كيف يمكن منع الموجة الرابعة المحتملة لفيروس «كورونا»؟

مع انحسار الموجة الثالثة لفيروس «كورونا»، بتراجع معدلات الإصابة والوفاة بالمرض، بدأ الحديث عن احتمالية وجود موجة رابعة، خلال الفترة القليلة المقبلة، لكن لا يزال موعدها غير معروف حتى الآن.

فى السطور التالية، يكشف أطباء، لـ«الدستور»، عن مدى إمكانية دخول مصر الموجة الرابعة لـ«كورونا»، خلال الفترة المقبلة، وكيف يمكن تفاديها بأقل الخسائر، وما الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل المواطنين والدولة؛ لتجنبها والحد من تأثيرها.

 

فايد عطية: تبدأ فى أغسطس وستكون الأقل فى الإصابات

رأى الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية وكلية الطب جامعة شانتو بالصين، أن دخول مصر موجة رابعة من «كورونا» ليس محسومًا، ولا توجد رؤية واضحة لهذا الأمر، وهناك توقعات بأن تكون بدايتها منتصف أغسطس المقبل. 

وأوضح «عطية» أن افتراض دخول الموجة الرابعة من عدمه يعتمد على أعداد الإصابات والوفيات، ونسبة الأشخاص الملقحين بتطعيم «كورونا»، متوقعًا أن تكون الموجة الأضعف إذا تمكنت من دخول مصر، ولن تكون أعداد الإصابات فى زيادة كما الوقت الحالى. 

 

أشرف حاتم: تطعيم ٧٠% من المواطنين

قال الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب وزير الصحة والسكان الأسبق، إن مصر لن تدخل موجة رابعة لانتشار فيروس «كورونا»، ولن يكون هناك أى قلق منها، شرط حصول قرابة ٧٠٪ من المصريين على اللقاح المضاد للفيروس، الذى وفرته وزارة الصحة والسكان فى كل محافظات الجمهورية.

وأضاف: «هناك الكثير من الدول التى تخطى عدد الأشخاص الذين تم تلقيحهم بتطعيم كورونا نسبة الـ٧٠٪ من عدد السكان، وبالتالى لم يعد لديها القلق من أى موجة جديدة لانتشار الفيروس، مثل بريطانيا والولايات المتحدة والمغرب والإمارات، بينما لم يتعد عدد من تم تلقيحهم فى مصر ٤ ملايين مواطن».

وفى حال دخول مصر الموجة الرابعة، دعا إلى الالتزام بنفس الإجراءات التى يُطالب بها الجميع فى كل مرة منذ بداية أزمة «كورونا»، وعلى رأسها ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعى، وتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة. 

 

محمد أبوعامر: الذروة فى أكتوبر.. وموعد نهاية الجائحة «مجهول»

ذكر الدكتور محمد أبوعامر، أستاذ علم المناعة فى جامعة المنوفية، أن الدراسات الإحصائية التى أجراها أساتذة الجامعات على فيروس «كورونا» وفرت طوال الوقت مؤشرات حقيقية عن انتشار الفيروس، وذروة ومواعيد بداية وانحسار ونهاية الموجات الثلاث التى مرت بها مصر، وبناء على هذه الإحصائيات، فإن مصر تنتظر موجة رابعة من انتشار «كورونا» بداية من أغسطس المقبل. وقال «أبوعامر»: «بداية الموجة الرابعة فى أغسطس ستكون بسيطة، ثم تصل ذروتها فى منتصف أكتوبر، ومع بداية نوفمبر، تبدأ فى الانحسار والتراجع، وتصل الإصابات إلى مرحلة الثبات والتراجع الطفيف، وذلك حتى يناير من العام المقبل». وعن توقيت انتهاء موجات فيروس «كورونا» بصفة عامة، شدد على أنه «من باب الأمانة العلمية لا نستطيع الجزم بموعد محدد لانتهاء الجائحة، لكن لو راجعنا تواريخ انتشار أى جائحة سابقة، سنجد أن الفيروسات تستمر فى المتوسط من سنتين إلى ٣ سنوات ثم تنتهى، وهو ما يتطابق مع ما نشرته مؤسسة بيل جيتس، التى توقعت انتهاء الجائحة تمامًا بعد ٣ سنوات من بدايتها». وأشار إلى أن تلقيح أكبر عدد من المواطنين بجرعات لقاح «كورونا» هو السبيل الوحيد للتخلص من الفيروس، لذا سعت دول عديدة، منها الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وكندا وكوريا الجنوبية والهند وجنوب إفريقيا، للتوسع فى عمليات تلقيح المواطنين بصورة كبيرة، خوفًا من الموجة الرابعة التى ستتناسب شدتها عكسيًا مع عدد المتلقين لجرعات اللقاح كاملة.

