إسرائيل تجري تقييما للتأكد من توافر شروط وقف إطلاق النار في غزة وتستعد "لأيام أخرى" من القتال


إعلان

قال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيين الأربعاء، غداة ليلة من المواجهات، إن إسرائيل تجري تقييما للتأكد مما إذا كانت شروط مستوفاة لكنها تستعد "لأيام أخرى" من القتال بعد أسبوع من التصعيد مع الفصائل المسلحة في غزة.

وصرح المصدر قائلا "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار" ولكن "نستعد لأيام أخرى". وأضاف المصدر "نحن نقيم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (...) وما إذا كان هدفنا في إضعاف القدرة القتالية لحركة حماس في غزة قد تحقق". وتساءل المصدر ما إذا كانت حماس ستفهم "الرسالة" التي تقول أن قصفها الصاروخي لإسرائيل لا يمكن أن يتكرر.

وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في غزة أن الطائرات الإسرائيلية واصلت ليلا قصف القطاع حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض.

 وقالت رندة أبو سلطان (45 عاما) وهي أم لسبعة أطفال تقيم في غرب مدينة غزة "لا نعرف طعم النوم، صوت الانفجارات والصواريخ والطائرات الحربية يرعبنا".  وأضافت "نجلس جميعا في غرفة واحدة وابني الصغير إبراهيم (أربعة أعوام) يقول لي إنه يخاف أن ينام حتى لا يستيقظ ويجدنا استشهدنا".

وذكر مصور لوكالة الأنباء الفرنسية مساء الثلاثاء أنه شاهد خطوطا ضوئية في السماء عندما كان الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه قصف ما أسماه "المترو" أي أنفاقا تحت الأرض تسمح حسب الدولة العبرية، للحركة الإسلامية بنقل ذخائر بعضها يمر بمناطق مدنية، وكذلك منازل قادة في حماس موضحة أن بعضها كان يستخدم "لتخزين أسلحة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف الفصائل المسلحة في قطاع غزة جنوب الدولة العبرية بخمسين صاروخ. 

لا بيان لمجلس الأمن

   قال دبلوماسيون إن اجتماعا جديدا لمجلس الأمن الدولي الذي تعرقل واشنطن منذ ثمانية أيام اعتماده إعلانا بسيطا بشأن النزاع، انتهى من دون اتفاق مساء الثلاثاء. لكن فرنسا أعلنت أنها قدمت قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار بالتنسيق مع مصر والأردن.

   وذكرت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن لوكالة الأنباء الفرنسية مساء الثلاثاء إنها لم تتسلم بعد النص الفرنسي، الذي سيكون "قصيرا وبسيطا"، بحسب مصدر دبلوماسي.

   وصرح دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته إنه بالإضافة إلى الدعوة لـ"وقف الأعمال العدائية"، يطلب النص "إتاحة إيصال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يحتاجون إليها".

   وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في أيار/مايو، لعدد قليل من الصحافيين إنه خلال اجتماع مغلق "استمعنا إلى اقتراح زميلنا الفرنسي في المجلس". وأضاف "بالنسبة للصين ندعم بالطبع كل الجهود التي تسهل إنهاء الأزمة وعودة السلام في الشرق الأوسط".

    وأوضح السفير الصيني أن النص الأخير للإعلان الذي اقترحته بلاده مع النرويج وتونس ورفضته الولايات المتحدة مجددا الإثنين، ما زال مطروحا على طاولة مجلس الأمن.

   من جهته قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لوكالة الأنباء الفرنسية إنه بالإضافة إلى دعم الصين الصريح لمشروع القرار الفرنسي، تميل روسيا أيضا إلى اعتماد النص.

   وتجري وساطة أخرى أيضا عن طريق الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر.

   وللمرة الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه "لوقف لإطلاق النار"، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين. غير أن نتنياهو قال "سنواصل (القتال) طوال الوقت اللازم لإعادة السلام إلى مواطني إسرائيل".

"سنوات إلى الوراء"

   خلال وجوده في إحدى القواعد الجوّية بجنوب إسرائيل قال نتانياهو الثلاثاء إنّ حماس والجهاد الإسلامي "تلقّتا ضربات لم تتوقعاها". وأضاف "أعدناهم سنوات إلى الوراء (...) وسنواصل طالما كان ذلك ضروريا لإعادة الهدوء إلى مواطني إسرائيل".

   أطلقت حماس ما يقرب من 3700 صاروخ على إسرائيل منذ 10 مايو ، مما دفع الإسرائيليين الذين يعيشون على الحدود القريبة مع قطاع غزة إلى البقاء في الملاجئ.

   وإلى جانب الأزمة الأمنية، تحذر الأمم المتحدة من خطر حدوث أزمة إنسانية مع نزوح 72 ألف فلسطيني وخسارة 2500 شخص منازلهم في عمليات القصف.

عباس: ما تقوم به إسرائيل في غزة "إرهاب دولة منظم" و"لن نتهاون في ملاحقتها" 

وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة بـ"إرهاب دولة منظم"، مشددا على أن السلطة الفلسطينية "لن تتهاون في ملاحقتها أمام المحاكم الدولية".

   وقال عباس في كلمة مسجلة ألقاها أمام البرلمان العربي عبر الفيديو "ما تقوم به دولة الاحتلال الآن في قطاع غزة من اعتداءات وحشية على المدنيين، وقصف متعمد للبيوت والمنشآت وتدميرها على رؤوس سكانها وتدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، هو إرهاب دولة منظم وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي".

   وأضاف "لن نتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية".

   وكان عباس أكد للمبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط هادي عمرو الذي التقاه قبل أيام، وللرئيس الأمريكي جو بادين الذي تلقى منه اتصالا قبل أيام، استعداده للعمل مع اللجنة الرباعية والولايات المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية جديدة بعد التوصل الى اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.

   وقال عباس في كلمته التي بثتها محطات تلفزيونية عدة "عملنا منصب اليوم على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية وبمرجعية دولية واضحة تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين".

   وأعلنت إسرائيل الأربعاء أنها تجري تقييما للتأكد مما إذا كانت شروط "وقف إطلاق النار" مستوفاة أم لا، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أنها تستعد لأيام أخرى من القتال.

   ومنذ العاشر من أيار/مايو، قتل 219 فلسطينيا على الأقل بينهم 63 طفلا في الغارات الإسرائيلية، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة.

   وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 12 إسرائيليا قتلوا بصواريخ فلسطينية.

   من جهة أخرى، قالت السلطات الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 24 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة منذ العاشر من أيار/مايو خلال مواجهات وتظاهرات تضامنية مع غزة.

نتانياهو: إسرائيل لا تستبعد العمل على "سحق حماس" إذا لم تنجح في "ردعها" 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن حملة القصف الجوي على قطاع غزة تهدف إلى "سحق حماس" إذا لم تنجح في "ردعها".

   وقال "هناك طريقتان فقط يمكن التعامل بهما معهم (حماس): إما أن تسحقهم، وهذا دائمًا احتمال مفتوح، أو تردعهم، ونحن منخرطون الآن في ردع قوي". واضاف أمام مجموعة سفراء أجانب في تل أبيب "لكن يجب أن أقول أننا لا نستبعد أي احتمال".

   وأصر رئيس الوزراء اليميني المتشدد على أن إسرائيل "لم تسع" إلى التصعيد الذي بدأ في 10 أيار/مايو عندما أطلقت حركة  حماس صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية بعد توجيه إنذار إلى إسرائيل بضرورة إخلاء المسجد الأقصى وباحاته في القدس من أفراد الأمن الإسرائيلي.

   وربط نتانياهو التصعيد الدراماتيكي لأعمال العنف بقرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلغاء الانتخابات الفلسطينية التي كان من المقرر أن تجري في 22 أيار/مايو.

   وتوصلت حركة فتح ومنافستها حركة حماس إلى اتفاق على إجراء انتخابات تشريعية بعد أكثر من 15 سنة من دون انتخابات في الأراضي الفلسطينية، لكن عباس ألغى الانتخابات بحجة رفض إسرائيل ضمان التصويت في القدس الشرقية المحتلة.

 وشن الطيران الإسرائيلي ليل الأحد الإثنين عشرات الغارات على غزة، ما ألحق أضرارا خصوصا بعيادة هي الوحيدة التي تجري فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحّة في القطاع الفقير والمحاصر منذ حوالى 15 عاما.

   وقالت وزارة الصحة إنها ستستخدم مختبر الفيروسات الموجود في مؤسسة الإغاثة الطبية للسماح للمسافرين "فقط" بإجراء فحوص كورونا "نظرا لمحدودية قدرة المختبر".

   وبعد ساعات على فتحه، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى قطاع غزة الثلاثاء بعد قصف فلسطيني ما اضطر الشاحنات التي تنقل مساعدات دولية من موادة غذائية وأدوية ووقود، إلى العودة أدراجها.

   وهددت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 بإطلاق مزيد من الصواريخ على تل أبيب إذا "لم يتوقف" الطيران الحربي الإسرائيلي "عن استهداف المدنيين". 

   واندلع النزاع بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل تضامنا مع مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

   وبدأ العنف على إثر تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إسرائيليين في القدس الشرقية التي عمها إضراب الثلاثاء مثل العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة وعرب الداخل استجابة لدعوات شعبية ورسمية "تضامنا مع قطاع غزة ورفضا للاحتلال الإسرائيلي".

   وجرت مواجهة كبيرة بين إسرائيل وحماس صيف 2014. وأدى النزاع الذي استمر 51 يوما إلى تدمير قطاع غزة وسقوط  2251 قتيلا على الأقل في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين، و 74 على الجانب الإسرائيلي جميعهم تقريبا الجنود.

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417
تاريخ الخبر: 2021-05-19 20:12:17
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 85%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

الخنوس ينافس على جائزة أفضل لاعب إفريقي بالدوري البلجيكي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 21:25:58
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

الخنوس ينافس على جائزة أفضل لاعب إفريقي بالدوري البلجيكي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-25 21:26:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية