جامعة الزيتونة: نتعاون مع الأزهر لنشر قيم الوسطية وترسيخ فكر الاعتدال

أكد رئيس جامعة الزيتونة التونسية الدكتور عبداللطيف البوعزيزي، التعاون مع الأزهر في نشر قيم الوسطية وترسيخ فكر الاعتدال من خلال تكوين طلبة تلقوا تعليما مزدوجا في المؤسستين وعن طريق إثراء وإنجاح الندوات العلمية وتضمين المنشورات العلمية المحكمة والجماعية لأبحاث ودراسات الأساتذة من كلا المؤسستين.

وقال الدكتور البوعزيزي - في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس - "إن التعاون القائم بين الزيتونة والأزهر عريق وممتد في تاريخ العلاقات العلمية بين المؤسستين وأعلامها عبر العصور، ولا ننسى أن الأزهر هو تماما مثل جامعة القرويين بفاس يعدون الأشقاء الصغار لجامع عقبة بن نافع بالقيروان ولجامع الزيتونة المعمور، وقد جلس للتدريس في رحاب الأزهر جلة شيوخ الزيتونة خلال العصر الوسيط أثناء مرورهم بمصر لأداء مناسك الحج، وهذا مدون في كتب طبقات العلماء التي دونها علماء مصريون".

وأضاف "كما تتجلى علاقات الأخوة المعرفية بين الأزهريين والزيتونيين من خلال انتخاب الشيخ الزيتوني محمد الخضر حسين شيخا للأزهر، وكذلك من خلال تدريس بعض الدكاترة المتخرجين من الأزهر في الزيتونة اليوم".

وتابع "لم يعرف عن الزيتونة عبر تاريخها الطويل أنها مالت عن منهج الوسطية والاعتدال أو جنحت يوما للغلو والتطرف، فهي جامعة عريقة ومن تقاليدها الأكاديمية نبذ الفكر المتطرف، بل هي ملتحمة مع الواقع تعيش قضايا عصرها ولا تنفصل عن محيطها وتتفاعل مع المستجدات من خلال موقعها العلمي ورمزيتها الاعتبارية في العالم الإسلامي برمته".

وأردف "عندنا مقولة نتداولها دائما في الزيتونة نعبر بها عن وسطية الفكر الزيتوني هي قول الإمام ابن عرفة إمام جامع الزيتونة وعالم عصره في القرن الثامن للهجرة "كيف أنام وأصبح وأنا بين أسدين: الأبي بفهمه وعقله، والبرزلي بحفظه ونقله".. موضحا أن الإمامين الأبي الوشتاتي والبرزلي القيرواني هما تلميذا ابن عرفة ويمثلان اعتدال الزيتونة ومزاوجتها بين العقل والنقل وبين النص الديني والواقع.

وأكد حرص الزيتونة على أن تقدم خطابا وسطيا معتدلا قادرا على اجتذاب الشباب والارتقاء بطلبة العلم، مع الاحتكاك بمشاكل الناس والارتباط بواقعهم.

وأوضح الدكتور البوعزيزي أن الزيتونة قطعت منذ عقود مع أساليب التلقين وحشو الأذهان وأضحت فضاء منفتحا لا يضيق بالقراءات النقدية للمعرفة، فهي الأكاديمية التي خرجت من رحم المشيخة ووريثة الجامع الأعظم أم الجامعات، فجمعت بين التأصيل والمعاصرة لتصنع العقول القادرة على هندسة واقع التنمية الشاملة، فهي جامعة منفتحة على محيطها الداخلي والخارجي.

وأشار إلى أن المشكلة اليوم في تونس وفي غيرها من أقطار العالم تكمن في تسلل الفكر الوافد والقيم الدخيلة إلى بيوتنا عن طريق الإنترنت والفضائيات، وهذا ما يشوش علينا مهامنا ويربك وعي الأجيال الجديدة.

وأضاف "لا نغفل طبعا وجود أجندات ومؤامرات خارجية لإدخال البلبلة على أوطاننا وإرباك استقرار مجتمعاتنا. غير أن عزيمتنا أمضى وإرادتنا أقوى على نشر رسالة السلام داخليا وخارجيا، وعلى تكريس مبادئ التفتح والتسامح والوسطية عن طريق تخريج الإطارات التعليمية والدينية الكفء التي تسهم بدورها في تكوين عموم الناس في المساجد والجوامع وبمختلف المنابر الإعلامية والافتراضية".

وعلى صعيد القوافل الدعوية، أشار الدكتور البوعزيزي إلى أنه ليس لدى جامعة الزيتونة قوافل دعوية لكن لها مشاركات في التوعية الدينية وفي الحملات بالخارج في إطار التصدي لبعض الظواهر والسلوكيات أو لمساندة جهور الدولة في الإحاطة بالتونسيين بالخارج، ويتم هذا إما عن طريق وزارة الشئون الدينية في تونس شرط أن يكون خريجو الزيتونة أو أساتذتها من أئمة الجوامع أو من الإطارات المسجدية أو عن طريق الهياكل الرسمية والمجتمع الأهلي في الدول المستضيفة، وترتبط الاستضافات بالمراهنة على السمعة الحسنة للزيتونة وعلى المراهنة على فهمها الصحيح للإسلام.

وأكد الدكتور البوعزيزي الحرص على أن تكون جامعة الزيتونة مؤسسة تعليمية أكاديمية تنتهي مهمتها بتسليم الشهادة العلمية فلا نوفد إلا أكاديميين لتقديم دروس في ندوات علمية. وإننا لا نختلف عن نظام بقية الجامعات في تونس إذ لكل أستاذ يرغب في الالتحاق للعمل في بلد أجنبي أن يكون ذلك من منطلق شخصي.

وأوضح أن مساندة الزيتونة لمسلمي العالم هي مساندة مبدئية، وتتم عن طريق المؤلفات والحضور الإعلامي ومن خلال المواقف المشرفة التي يعبر عنها المنتسبون للزيتونة بعد تقلدهم للمسئوليات وتبوؤهم لمواقع القرار في بلدانهم وفي المنظمات الدولية، وكذلك بعد تحقيقهم للشهرة والإشعاع.

ولفت إلى أن جامعة الزيتونة يقبل عليها طلبة من مختلف الدول الإسلامية بإفريقيا وآسيا وأوروبا فيتشبعون بمنهجها، فإذا رجعوا إلى أوطانهم الأم كانوا خير سفير لها، وبقدر استفادتهم من الزيتونة فإنهم يساهمون من خلال أبحاثهم وكتبهم وأرائهم في إثراء رصيدها المعرفي وخزائن كتبها، وبهذا جميعا يتواصل انتشار السند العلمي الزيتوني الذي أصله في المدينة المنورة ومكة المكرمة وسلسلته الذهبية في تونس وفرعه في العالم.

تاريخ الخبر: 2021-07-06 10:23:17
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

بيدرو سانشيز: "كأس العالم 2030 ستحقق نجاحا كبيرا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-16 12:26:49
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

بيدرو سانشيز: "كأس العالم 2030 ستحقق نجاحا كبيرا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-16 12:26:45
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

رحيمي وجها لوجه أمام بونو في ذهاب نصف نهائي أبطال آسيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-16 12:26:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية