العلم: مفتاح السؤال: المعجزات الحسيّة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : الثبوت والدلالة (1)


وقد اشتهر عند كثير من الناس أن لسيّدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – معجزة واحدة، هي: القرآن الكريم؛ فغفلوا عن المعجزات الحسية الكثيرة التي تداولها علماء المسلمين في كتبهم، مع أنها لا تقلّ عن المعجزات التي أتى بها الأنبياء السابقون.
فمن المعجزات الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: تكثير الطعام، ونبع الماء بين أصابعه الشريفة، وحنين الجذع، وانشقاق القمر، وتسليم الحجر، وشفاء بعض أصحابه، وغير ذلك.
بل إن معجزات سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - تفوق في التفصيل معجزات الأنبياء السابقين. كما قال الإمام الشافعي: "ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا" قال تلميذه الربيع: "أعطى عيسى إحياء الموتى" فقال الشافعي: "أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك"
والغاية من هذا المقال: توضيح أمرين اثنين:

• كيف تثبت هذه المعجزات نقلا؟

• وكيف تعد من دلائل النبوة عقلا؟

• الأمر الأول: إثبات المعجزات الحسيةّ:

إن المعجزات الحسية لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثابتة عنه بطريق الاستفاضة والتواتر، فقد رواها جمع من الصحابة الذين شهدوها، وعنهم جمع من التابعين، وعن هؤلاء جمع من تلامذتهم، إلى أن يصل الأمر إلى المصنفات الحديثية المتداولة.
والمقصود هنا أصل حصول المعجزات المادية، لا أفرادها. وبعبارة أخرى، فقد ينازع بعض الناس في تواتر معجزة معينة، ولكن إذا جمعت الروايات المختلفة في هذا الباب، فإنها تدل - دون شك - على وقوع المعجزات إجمالا.
والتواتر هو "خبر جمع عن محسوس يمتنع تواطؤهم على الكذب من حيث كثرتهم.

فهل تواترت رواية المعجزات الحسية فعلا؟ و إن تواترت، فما الذي يفيده تواترها من العلم؟

أما السؤال الأول: فالمسألة آلية تطبيقية، تقوم على إتقان تطبيق القواعد المقررة، وليست استدلالا عقليا مبنيا على الاجتهاد ويمكن أن يؤثر فيه الاختلاف الفكري! ولذلك فإن كلام أهل الاختصاص مقبول هنا دون تردد، ولا يكون ذلك من التقليد المذموم.
على أن الاستدلال على التواتر يحتاج إلى استقصاء الروايات المختلفة من مصادرها التراثية، وهو شيء لا سبيل إليه في هذا المقال المختصر، مع كونه لن يعدو تكرار ما بحثه العلماء المتخصصون من قبل وانتهوا منه!
إذا علم هذا فقد نص كثير من العلماء المتخصصين على التواتر المعنوي للمعجزات المادية لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل على تواتر بعض أفرادها أيضا.

قال الإمام البيهقي: "وأما في المعجزات وفي فضائل واحد من الصحابة وقد رويت فيهما أخبار آحاد في ذكر أسبابها، إلا أنها مجتمعة في إثبات معنى واحد، وهو ظهور المعجزات على شخصٍ واحد وإثبات فضيلة شخصٍ واحد، فيحصل بمجموعها العلم المكتسب، بل إذا جمع بينها وبين الأخبار المستفيضة في المعجزات والآيات التي ظهرت على سيدنا المصطفى، دخلت في حد التواتر الذي يوجب العلم الضروري"

قال السعد التفتازاني: ".. نقل عنه من الأمور الخارقة للعادة ما بلغ القدر المشترك منه – أعني ظهور المعجزة - حد التواتر وإن كانت تفاصيلها آحاداٍ، كشجاعة على وَجودِ حاتم فإن كلا منهما ثبت بالتواتر وإن كان تفاصيلها آحادا، وهي مذكورةٌ في كتب السير"
وقال القاضي عياض: "قال بعض أئمتنا ويجرى هذا المجرى على الجملة أنه قد جرى على يديه -صلى الله عليه وسلم- آياتٌ وخوارق عادات إن لم يبلغ واحد منها معينا القطع فيبلغها جميعها"

يتبع

تاريخ الخبر: 2021-04-23 14:16:55
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

دياز يعدُ المغاربة بأن "القادم سيكون أفضل وهذه ما هي إلا البداية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-28 18:26:23
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية