شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد في تصريح لفرانس24 على ضرورة وقف التصعيد العسكري في قطاع غزة ووقف نزيف الدماء بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال السيسي إن مصر تبذل جهودا دبلوماسية مع جميع الأطراف لإيجاد حل للصراع. لكنه أكد أن حل إقامة دولتين هو الطريق الوحيد لتثبيت الاستقرار في المنطقة وعودة الهدوء الشامل.
وكان السيسي قد أمر الأحد بفتح المستشفيات المصرية لاستقبال من قطاع غزة، وفق الإعلام الرسمي.
فتح معبر رفح
وعبر جرحى فلسطينيون الأحد من قطاع غزة إلى مصر لتلقي العلاج إثر إصابتهم في الغارات الإسرائيلية على القطاع، ووصلت إلى مصر ثلاث قوافل تضم 263 فلسطينيا من بينهم جرحى أصيبوا في الغارات الإسرائيلية، وطلاب ومرضى.
وأعلن الهلال الأحمر المصري في سيناء على صفحته في موقع فيس بوك الأحد أن فرق طوارئ طبية أرسلت إلى الجانب المصري من معبر رفح للمساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية.
ومعبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل بين العالم الخارجي وقطاع غزة، وهو شريط ساحلي ضيق يقطنه نحو مليوني فلسطيني نصفهم يعيشون تحت خط الفقر.
وفتحت مصر معبر رفح في شباط/فبراير الماضي، ولكنه يظل خاضعا لرقابة أمنية مشددة ويغلق في الإجازات الرسمية بما فيها عيد الفطر الذي يستمر هذا العام في مصر حتى يوم الأحد.
جهود دبلوماسية
وفي مداخلة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت عبر الفيديو، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري الأحد على أنه "لا مفر من تقديم التنازلات ثمنا السلام". كذلك كرر شكري الدعوة من أجل "الوقف الفوري لإطلاق النار"، وحض المجلس على "أن يلتفت لهذا الوضع المتأزم، وأن يرتقي إلى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه لإنهاء جولة الصراع الحالية".
وكان رئيس بعثة جمهورية مصر العربية فى رام الله طارق طايل قد بحث الأحد مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه "جهود القاهرة الحثيثة مع الأطراف المختلفة والمجتمع الدولي للتهدئة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكذلك الحيلولة دون تكرار المواجهات في القدس والضفة الغربية"، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وكان سامح شكري قد قال الثلاثاء الماضي في كلمته أمام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب إن بلاده أجرت اتصالات مع إسرائيل خلال الأيام الماضية من أجل التهدئة في القدس الشرقية المحتلة، لكنها "لم تجد الصدى اللازم".
وأضاف شكري "لا تزال مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف".
وانتقد شكري موقف مجلس الأمن تجاه تدهور الاوضاع في القدس، وقال "كنا نتمنى أن يصدر مجلس الأمن أمس (الأحد) موقفا يعكس إدراكه لخطورة ما يجري في الشرق الأوسط ، ولكن للآسف دأب المجلس على التنصل من مسؤولياته بما يفقده مصداقيته".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن أهداف بلاده "لا تقتصر على تهدئة الوضع في القدس فالمواجهة الحالية لم تندلع من فراغ وإنما على خلفية الغياب الكامل لكل أفق سياسي لتسوية القضية الفلسطينية عبر إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولذا فإن مثل هذه الأزمات ستتكرر طالما لم تحل القضية الأساس".
وأضاف قائلا "إزاء كل هذه الانتهاكات (إسرائيلية) تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل كل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم".
فيما قال مصدر فلسطيني إن "مصر أجرت اتصالات بالفصائل الفلسطينية ودعتها إلى التهدئة مؤكدة أنها تبذل في الوقت نفسه مساعي مع إسرائيل من أجل التهدئة ولكن القاهرة لم تتلق ردا إيجابيا من إسرائيل".
وتفرض إسرائيل حصارا بحريا وبريا على غزة منذ أن سيطرت حركة حماس الإسلامية على القطاع في العام 2007. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 42 فلسطينيا منذ فجر الأحد في غزة، في يوم هو الأكثر دموية في القطاع منذ بدء الغارات الإسرائيلية قبل نحو أسبوع.
وبدأت العملية الإسرائيلية ردا على صواريخ أطلقتها حركة حماس على إسرائيل "تضامنا" مع مئات الفلسطينيين الذين أصيبوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وفي باحات المسجد الأقصى.
واندلعت الصدامات إثر تهديد إسرائيلي بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة لصالح جمعيات استيطانية تقول إن الأرض كان يملكها يهود قبل 1948.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم