بلومبيرج: أحداث غزة تؤكد محورية دور مصر في الشرق الأوسط


رصد تقرير لوكالة بلومبيرج الأمريكية الجهود التي تبذلها مصر على مدا الساعة منذ اندلاع المصادمات الإسرائيلية الفلسطينية قبل نحو 9 أيام، حيث أكد التقرير أن القاهرة تلعب الدور المحوري في هندسة وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

في الأسبوع الثاني من الحرب بين إسرائيل وحماس، أعرب الرئيس جو بايدن عن "دعمه لوقف إطلاق النار" في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن العبارات اللفظية السلبية التي تخلو من أي نبرة اهتمام حقيقي للرئيس الأمريكي تنم عن إحجامه عن الانخراط في ملف العنف  في الشرق الأوسط. 

وقال التقرير إن بايدن لم يعرض التوسط في التوصل إلى هدنة، ولم يقترح أي خارطة طريق نحو هدنة. بل لم يقترح بايدن وقف الأعمال العدائية، ناهيك عن عدم مطالبته بذلك، واختار بايدن أن يبدو كمؤيد لفكرة التهدئة عن بعد.

ليس من الصعب التكهن بما فكر به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقف بايدن الذي يتسم بالارتخاء. فبعد ساعات من حديث بايدن – نتنياهو، يوم الاثنين، نفذت طائرات إسرائيلية عشرات الغارات على أهداف في قطاع غزة، وأمرت قيادة حماس الرد ببوابل آخر من الصواريخ على إسرائيل.

مع توخي بايدن الحذر والحساسية الشديدة بشأن تخصيص موارد سياسية وجهود دبلوماسية أمريكية للتوصل إلى التهدئة في الشرق الأوسط ، وقع العبء الثقيل لهندسة وقف إطلاق النار مرة أخرى على عاتق مصر. بالنسبة لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مثل الموقف الواهن لإدارة بايدن هذه فرصة لإظهار مركزية دو القاهرة في مسائل الخلاف الرئيسية في الشرق الأوسط.

توسطت مصر في الهدنة التي أنهت حرب غزة الأخيرة في عام 2014. ولكن أعقب ذلك فترة طويلة احتل خلالها ممثلون آخرون مركز الصدارة. لجأت حماس إلى قطر للحصول على المال وإيران للأسلحة وتركيا للحصول على الدعم السياسي. في الآونة الأخيرة، وجدت إسرائيل حلفاء جدد في العالم العربي من خلال توقيع اتفاقيات إبراهام مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب.

وفي الشرق الأوسط الأوسع، حاولت دولٌ عديدة ذات أجندات إقليمية طموحة أن تطغى على دور مصر، بما في ذلك تركيا، وظن مراقبون إبان سنوات البيع العربي أن القاهرة تحولت إلى مرتبة الشريك الأصغر في الائتلافات العربية، سواء في الحظر المفروض على قطر أو الحملة العسكرية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ولكن أحداث غزة الأخية جاءة بمثابة رسالة تذكير لا لبس فيها، تشير أولاً إلى تغير النظرة الأمريكية لمصر، خلال ولاية دونالد ترامب، ثم جاءت إدارة بايدن، لتدرك القاهرة أنه لا يمكنها الاعتماد على الدعم الأمريكي لقضايا السياسة الخارجية التي تعتبرها مصر ذات أهمية وجودية، مثل الخلاف مع إثيوبيا حول السد العملاق الذي تشيده على النيل الأزرق.

لكن اللافت هو أن الرئيس السيسي في الأشهر القليلة الماضية قاد جهودًا مكثفة على أكثر من صعيد، لتصبح مصر لاعباً محورياً في المنافسة على الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط، وإذ استشعر السيسي الفتور من جانب بايدن، فلديه أفضل صديق جديد وهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأضاف التقرير: "طوال الوقت، حافظت مصر على اتصالاتها في غزة. تحسنت العلاقات مع حماس في عام 2017، بعد أن قطعت حماس علاقاتها بتنظيم الإخوان. لكن العلاقات كانت في الآونة الأخيرة في مسار تصاعدي، حيث سعت مصر إلى التوسط في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.

على الرغم من كل الدعم الذي تحصل عليه في أماكن أخرى، فإن حماس بحاجة إلى البقاء في علاقة ممتازة مع القاهرة. مع حصار غزة من ثلاث جهات من قبل إسرائيل، فإن مصر هي المنفذ المادي الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي. وهذا يعطي مصر ما لا يملكه أي من اللاعبين الآخرين في الشرق الأوسط: علاقات مباشرة مع كل من إسرائيل وحماس، وهذا أمر حاسم لفرص القاهرة في النجاح في التوسط في الصراع الحالي.

بعد فترة وجيزة من بدء القتال الأخير، أمر الرئيس السيسي بفتح المعبر الحدودي لاستقبال الجرحى من غزة إلى المستشفيات في مصر، ولتدفق المساعدات الإنسانية في الاتجاه المعاكس، وتعهد بتقديم 500 مليون دولار لإعادة الإعمار في القطاع المتضر بشدة. كما فتحت الحكومة المصرية الاتصالات مع إسماعيل هنية، وأرسلت وسطاء إلى القدس.

في المقابل، يمكن لدول الشرق الأوسط الأخرى - بما في ذلك الموقعون العرب على اتفاقيات إبراهام - تقديم الدعم الخطابي للفلسطينيين فقط، بينما أصدرت إدارة بايدن شعارات أمريكية مألوفة حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

لكن التقرير جمع مع جهود مصر عوامل أخرى من أجل التوصل لأي هدنة، لن يتوقف القتال إلا عندما يعتقد كلا الطرفين المتحاربين أنهما وصلتا إلى نقطة انتصار حيث تتجاوز تكلفة القتال المكاسب العسكرية أو الدعاية، كلما وصلت إسرائيل وحماس إلى تلك المرحلة، سيكون على مصر أن تدفع بقوة من أجل الوساطة. وستكون لحظة انتصار حقيقية للرئيس السيسي، بينما يعبر جو بايدن عن "تأييده" من خارج الملعب.
تاريخ الخبر: 2021-05-19 11:31:01
المصدر: الرئيس نيوز - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:07:08
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:06:51
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 96%

عملية احتيال أوروبية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:07:07
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 89%

العراق: تعرض قاعدة مشتركة للقوات الأمنية والحشد الشعبي شمال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:21:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

محافظ جدة يواسي آل السعدي في فقيدتهم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:23:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية