أثارت مداخلات بعض البرلمانيين خلال مناقشة لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب لمشروع الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي عددا من التساؤلات حول أهدافها ومراميها، خاصة أن بعضها ذهب إلى الحديث بنوع من المدح عن هذه النبتة وعدم خطورتها على صحة المستهلكين.
وتعليقا على ذلك، عبرجلال التوفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات عن غياب النقاش العلمي حول مشروع القانون داخل قبة البرلمان.
وقال التوفيق في حديث مع "تيلكيل عربي"، اليوم الاثنين 3 ماي، إن المشروع لا علاقة لها بالاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي، لكن البعض يمرر خطابات من داخل البرلمان دون أن يلقي بالا لجمهور الشباب والمراهقين.
وأوضح الخبير المغربي أنه ليس هناك نوع واحد من القنب الهندي، فالقنب الهندي يضم نبتات مختلفة بتركيزات مختلفة لما يسمى "تيترايدروكانابينول"، والذي يعتبر مشتق خطير ويتسبب في الإدمان ومحظور عالميا، مشيرا إلى أن القنب الهندي مضر بالصحة، وهذا بشهادة الجميع ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف "لهذا التيترايدوكانابينول محظور دوليا، وكونه يتوفر على منافع طبية، ليس معناه أنه غير خطير".
ولفت التوفيق أن هناك خلط كبير بين النبتة ومشتقاتها واستعمالاتها، فالنبتة طرأت عليها تغيرات كثيرة، فعلى سبيل المثال هناك من يتحدث عن "كيف" السبعينات، علما أن النبتة الحالية في المغرب لا علاقة لها بنبتة السبعينات، كما أن استعمال "الكيف" اليوم لا علاقة له باستعماله في السبعينات والثمانينات، فالنبتة تغيرت وتركيز التيترادوكانابينول ارتفع فيها بشكل كبير.
وتابع " لا يمكن أن يسمح بتاتا بترويج مقولات من قبيل أن "الكيف" غير مضر بالصحة، فهذا مصدر خطر كبير".
مقابل ذلك، اعتبر التوفيق أن هناك أطراف أخرى تروج أشياء لم يتضمنها مشروع القانون من قبيل القول بكونه جاء ليشرعن الاتجار في القنب الهندي، مشيرا إلى أن الهدف هو تقنين استعمال هذه النبتة تحت مراقبة صارمة، مشيرا إلى أن الصيدليات المغربية بدورها تضم عددا من الأدوية المستخرجة من المورفين، لكنه يظل محظورا.
ويرى الخبير المغربي أن نبتة القنب الهندي يمكن أن تستعمل كدواء بديل لعلاج عدد من الأمراض كالصرع لدى الأطفال، لكن هذا لا يعني عدم وجود أدوية أخرى تستعمل في العلاج، بل هناك أدوية متاحة، إلا أنه يمكن اللجوء للعقار المستخرج من القنب الهندي كبديل لعلاج الحالات المستعصية.
ومن المرتقب أن تشرع لجنة الداخلية والجماعات الترابية الأربعاء المقبل في المناقشة التفصيلية لمشروع القنب الهندي.
