لم تتوقف عجلة الحياة في مدينة إسطنبول، رغم المِحن التي مرّت بها عبر التاريخ، وتبشّر حالياً بتجاوزها أزمة جديدة تتجسد بوباء كورونا، حيث تعبق أزهارها في كل مكان، وتستعد لاستقبال سيّاحها في موسم الصيف.

ومع دفء الطقس وجماله واقتراب الصيف، ثمة مؤشرات رافقت حلول هذا الوقت، عبر إجراءات حكومية، وتطبيق التدابير المتخذة، وحملة التلقيح الشاملة التي اكتسبت زخماً كبيراً.

رفع الحظر الشامل

من الجهود التي بذلتها تركيا لتجاوز وباء كورونا وتوفير بيئة مناسبة تقلل من عدوى الإصابة، وفرض إجراءات حظر صارمة أدت إلى انحسار الوباء، وتراجع عدد الإصابات بشكل كبير.

وساهمت هذه الخطوات في السيطرة على انتشار الفيروس وحصره، وهو ما شجّع الحكومة التركية على رفع الحظر الجزئي والشامل والعودة التدريجية للحياة الطبيعية في البلاد.

وكانت أولى الخطوات تطبيق حظر تجوال جزئي يمتد من ساعات المساء حتى الصباح، وحظر في نهاية الأسبوع وفي العطل الرسمية، وتبع ذلك حظر شامل تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية بشكل متتابع.

أعلن الرئيس التركي رفع الحظر والعودة التدريجية للحياة الطبيعية (AA)

وفُرض الحظر الشامل من 29 أبريل/نيسان، وحتى صباح 17 مايو/أيار الماضيين، ليعلن الرئيس رجب طيب أردوغان بعدها، رفع الحظر والعودة التدريجية للحياة الطبيعية.

ورافق التدابير الحكومية من خلال الحظر الجزئي والشامل، التزام شعبي بالقواعد والضوابط المطلوبة من أجل السيطرة على كورونا.

إجراءات وتطعيم

وأدّت الإجراءات المتبعة إلى انخفاض كبير وملحوظ في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس، إذ انخفضت دون 7 آلاف، ويُنتظر أن تقل أكثر.

واكتسبت حملة التطعيم الوطنية الشاملة ضد كورونا زخماً كبيراً بعد اقتراب أعداد الملقحين من 30 مليوناً، بواقع قرابة 17 مليوناً تلقوا الجرعة الأولى، ونحو 13 مليوناً تلقوا الجرعة الثانية.

واتفقت وزارة الصحة على شراء 120 مليون جرعة من لقاح "بيونتك-فايزر"، و100 مليون من "سينوفاك"، و50 مليوناً من "سبوتنيك"، فيما تتكثف الجهود لإنتاج اللقاح المحلي.

يُنتظر أن تصل كميات كبيرة من لقاح بيونتك-فايزر إلى تركيا في يونيو/حزيران الجاري (AA)

ويُنتظر أن تصل كميات كبيرة من لقاح "بيونتك-فايزر" إلى تركيا في يونيو/حزيران الجاري، ما يسرّع من وتيرة التطعيم.

ويعوّل على اللقاح المحلي الذي قطع أشواطاً متقدمة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، ما يبشّر برؤية الضوء في نهاية النفق قريباً.

أجواء الصيف

ومع قرب دخول فصل الصيف ارتفعت درجات الحرارة واكتست مدينة إسطنبول وجميع المناطق التركية حلّة خضراء مزينة بالورود استعداداً لاستقبال الزائرين والسائحين من داخل البلاد وخارجها.

وتمتاز تركيا بالتنوّع الجغرافي، وطبيعتها الساحرة، من سواحل متنوعة تقدّم خدمات متميزة، وجبال وبحيرات طبيعية عديدة، ومنتجعات استجمام، مستعدة لاستقبال المصطافين.

وبدأت الحياة تعجّ بالسائحين والزائرين في إسطنبول، وخاصة في المناطق المركزية والسياحية، وعلى سواحل البوسفور والخليج، وهي المناطق التي تلقى اهتمام الزائرين.

TRT عربي - وكالات