 

محمد حلمى:الكمامة والتباعد خير وسيلة لتجنب حدوث الإصابة

قال الدكتور محمد حلمى، طبيب مكافحة عدوى، إنه قياسًا على عام ونصف العام من انتشار أزمة فيروس كورونا وتحوراته، فمن المتوقع وجود موجة رابعة بالفعل فى شهرى سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، ولكنها لن تكون بنفس حدة الموجات السابقة، بل ستكون أقل بكثير. وأضاف أن الموجة الرابعة لن تكون بنفس قوة سابقاتها بسبب توفير اللقاحات المضادة مجانًا للمواطنين، وكذلك الفرق الطبية التى جرى تطعيمها فى البداية، ثم تطعيم فئات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وفى الوقت الحالى تجرى محاولات جادة لتوفير اللقاح على نطاق واسع فى جميع المحافظات. وأشار إلى أن توفير اللقاح لعدد كبير من المواطنين يقلل من خطورة الموجة الرابعة، مشددًا على أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مثل التباعد الجسدى وارتداء الكمامة وغسل الأيدى بانتظام خير وسيلة للوقاية من الإصابة. 

 

أمجد الحداد: اللقاح حصن قوى ومنيع أمام «الهجمات المتتالية»

وصف الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة، لقاح كورونا بـ«الحصن القوى والمنيع» فى مواجهة الفيروس المستجد، موضحًا أنه أسهم فى خفض نسبة الإصابات ورفع مناعة المواطنين. وتوقع «الحداد» أن تكون الموجة الرابعة من الفيروس هى الأضعف والأقل شراسة من الموجات الأولى والثانية والثالثة، وذلك بسبب تلقى عدد كبير من المواطنين اللقاح فى مراكز الصحة المخصصة لذلك. وشدد على ضرورة الإسراع فى وتيرة التطعيم ضد الفيروس، حتى تمر الموجة الرابعة بأمان وسلام دون فقدان المزيد من الأرواح، مشيرًا إلى أن الأعداد انخفضت فى الأيام الأخيرة بسبب إقبال المواطنين على تلقى اللقاح والتسجيل على موقع وزارة الصحة.

وأعرب عن تقديره جهود الدولة فى تكثيف استيراد اللقاحات التى أثبتت فاعليتها مثل اللقاحين الروسى والصينى، فضلًا عن الاتجاه لتصنيع لقاح «سينوفاك» فى مصر، مع التوجه لاستيراد لقاحى أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، و«كلها لقاحات آمنة للغاية وتحمى الإنسان من خطر الوفاة بفيروس كورونا المستجد». وطالب «الحداد»، الجميع، بعدم ارتداء الكمامة الطبية أكثر من مرة وتغييرها بعد عدد ساعات معين فى اليوم، مؤكدًا أنه لا يوجد خطر كبير فى الكمامة القطنية التى يعاد استخدامها و«لكن تظل الكمامة الطبية هى الأفضل والأكثر أمانًا». 

 

محمد عزالعرب: الالتزام بالاحتياطات حتى «مناعة القطيع» 

أكد الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، أن العالم يشهد حاليًا انحسار الموجة الثالثة، حيث تتجه أعداد الإصابات الجديدة إلى الانخفاض، ولم تظهر أى ملامح للموجة الرابعة، ولكن هناك توقعات بالفعل أن يدخل العالم فى موجة رابعة. 

وقال إن متابعة نمط وطبيعة الفيروس والتحليل الفنى للمنحنى الوبائى وأعداد الإصابات متى ترتفع أو تنخفض وكيف نشأت الموجات المختلفة للفيروس- تشير إلى احتمالية وجود موجة رابعة للوباء فى غضون شهرين أو ثلاثة. وأشار إلى أن وباء «كوفيد- ١٩» تحور وبات مغايرًا بعض الشىء لصورته فى الموجتين الأولى والثانية، لافتًا إلى أن الشكل الجديد سيبقى خطرًا لفترة طويلة، ولن ينتهى إلا بتطعيم البشر بنسبة ٧٠ إلى ٨٥٪ على مستوى العالم. 

واعتبر أن الموجة الرابعة أمر لا مفر منه مع الدخول فى فصل الخريف إلى حين الوصول لمناعة القطيع وإلى حين ذلك يجب اتخاذ كل التدابير الاحترازية الوقائية. 

 

هانى سامح: تصنيع «الفاكسين» يُنهى خطورة المرض

شدد الخبير الصيدلى هانى سامح، على أن توافر اللقاحات الخاصة بـ«كوفيد- ١٩» أنهى مخاطر الجائحة، فبعد أن كانت شعوب العالم فريسة سهلة للفيروس وفى مرمى آثاره الاقتصادية المدمرة أصبح التحدى اليوم فى إنهاء الفيروس ومنع انتقاله بتوفير حصانة مناعية عن طريق اللقاحات. وقال إن توافر اللقاحات وتصنيعها محليًا وإتاحتها للجميع مجانًا يشكل حلاً ناجحًا للأزمة ويتخطى دور التصدى للموجات الفيروسية إلى تمكين المجتمع من العودة إلى الحياة الطبيعية دون تحفظات أو موانع تباعدية. وفيما يخص احتمالية وجود موجة رابعة، رأى أن الأمر وارد قياسًا بتحورات وموجات الفيروسات التنفسية و«لكن اللقاحات تمثل ثورة علمية على الفيروس، وقد فكت شفراته، وأصبح التحدى تصنيع وإتاحة اللقاحات مع تحصين القطاع العريض من الشعب والفئات المعرضة لمخاطر وآثار الفيروس». وأضاف أن الموجة الرابعة لن تكون بنفس حجم الموجات الثلاث السابقة، وذلك لعدة عوامل من بينها ارتفاع وعى المواطنين، وتلقى عدد كبير منهم لقاحات كورونا.

 

حسام فتحى: تحول الوباء لإنفلونزا موسمية «الأمل المنتظر»

اعتبر الدكتور حسام فتحى، طبيب بمستشفى إسنا التخصصى بالأقصر، أنه من الوارد أن تكون هناك موجة رابعة وخامسة لفيروس كورونا، موضحًا أنه مع انتهاء أى موجة وبائية فمن المتوقع بعد مضى شهرين أن تظهر ملامح موجة جديدة.

وقال إن الموجة الوبائية تصل إلى الذروة فى غضون أسبوعين، وتنتهى مع التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، فمن المحتمل أن تبدأ الموجة الرابعة مع بداية فصل الخريف، كما حدث مع الموجة الثانية، التى بدأت فى سبتمبر من العام الماضى.

وأضاف أن استمرار عمليات تلقيح المواطنين سيسهم كثيرًا فى تقليل معدلات الوفيات والحالات شديدة الخطورة، بينما ستظل فرص الإصابة بالعدوى قائمة حتى بعد الحصول على اللقاحات. 

وعن موعد التخلص من جائحة كورونا، أكد «فتحى» أن الأمل الوحيد أمام العالم هو تحول كورونا لفيروس ضعيف يصيب المواطنين بأعراض ضعيفة يمكن السيطرة عليها مثل الإنفلونزا الموسمية. 

 

 

تاريخ الخبر: 2021-06-17 17:23:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية