الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لـ«المغرب»: ما يحصل في غزة والضفة الغربية جريمة حرب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وعار -عليهم- أن يطالبنا البعض بإدانة الصواريخ التي تطلق من غزة


تحققت خلال هذه الانتفاضة الشعبية داخل الخط الأخضر وفي غزة وفي الضفة الغربية وشعبنا في الشتات
«لسنا بحاجة لا لبيانات دعم واستنكار ولا لشجب بل بحاجة الى موقف عربي يسند موقفنا أمام المجتمع الدولي ويكون موقفا جديا في تبني ودعم الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان على شعبنا»...بهذه العبارات استهّل القيادي الفلسطيني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني حديثه لـ«المغرب» من رام الله موضحا بأنه من العار ان يطالب البعض بإدانة الصواريخ التي تطلق من غزة ، مشيرا الى ان هذه التصريحات لا تليق لا بتاريخ الأمة العربية ولا بشعوبها . وأكد بان الشعب الفلسطيني يواجه ملحمة جديدة من ملاحم الصمود في مواجهة سياسة الإبادة في قطاع غزة وسياسة الترحيل والتطهير العرقي في الضفة الغربية . مطالبا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وإدانة الجرائم وإيقاف العدوان الإسرائيلي فورا .
• لو تعطينا صورة عن المشهد في فلسطين في ظل تواصل عدوان الاحتلال الصهيوني وصمود أبناء الشعب الفلسطيني ؟
بعد ليلة دامية في غزة وبعد أيام دامية في الضفة الغربية يتواصل العدوان والقصف الهمجي على أبناء شعبنا في غزة وعلى أبناء شعبنا في كامل فلسطين . فالهبّة الشعبية بعد مؤامرة التطهير العرقي في القدس اجتاحت عديد المناطق الفلسطينية . امس كان هناك أكثر من 112 نقطة التحام مع قوات الاحتلال الإسرائيلية في كافة أنحاء الضفة الغربية . كل هذه المناطق احتضنت مسيرات سلمية تطالب بوقف العدوان على شعبنا في غزة ووقف سياسة الترحيل والتهجير في القدس الشرقية . وجُوبهت كل هذه المسيرات والهبّات الشعبية السلمية بإطلاق نار وباغتيال وقتل متعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي . في الضفة الغربية سقط شهداء ومن الممكن ان يرتفع العدد بسبب الإصابات الحرجة إضافة الى المذابح التي اقترفها العدو مثل المذبحة التي تعرضت اليها عائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ بغزة ، حيث استشهد عشرة أفراد من عائلة واحدة حذفوا دفعة واحدة من السجل المدني الفلسطيني، وقبلها عائلة المنفي وهي مكونة من ستة افراد شطبوا أيضا من السجل المدني . فهناك جريمة حرب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .
• ما دلالات هذه الحرب الهمجية الصهيونية في تزامنها مع الذكرى الـ 73 للنكبة ؟
يتواصل العدوان الإسرائيلي ويتواصل أيضا الصمود البطولي والأسطوري لأبناء شعبنا في كل المناطق وقد أحيا في الأسبوع الماضي شعبنا الفلسطيني الذكرى الثالثة والسعبين للنكبة والتي دفع شعب فلسطين ثمنا باهظا لها بسبب هذه المؤامرة الدولية التي بدأت منذ وعد بلفور واعتبار فلسطين وطنا قوميا لليهود وعلى حساب الشعب الفلسطيني ووجوده . فالذي جرى أسوأ عملية تطهير عرقي في التاريخ حيث رحّل الشعب الفلسطيني وحل محله مستوطنون بنفس طريقة الاستيطان التي جرت في جنوب افريقيا قبل أكثر من خمسة عقود .
وقد أحيا الشعب الفلسطيني الأسبوع الماضي ذكرى النكبة وذكرى الصمود والبطولة للشعب الفلسطيني وذكرى البقاء على أرضه. وهو الآن الشعب الفلسطيني يجدد الذكرى يواجه ملحمة جديدة من ملاحم الصمود في مواجهة سياسة الإبادة في قطاع غزة وسياسة الترحيل والتطهير العرقي في الضفة الغربية .
• هناك مشهد جديد ومرحلة جديدة وحديث عن وحدة فلسطينية تحققت دون انتخابات وأسقطت مؤامرات التطبيع وأحرجت الأنظمة المطبعة فماذا تقولون ؟
لقد تحققت مجموعة من النتائج بشكل سريع خلال هذه الانتفاضة الشعبية، النتيجة الأولى هي وحدة الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية داخل الخط الأخضر وفي غزة وفي الضفة الغربية وشعبنا في الشتات، حيث أظهروا جميعهم وحدة سياسية خلف أهداف وطنية تتعلق أساسا بحق التقرير المصير والحرية والاستقلال .
النتيجة الثانية هي ان الشعب الفلسطيني وقيادته مطالبة بتطوير الهبّات الشعبية في كل مكان الى انتفاضة شعبية منظمة بقيادة وطنية موحدة تقود الانتفاضة وتعيد النظر في الوضع السياسي القائم الذي استمر لسنوات طويلة .
أما النتيجة الثالثة فهي ان القضية الفلسطينية عادت مجددا وبقوة الى جدول أعمال المجتمع الدولي بعد أن جرت محاولات أثناء مرحلة الإدارة الأمريكية السابقة أي إدارة ترامب، لشطب القضية الوطنية الفلسطينية والبحث عن حلول ترقيعية تقوم على سياسة التطبيع في البلدان العربية بدلا من إقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة.
اليوم الأنظمة العربية خاصة في البلدان التي هرولت نحو التطبيع بضغط وبابتزاز أمريكي تشعر بان ما قدمته كثمن كبير للتطبيع لم تحصل مقابله على أي شيء . بالعكس ما يجري من جرائم وما يجري من صمود فلسطيني عرى ورقة التوت أمام هذه الأنظمة خصوصا أمام شعوبها التي التحمت بكل قوة مع الشعب الفلسطيني وساندته في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
• ما المطلوب اليوم عربيا ودوليا لإيصال صوت الانتفاضة الفلسطينية واسنادها؟
نجد اليوم ان القضية الفلسطينية عادت الى المجتمع الدولي كواحدة من المكونات الرئيسية خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي كانت لديها أولويات غير القضية الفلسطينية وغير الصراع العربي الفلسطيني . فأولوياتها كانت الملف النووي الإيراني وموضوع افغانستان والعراق . ولكن اليوم القضية الفلسطينية أجبرت الإدارة الامريكية على التعامل معها كقضية مركزية وأساسية و أرسلت مبعوثا للبحث عن التهدئة. نعتبر ان الدور الأمريكي ناقص ومنحاز لـ«إسرائيل» فقد عطلّ أربع جلسات لمجلس الأمن ونجد ان السياسة الأمريكية السابقة نفسها ما تزال تدار بإدارة أمريكية جدية . ولغاية اليوم لا نقبل على الاطلاق الحديث عن حق «إسرائيل» المزعوم في الدفاع عن النفس وان يُنزع هذا الحق عن الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال . هذه ازدواجية معايير وكيل بمكاييل مختلفة من العالم . العالم يجب ان يعترف بان الاحتلال الاسرائيلي هو سبب البلاء وبان الشعب الفلسطيني لديه الحق في الدفاع عن النفس وفي المقاومة ولديه الحق في مواجهة الاحتلال لا الانحياز الى جانب «إسرائيل» وتقديم الحماية والرعاية السياسية والدبلوماسية لها . لذلك نقول، أمام المجتمع الدولي فرصة لإعادة النظر بمواقفه المنحازة لإسرائيل ولديه فرصة لإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والمنظمات الدولية ولينهض مجلس الأمن بمسؤوليته بالحفاظ على الأمن والسلم والدوليين خاصة في منطقة الشرق الأوسط . وسيؤدي تقاعس مجلس الأمن وشلله من قبل الإدارة الامريكية الى تطورات خطيرة في المنطقة والعالم .
هناك مسؤوليات تقع أمام المجتمع الدولي وأمام الجامعة العربية ولا نقبل مناشدات من الأشقاء العرب ولا نقبل ان يتحدث وزير خارجية عربي بلغة المساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويطالب بوقف العنف المتبادل بين الطرفين في اعتداء صارخ على الشعب الفلسطيني. وأقول هذا عار على بلد عربي ان يتحدث بهذه الطريقة وغير مقبول على الاطلاق من شعبنا ومن شهدائنا وجرحانا وأسرانا وشيء معيب ان تتحدث هكذا الدول العربية و يطالبنا البعض بإدانة الصواريخ التي تطلق من غزة . أقول هذا لا يليق لا بتاريخ الأمة العربية ولا بشعوبها . ونحن لسنا بحاجة لا لبيانات دعم واستنكار ولا لشجب ولا ادانة بل بحاجة لموقف عربي يسند موقفنا أمام المجتمع الدولي ويكون موقفا جديا في تبني ودعم الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان على شعبنا الذي دفع اكثر من 158 وشهيدا وأكثر من 1200 جريحا ، فهذا هو الثمن الذي يدفعه شعبنا من أجل الحرية والاستقلال .

تاريخ الخبر: 2021-05-18 11:18:45
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية