أثار موقف محمد زيان من خلاصات تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد “حملة واسعة من الاستهجان والتقريع في وسائط الاتصال الاجتماعي”، بسبب ما اعتبرها العديد من المدونين والمغردين ” شعبوية مقيتة غارقة في العدمية وموغلة في التشكيك”.
وانبرى أحد المدونين يستعرض ما وصفها ب” تناقضات محمد زيان” في تدوينة فايسبوكية مطوّلة قال فيها” يزعم محمد زيان بأن لجنة النموذج التنموي الجديد غيّبت الشعب المغربي وأغلبيته المسحوقة والفقيرة وطرحت إشكالات بعيدة كل البعد عن الواقع اليومي للمغاربة!” قبل أن يتساءل صاحب التدوينة مستنكرا ” لماذا إذن رفض محمد زيان الاستجابة لدعوة لجنة النموذج التنموي الجديد، التي وجهت إليه بتاريخ 4 يناير 2020 بصفته السابقة كأمين عام لحزب سياسي؟ ألم يكن حريا به أن يقدم تصوراته التي يراها بأنها تصدح بمطالب المواطنين؟ لماذا اختار الأمين السابق لحزب (الصبع) الهروب من المشاركة ورفض الإدلاء بمقترحاته، معللا ذلك بمسوغات واهية وقتها، واليوم ها هو يشهر سلاح العدمية والتشكيك في خرجاته الإعلامية؟”.
وإمعانا في نفس الطرح، تساءل ناشط آخر في المنصات التواصلية على شبكة الأنترنت ” ما، ومن، الذي منع محمد زيان وحزبه السابق من أن يُقدّما مرئيات وتصورات تخدم تنمية المواطنات والمواطنين؟ ولماذا استنكفا عن الإدلاء بمشاريع تصلح للارتقاء بالنموذج التنموي الوطني؟ ولماذا اختار محمد زيان أن يتنصل من المشاركة في الأعمال التحضيرية وفي النقاش العمومي التشاركي، ثم يأتي اليوم بمعول إعلامي ومجرفة فايسبوكية لتقويض تطلعات المغاربة وأمالهم في نموذج تنموي يضمن لهم الانتقال السلس نحو مجتمع حداثي متطور”.
واستعرض المصدر ذاته ما اعتبرها “التعليلات الواهية التي قدمها محمد زيان لتبرير عدم المشاركة في مناقشات وأشغال لجنة النموذج التنموي الجديد”، قبل أن يعلّق عليها ” أليس موقف محمد زيان هو عبارة عن شعبوية مُجسّدة في أقصى تجلياتها؟ أليس هو تطبيع مع العدمية في أبشع مظاهرها؟ فكيف لزعيم سياسي سابق أن يرفض دعوة المشاركة في نقاش عمومي يخدم المواطن، ويأتي بعد تقاعده السياسي ليسدل وصف “الشعارات” على كل مخرجات النقاش الوطني، الذي ساهم فيه مثقفون وأكاديميون ونخب اقتصادية ومالية وهيئات مجتمعية وأحزاب سياسية؟ فهل محمد زيان هو الوحيد الذي على حق بينما الآخرون هم مجرد رجع صدى للشعارات الرّنانة؟
وختم المعني بالأمر تدوينته بالقول ” محمد زيان تنطبق عليه أغنية عبد الهادي بلخياط الشهيرة التي يقول في أحد مقاطعها (أنا لوحدي نضوي البلاد). وبالفعل، فالنقيب السابق والزعيم الذي انقلب عليه سياسيوه قادر على إنارة المغرب بمفرده بالشعارات الموغلة في الشعبوية والعدمية”.
