انطلقت فكرة "صيغة جديدة" لبطولة في عام.. 2012! وبالتحديد في مطلع يوليو/تموز من تلك السنة عندما أحرز لقبه الثاني على التوالي في المسابقة بعد 2008 إثر نغمة كروية متميزة انتهت بفوز ساحق على إيطاليا 4-صفر في العاصمة الأوكرانية كييف. وكان ذلك اللقب الثالث دوليا في أربع سنوات لفريق "الروخا" بقيادة نجوم برشلونة وريال مدريد مع لقب بطل كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وقد طرح حينها رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) فكرة أثارت اهتمام وتأييد الكثيرين في القارة العجوز بقدر ما ولّدت تساؤلات وحفيظة آخرين وفي مقدمهم أمين عام الاتحاد الدولي (فيفا) حينها الفرنسي جيروم فالك المقرب من رئيسه جوزيف بلاتر (وكلاهما من أشد المعارضين لبلاتيني). وهذه الفكرة الثورية هي توزيع مباريات كأس الأمم 2020 على 12 مدينة أوروبية مختلفة، والتي ستكون في نهاية المطاف: لندن (إنكلترا)، روما (إيطاليا)، باكو (أذربيجان)، ميونيخ (ألمانيا)، سان بطرسبورغ (روسيا)، إشبيلية (إسبانيا)، بودابيست (المجر)، بوخاريست (رومانيا)، كوبنهاغن (الدانمارك)، غلاسغو (إسكتلندا)، وأمستردام (هولندا).
لحظات مثيرة ومؤثرة من فعاليات كأس الأمم الأوروبية
First game memories 😍
— UEFA EURO 2020 (@EURO2020) June 10, 2021
Your favourite moment?
#WorldFirst | @WorldFirstFX | #EURO2020 pic.twitter.com/jftXKzA8uV
انتقادات رياضية على خلفيات سياسية
قائد المنتخب الفرنسي في ثمانينيات القرن الماضي وعاشق اللعب الجميل النظيف، حرصه على إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الدول الأوروبية لضيافة كأس الأمم العريقة ولمشجعيها لمشاهدة المباريات في بلدانهم. فالهدف المعلن كان تقريب هذه الرياضة الشعبية البارزة من الجماهير الأوروبية على مجال واسع، خاصة أن نسخة 2020 تصادف الذكرى الستين لتأسيس البطولة – فقد فاز ما يسمى آنذاك الاتحاد السوفيتي بكأس 1960 على يوغوسلافيا سابقا 2-1 في مباراة أقيمت في باريس في 10 يوليو/تموز.
لكن الانتقادات الموجهة لـ "صيغة بلاتيني"، والتي لم تخل من الصراعات السياسية في إطار التنافس الشديد بين الويفا والفيفا أو على خلفية حول رئاسة الهيئة العالمية، نالت ثقة اللجنة التنفيذية للهيئة الأوروبية في نهاية العام 2012. وتعلقت الانتقادات على سبيل المثال المسافات الشاسعة بين بعض المدن (إشبيلية وسان بطرسبورغ، وحقوق الإنسان المطروحة في بعض الدول (أذربيجان)، أو البيئة مع تأثير الرحلات الجوية المتزايدة بحكم انتشار المباريات على مختلف المدن وامتداد الدول على الاحتباس الحراري.
وأسفرت المعركة الشرسة بين بلاتيني وبلاتر عن خسارة كلا المتنافسين، لتبدأ بالنسبة إليهما معركة أخرى مسرحها القضاء الذي يتهمهما الفساد. فغادر الفرنسي كرسي رئاسة ويفا ليحل محله السلوفيني في سبتمبر/أيلول 2016 فيما ترك السويسري منصبه ليخلفه مواطنه (السويسري الإيطالي) في 26 فبراير/شباط 2016.
الملعب الأولمبي في روما يضيف مباراة الافتتاح بين تركيا وإيطاليا
#صباح_اليورو
— أمم أوروبا #يورو2020 | #EURO2020 (@EPLWolrd) June 2, 2021
ملاعب اليورو
🏟️ ملعب الأولمبيكو
سعة الملعب | 72:689 الف متفرج
المباريات التي ستقام عليه
مباراة الافتتاح
إيطاليا 🇮🇹 🆚 تركيا 🇹🇷
إيطاليا 🇮🇹 🆚 ويلز 🏴
إيطاليا 🇮🇹 🆚 سويسرا 🇨🇭
مباراة واحده من الدور ربع النهائي #يورو_2020 | #EURO2020 pic.twitter.com/afOkJa4Q3z
حضرت الجائحة وغابت المنافسة...
سقوط بلاتيني لم يمنع فكرته من المضي قدما وتحقيق حلم اللاعب السابق لنادي يوفنتوس، إلى أن ظهر فيروس كورونا في نهاية العام 2019 بمدينة ووهان الصينية وانتشر بسرعة فائقة عبر العالم. وكانت بشكل قوي، في النصف الثاني من فبراير/شباط 2020.
وبالتالي، انتشر المرض في القارة الأوروبية بسرعة البرق، ما أدى سريعا إلى فرض قيود صحية وإدارية صارمة لتخلو المدن من سكانها وتغلق البلدان حدودها وتعلن المنظمات والهيئات المحلية أو العالمية الاقتصادية أو السياسية. فتوقف العالم عن النشاط بسبب... فيروس مجهول!
والنتيجة الحتمية أن كأس الأمم الأوروبية 2020 قد تحولت إلى عبء ثقيل في جانبها التنظيمي. فدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مرحلة تفكير وصار يبحث سبل إنقاذ المنافسة القارية الأعرق في العالم، لكن كيف يمكن تنظيم مسابقة في 13 مدينة أوروبية وسط تفشي الجائحة؟ وكيف تُمكن إقامة مباريات دولية وسط استمرار توسع نطاق الفيروس وعجز المجتمع العلمي الدولي عن إيجاد حلول طارئة؟
بدا واضحا أن كأس الأمم الأوروبية 2020 لن تقام في موعدها المحدد، فهل ستجري في صيغتها الجديدة؟ أمام هذه التساؤلات، أعلن ويفا قراره في 17 مارس/آذار 2020، أي قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقرر لانطلاق البطولة: تأجيل المسابقة عاما واحدا مع الإبقاء على صيغتها وتسميتها الرسمية "كأس أوروبا 2020" موزعة على مختلف مدن ودول القارة. وهذا فوز معنوي بالنسبة إلى ميشال بلاتيني.
نهائي كأس الأمم 2021 سيجري في لندن
🏟️ Wembley Stadium 😍
— UEFA EURO 2020 (@EURO2020) June 9, 2021
📌 London, England 🏴#EUROTrophyTour | #EURO2020 pic.twitter.com/QoF8tb18dG
الجمهور سيكون في الموعد
وفي ظل تطور اللقاحات عبر العالم وتحسن حملات مواجهة فيروس كورونا في الدول المتقدمة، تنفست أوروبا الصعداء تدريجيا على الرغم من الحصيلة البشرية الهائلة جراء الجائحة (توفي، حتى الآن، 3,764,250 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019). بأعداد محدودة، لكنها قابلة للارتفاع في الأيام المقبلة. فعلى سبيل المثال، سيحضر مباراة ألمانيا أمام فرنسا الثلاثاء المقبل في ميونيخ ضمن منافسات المجموعة السادسة 14 ألف شخص.
وكان حضور الجمهور شرطا غير قابل للنقاش بالنسبة للويفا، إذ إنه لم يتردد في استبعاد مدن مثل دبلن وبلباو من استضافة المباريات نظرا لصرامة إجراءاتهما الصحية. وأمام الأمر الواقع، سارع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لتأكيد حضور المشجعين (25 أو 30 في المئة من سعة الملعب) خلال مباراة الافتتاح بين "السكوادرا أزورا" وتركيا التي ستجري مساء الجمعة على الملعب الأولمبي بروما.
وستكون صافرة الحكم الهولندي داني مكيلي التي ستعلن انطلاق كأس الأمم الأوروبية 2021، نهاية مغامرة رياضية بفصول درامية استمرت تسع سنوات، وهي تجربة لن تتكرر في النسخة المقبلة والتي ستقام في 2024 بدولة واحدة هي ألمانيا.
علاوة مزياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم