمتابعة تلك الحلقة، فتأبى أن ينخلع مرة أخرى وتشاهد كيف استشهد نجلها الذي كان له طموحات وأحلام عديدة.
السيدة سعادة، والدة الشهيد محمد سمير، أصغر شهداء فض اعتصام رابعة العدوية، تروي لـ«الوطن»، أنها رغم حرص الدراما على توثيق بطولة الشهداء ومنهم نجلها، إلا أنها لن تشاهد تلك الحلقة، فلن تكن لديها الجرأة على مشاهدتها، «كفاية الوجع اللي أنا فيه، مش هقدر اتفرج وهما بيشرحولي صوت وصورة استشهد إزاي».
والدة أصغر شهداء فض اعتصام رابعة: شفته ليلة الحادثة وقالي هغيب لفترة طويلة
في عام 2006 تخرج الملازم محمد سمير في كلية الشرطة، سنة 2010 والتحق بقطاع الأمن المركزي وتحديدا بالعمليات الخاصة، وطوال حياته كان يتمنى الشهادة ويحلم بها، وكان يناديني بـ«يا أم الشهيد» حتى نالها في فض اعتصام رابعة العدوية، «قالوا لي إن محمد استشهد بعد نحو 5 دقائق من بدء عملية الفض في رابعة».
آخر حديث دار بين الشهيد ووالدته في ليلة وفاته، حين توجه للمنزل وجهز حقيبته، وأخبرهم أنه سوف يغيب لفترة طويلة في العمل، «وصاني إني أخلي بالي من نفسي كويس، وأنه هيحاول يرجع بسرعة»، وخلال تلك الليلة كان يتلقى العديد من المكالمات الهاتفية من زملائه للحديث معه والاطمئنان عليه.
«محمد» كان مخلصا بشدة لعمله، حتى أحلامه وطموحاته كانت لعلمله، فكان يحلم بالانضمام لفرقة مكافحة الإرهاب الدولي، والتي كان يجري اختبارات لها قبل عملية فض الاعتصام، «كانت اختبارات قوية، وفي الصيام وبعد الإفطار، كان نفسه يلتحق بيها، بس ملحقش يحقق حلمه، وكان نفسي أجوزه».
زملاء وقادة الشهيد دائمي التواصل مع والدته في كل المناسبات للاطمئنان عليها، ويتواصلون معها باستمرار، «مفيش حد فيهم بيتأخر عليا ودئما حواليا وجنبي».
