أثار إعلان رئاسة شؤون الحرمين توثيق الحجر الأسود بتقنية «فوكس ستاك بانوراما»، التي يتم فيها تجميع الصور بوضوح مختلف حتى تنتج لنا صورة واحدة بأكبر دقة للحجر الأسود، شوق المسلمين لأشرف حجر على وجه الأرض والذي يمثل نقطة بداية الطواف ومنتهاه.

هذا الحجر الذي، قبّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يشكل قدسية لدى المسلمين، وهو ما حدا على مدى عقود طويلة بالعمل على حفظه بإطار فضي ليحفظ هذا الحجر المكون من ثماني قطع.

مبارك الهاجري لـ «الراي»: اختلف علماء الجيولوجيا في أصله

قال الباحث والخبير الجيولوجي الدكتور مبارك الهاجري لـ «الراي»، إن «الحجر الأسود اليوم مكون من ثماني قطع تبدو من نفس الحجر الأم لكن مختلفة الشكل والحجم»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «يصعب تحديد الشكل والحجم الأصلي للحجر الأسود، وذلك بسبب التغيّرات الكثيرة على مر الزمن».

وفي شأن الأصل الجيولوجي، قال الهاجري «اختلف علماء الجيولوجيا في أصل الحجر الأسود فبعضهم يعتقد أنه من حجر العقيق، لكن بعضهم يظن بأن أصله نيزك. وذكر القرامطة في مصادرهم التاريخية أن الحجر الأسود يطفو على سطح الماء، وهنا تكمن أهمية هذه المعلومة من الجانب العلمي بأن الثقل النوعي (specific gravity) للمادة المكونة للحجر الأسود أقل نسبياً من كثافة الماء، مما يعني أن أصل الحجر الأسود لا يمكن أن يكون من حجر العقيق المتكون من الصخور النارية والمتحولة، ولا يمكن أن يكون نيزكاً لأن أغلب النيازك مكونة من مادة الحديد وتعتبر مواد ثقيلة والثقل النوعي لها أعلى من كثافة الماء».

واستدرك الهاجري قائلاً «هذا لايمنع أن يكون الحجر الأسود يعود لأصول نيزكية حيث تشير الدراسات العلمية بوجود تشابه بين مواصفات الحجر الأسود وصخور تحولت خصائصها الفيزيائية والكيميائية نتيجة اصطدام أو ارتطام الصخور الأصلية بنيزك في موقع يسمى فوهة وبر في منطقة الربع الخالي».

ماجد الشيباني لـ «الراي»: أشرف حجر على وجه الأرض

قال الداعية ماجد الشيباني لـ «الراي»، إن «الحجر الأسود أشرف حجر على وجه الأرض وأحد قطع الجنة، كما أخبرنا نبينا الكريم، والذي كفاه شرفاً أنه جزء من بيت الله الحرام وقبَّله النبي، إنه الحجر الأسود الواقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة الشريفة قريب من بابها، وبه يبدأ المسلمون طوافهم ببيت الله العتيق وبه ينتهون كما علمنا رسولنا، ويستحب لمن طاف بالبيت الحرام أن يبدأ بتقبيل الحجر الأسود إن أمكنه ذلك لفِعل النبيّ، فإن لم يستطع فليشِر إليه».

وأوضح أن «الحجر الأسود يتكون من خمسة عشر حجراً مُقسَّمةً بأحجام مختلفة، ثمانية منها تظهر للعيان، أمّا بقيّة الأحجار السّبع، فقيل إنّها دخلت في بناء الكعبة المُشرّفة، وقيل بل هي مُغطّاة بمادّةٍ من المعجون المُكوَّن من العنبر الممزوج بالشّمع والمِسك، وتقع تلك الأحجار أعلى الحجر الأسود، حيث يُمكن لقاصد البيت بغيةَ الطّواف رؤيتُها وتقبيلها».

وأضاف: «روت لنا السنة النبوية الكريمة فضائل هذا الحجر وسطر لنا المؤرخون حكاياته عبر التاريخ ووصفه، فجاء في صحيح البخاري عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ جَاءَ إِلَى ‌الحَجَرِ ‌الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ».

وأضاف «نتعلم نحن المسلمون أنه لولا فضله لما قبله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولما قبله عمر رضي الله عنه، كان تبركاً واستناناً بفعل النبي، فليعلم المسلمون أن تقبيل الحجر واستلامه لا يقصد به إلا تعظيم الله تعالى والوقوف عند أمر نبيه عليه السلام، إذ ذلك من شعائر الحج التي أمر الله بتعظيمها، وأن استلامه مخالف لفعل أهل الجاهلية في عبادتهم الأصنام، وهذا ما قصده عمر ليُعلّم المسلمين أن فضيلة الحجر إنما هو تعظيم لشعائر الله، وأنه قطعة مباركة من الجنة».

4 معلومات أساسية عن الحجر الأسود

• الشكل: بيضاوي

• اللون: أسود مائل إلى الحمرة

• القطر: 30 سم

• الموقع: في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة من الخارج

صور «فوكس ستاك بانوراما»

• مدة التصوير: 7 ساعات

• عدد الصور: 1050

• دقة الصورة: 49 ألف ميجا بكسل

• مدة المعالجة: أكثر من 50 ساعة عمل

الإطار الفضي

• أول من طوق الحجر الأسود بالفضة صوناً له هو عبدالله بن الزبير

• تتابع من بعده الخلفاء والأثرياء في التطويق وأصلحه الملك عبدالعزيز آل سعود

• بدّل الملك سعود الإطار السابق بآخر من الفضة الخالصة

• تم تغييره في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود وكذلك تم تغييره في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود

• يصنع إطار الحجر الأسود في مكة المكرمة، من الفضة الخالصة ويزن نحو 50 كيلوغراماً

• يستغرق صنع الإطار نفسه نحو 3 أشهر

• تثبت أجزاء الحجر الأسود بمادة شمعية تُصهر تحت حرارة عالية لتعمل على تماسكه