جدل واسع بشأن مرض الفطر الأسود على مدار الأيام الماضية، خاصة بعد ظهور حالات مصابة بهذا المرض في مصر، ونستعرض في التقرير التالي أهم أعراض الفطر الأسود المميت، والتي يوضحها الدكتور مجدي بدران استشاري أمراض الحساسية، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.

قال بدران في تصريحات لـ«الوطن»، إن مرض الفطر الأسود ليس معديًا مثلما يظن البعض، وبالتالي فهو لا يمكنه الانتقال بين البشر والحيوانات، مشيرًا إلى أن الأفراد يصابون بهذه العدوى عن طريق ملامسة الفطريات نفسها في بيئاتهم المحيطة، وأنه في حال انتشاره بعد العدوى من الجلد قد يؤدي إلى الوفاة.

أعراض الفطر الأسود

وأوضح بدران أن قائمة أعراض الفطر الأسود تشمل: الحمى، وتورم الوجه من جانب واحد، والصداع واحتقان الأنف أو الجيوب الأنفية، وألم في الصدر وضيق في التنفس، عندما يهاجم الداء الغشاء المخاطي والجهاز الهضمي، موضحا أنه أيضا قد تظهر أعراض مثل آلام في البطن والغثيان، والقيء، ونزيف في الجهاز الهضمي.

وتابع بدران: «في حالة إذا تم استنشاقها يمكن أن تصيب الرئتين أو الجيوب الأنفية، إذا دخلت الفطريات الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق أو أنواع أخرى من الصدمات الجلدية، يمكن أن يتطور الفطرعلى الجلد، والذي يؤدي الى انتشار العدوى لاحقًا إلى مجرى الدم، لتصل إلى أعضاء مثل الدماغ والقلب والطحال والتي تسبب وفاة المريض».

ولفت بدران إلى أن معظم حالات الفطر الأسود السابقة كانت متقطعة، حيث أنه تفشى في الماضي في أماكن الرعاية الصحية بسبب الضمادات اللاصقة، وخافضات اللسان الخشبية، وبياضات المستشفيات، وغرف الضغط السلبي، وتسرب المياه، وسوء ترشيح الهواء، والأجهزة الطبية غير المعقمة، وبناء المباني كما ارتبط تفشي ظهور الحالات المحلية بالصدمات التي تحدث أثناء الكوارث الطبيعية.

الإصابة بـ الفطر الأسود

وأكد مجدى بدران أن السلالة الهندية غير موجودة في مصر، مشيرًا إلى أن الفطريات السوداء نادرة ولا تصيب إلا ناقصي المناعة الشديدة، ونقص المناعة يجعل الجسم معرضًا لهجوم شرس من الأمراض عامة، وليست الفطريات الضارة فحسب، معللًا ذلك بأن مصر بعيدة عن محرقة الفطريات، بخلاف الوضع في الهند، من استهلاك للأدوية المثبطة للمناعة مثل المضادات الحيوية والكورتيزونات مع سوء التغذية وتأثير فيروس كورونا وانخفاض المناعة بسبب الأمراض المزمنة، والذي ساهم في ثورة الفطريات هناك.

ويسترسل عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الفطريات تعيش عادة في التربة والمواد العضوية المتحللة، فهى جراثيم انتهازية «تنتهز فرصة قلة المناعة» نادرة، غازية، تسبب مرضًا خطيرًا ومميتًا في بعض الأحيان، وبدأت في الظهور بعد انتشار الكورونا للفطريات في البيئة.

وأوضح دكتور مجدي بدران، أنه يمكن أن تؤثر هذه الفطريات على أجزاء مختلفة من الجسم، ويظهر مجموعات مختلفة من الأعراض إذا نمت العدوى في الجيوب الأنفية والدماغ.

متعاطو المخدرات المحقنة على قائمة الأكثر عرضة لمرض الفطر الأسود

يقول الدكتور مجدي بدران، إن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفطريات المخاطية لديهم جهاز مناعي ضعيف يجعلهم عرضة للإصابة بالفطريات والالتهابات الانتهازية الأخرى، وهذا يشمل المصابين بكورونا مع نقص المناعة البشرية، والإيدز، والذين يتناولون العلاج بأدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص المصابون بمضاعفات مرض السكري، المصابون بالسرطان، وزرع الأعضاء، وزارعي الخلايا الجزعية، ومتعاطين المخدرات بالحقن، علاوة على سوء التغذية فهم أكثر عرضة وبشكل رئيسي للإصابة بالفطر المخاطي المعدي المعوي.

وأشار إلى أنه تم الإبلاغ عن بعض الحالات حيث عانى المرضى من داء الغشاء المخاطي الجلدي، لا سيما الذين نجوا من كارثة طبيعية مثل الأعاصير أو التسونامي أو الانفجارات البركانية، مما أضاف حدوث الكوارث الطبيعية إلى قائمة عوامل الخطر المفترضة لداء الغشاء المخاطي.

لماذا يحدث الفطر الأسود لمرضى كوفيد 19؟

أوضح بدران أنه يمكن أن ينمو الفطر الأسود في أي غشاء مخاطي في أي وقت بعد الإصابة بـالكورونا، أما أثناء الإقامة في المستشفى أو بعد عدة أيام إلى أسبوعين بعد الخروج، وذلك لأسباب منها، تسبب فيروس كورونا في حدوث تغيير في البيئة الداخلية للمصابين، خاصة مما يشجع نمو الفطريات، وعشوائية الأدوية المستخدمة من مضادات حيوية والكورتيزونات.