التحية السعودية المطلوبة!


أعادت كورونا صياغة ثقافات، وعادات كثيرة تعاني منها المجتمعات بصفة عامة ومجتمعنا السعودي بصفة خاصة. ولعل من أبرزها عادة التقبيل بكل أشكاله بين المتواجهين سواء في الأعياد والمناسبات وحتى للتعبير عن الاشتياق. وهذا التقبيل يخلط بين الأنفاس ليكون أسرع طريقة لنقل الجراثيم والبكتيريا.

ولعل في زيادة أعداد الإصابات الآن عما كانت عليه قبل عيد الفطر المبارك لدليل أن استمراء البعض لهذه العادة سبب في انتشار كورونا ولدينا في السعودية، وضع الخد على الخد أو حتى جزء منه أمر لا مناص منه حين التعايد، مع أن المصافحة قد تغني لكن حضورها وحدها قد يوجد نوعاً من التنافر وكأن الملتزم بالعادات لم يشتق للآخر أو.. لا يريد أن يهنئه.. وبصراحة ما نحن عليه من تقبيل ونقل للعدوى أقل خطورة من بعضنا الخليجي الذي يمثل السلام الحار لديه عنواناً للتقدير والمحبة ويتم بواسطة ضرب أرنبتي الأنفين ببعضهما لمرة واثنتين وقد تصل إلى أربع ومكمن الخطورة هنا أكبر لأن اشتباك الأنفاس أمر لا مناص منه لالتقائه مباشرة؟!

هنا ليس من حقي أن أستنكر على ربعنا وعلى الخليجيين عاداتهم، لكن لنواحٍ صحية أتمنى أن يخف وقعها وفقاً لتعليمات منظمة الصحة الدولية وتعليمات المتمدنين منّا، والأهم إجراءات الاحترازات المعمول بها، والتي تشدد على منع المصافحة أيضاً حتى لو بقبضة اليد كما يفعل كثيرون.

الآن علينا أن نتعامل مع الواقع لأجل الوقاية.. أو على الأقل نتطور في السلام والتحايا كما هو حالنا مع الملابس والطعام، فالتحية باليد كافية، أو حتى نمارس عناقاً يوفر الوقاية، كما هو العناق لدى الإخوة الباكستانيين والهنود، لأن فيه كثيراً من التعبير عن العطف وبما يجعل اتجاه كل وجه معاكساً للآخر وبما يمنع اختلاط الأنفاس.. ولن أنصح بالتحية اليمنية التي من الصعب أن تعد عدد القبلات التي يطبعها المتحابان كل منهما على يد الآخر لأنها منهكة وتحتاج إلى زمن غير قليل لتنفيذها، ولا أدعو إلى تحية بعض أشقائنا العرب التي هي أقرب إلى تبديل اللاعبين أثناء مباريات كرة القدم وبما تحمله من صعوبة فيما يخص التوافق الحركي الذي تحتاج إليه.. لكن لنخفف من التمازج الضار باختراع تحية جديدة تتواكب مع العادات الصحية المطلوبة.

قبل أن نطرح الاقتراحات وجب أن نشير إلى أن في تحايانا من الأصالة والتواد الشيء الكثير، لكن نحتاج إلى تطويرها، لاسيما وأننا نعيش في زمن الوباء، حتى لو احتج بعضنا بأن التقاء الوجهين أو الأنفين بسبب أن جميعها تمثل الجانب الأهم لدى الإنسان ولما لها من عزة وأنفه وشموخ، والدليل حين يريد السعودي أن يثبت أمراً مستقبلياً فهو يقول "على خشمي" وإذا أراد الاعتذار لمن يستحق فهو يقول "امسحها بوجهي"، وعليه فلا بأس إن كانت التحية بالاشارة.. وعسى أن ننفك من نقل العدوى.

* نقلا عن "الرياض"

تاريخ الخبر: 2021-06-04 03:17:41
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 92%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

عملية احتيال أوروبية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:07:07
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 89%

الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:06:51
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 96%

العراق: تعرض قاعدة مشتركة للقوات الأمنية والحشد الشعبي شمال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:21:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:07:08
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 99%

محافظ جدة يواسي آل السعدي في فقيدتهم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 06:23:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية