لماذا فقدت المدارس البريطانية الخاصة قبضتها على "أوكسفورد" و"كامبريدج"؟


"قبل خمسة أعوام كان ابني يحصل على مقعد في جامعة أكسفورد. لكن المعايير تغيرت الآن وهو لم يتغير. أعتقد أنه تم خداعه". قال صديقي، وهو مسؤول تنفيذي في مدينة لندن أسهم بوضع عديد من الأطفال في نخبة مدارس بريطانيا الخاصة.
وقد أصبحت أسمع هذا أكثر فأكثر من زملائي الآباء الذين لديهم أطفال في المدارس العليا النهارية والداخلية في الأعوام الأخيرة. ويبدو بعض من هذا كالتذمر: حيث يحب معظمنا الاعتقاد أن ذريته هي الأفضل. لكن لدى صديقي وجهة نظر. فبعد أعوام من القلق بشأن عدم المساواة في الوصول إلى التعليم العالي المميز، بدأت المعايير في التحول أخيرا.
قبل عقد من الآن، كان الآباء الذين دفعوا عشرات الآلاف من الجنيهات سنويا لأمثال كلية إيتون أو مدرسة سانت بول أو مدرسة كينجز كوليج في ويمبلدون يفترضون، وهم مرتاحون، أن لدى أطفالهم فرصا عالية للالتحاق بأكسفورد أو كامبريدج، وهما من أفضل الجامعات في العالم. وأظهرت دراسة أجريت عام 2008 من قبل سوتون ترست، أن ثماني مؤسسات فقط، ست منها خاصة، استحوذت على مقاعد في جامعتي أكسفورد وكامبريدج، أكثر من 2.900 مدرسة ثانوية أخرى في المملكة المتحدة مجتمعة. وعندما تباهى مدير مدرسة وستمنستر في أمسية مفتوحة أن نصف طلاب المراحل النهائية قد ذهب إلى جامعتي أكسفورد وكامبريدج، ملأت القاعة المكسوة بألواح الخشب بالهمهمات الموافقة: لقد كنت هناك.
لكن الغضب المتزايد بشأن عدم المساواة، وتزايد الطلبات من قطاع حكومي محسن وتدفق الطلاب الدوليين دفع جامعتي أكسفورد وكامبريدج إلى إعادة التفكير. حيث بدأت الجامعتان بمنح مزيد من الاعتبار للطلاب الذين تغلبوا على العوائق في طريقهم للحصول على أعلى الدرجات. وهذا يعني أن عددا أقل من طلاب المدارس الخاصة متوسطي المستوى الذين تم إعدادهم للتميز في المقابلات سيتم قبولهم.
وتقول سامينا خان، مديرة القبول الجامعي في أكسفورد: "نريد أن نختار الأكثر قدرة أكاديميا، المرشحين الأقوياء حقا مقابل أولئك متوسطي المستوى، لكنهم استعدوا جيدا للمقابلة".
وهذا بالتأكيد أمر عادل. لكن هذا يعني أن المدارس المستقلة المشيدة من الزجاج تفقد ميزتها. وسمعت أن أبا عابسا في سانت بول كان يضغط على المدير ليشرح كيف سيحمي الأولاد هناك من الهندسة الاجتماعية.
ما الذي ينبغي على الآباء فعله عندما تبدو سياسة جيدة للمجتمع سيئة لأطفالهم؟ أشعر بتعاطف حقيقي تجاه أي شخص قلق بشأن مستقبل أطفاله، لكن الشكوى من فقدان الامتياز يبدو قلة ذوق.
وفي إيتون، التي درس فيها 20 رئيس وزراء بريطانيا بما في ذلك الرئيس الحالي، انخفض عدد عروض جامعتي أكسفورد وكامبريدج من 99 عام 2014 إلى 48 هذا العام. وذكرت صحيفة صنداي تايمز في شباط (فبراير) أن العروض في كينجز كولدج في ويمبلدون كانت قد تراجعت للنصف تقريبا خلال عامين لتصل إلى 27. ولا تزال المدرستان بالقرب من قمة جدول الدوري البريطاني لإجمالي العروض. لكن طلابهما يجدون صعوبة أكبر في الالتحاق بالجامعتين، ما يثر غضب الآباء الذين يدفعون ما يقارب 28 ألف جنيه إسترليني سنويا للمدرسة النهارية، أو 44 ألف جنيه إسترليني للمدارس الداخلية.
غضب الآباء الأثرياء، ومعظمهم من البيض، بشأن فقدانهم المزايا التي كانوا يتوقعون القدرة على شرائها لأطفالهم، جزء من نمط أوسع من القلق بشأن المكانة بين بعض شرائح الطبقات العليا البريطانية والأمريكية. أمر غير موافق للواقع: فالأطفال من هذه الخلفيات يتمتعون عادة بفرص أكبر وأمن مالي طوال حياتهم.
ومع ذلك، فقد ظهرت فاعلية القلق في الولايات المتحدة عام 2019 خلال فضيحة قبول "فارسيتي بلوز"، عندما سجن ممثلو وعمالقة الأسهم الخاصة لمحاولتهم شراء مقاعد لأطفالهم في جامعتي ييل وستانفورد، من بين جامعات أخرى، بنتائج اختبار دخول مزيفة وتزوير مهاراتهم الرياضية.
ويقول دانيال ماركوفيتس، أستاذ القانون في جامعة ييل ومؤلف كتاب "فخ الجدارة": "عندما يكون لديك شيء ذو قيمة كبيرة للناس، يتم تشويه النظام، إن الالتحاق بهذه الجامعات يحدث فرقا في دخل الأفراد ووضعهم، يرى الآباء كم يكلفهم العيش في الأحياء التي يسكنون فيها وإرسال الأطفال إلى المدارس الخاصة، وهم يدركون أن أطفالهم سيكونون في المأزق نفسه".
طوال عقود من الزمن كانت بعض المدارس الخاصة في المملكة المتحدة تتاجر بمعدلات القبول المرتفعة في جامعتي أكسفورد وكامبريدج لتبرير رسومها الضخمة والمتصاعدة باستمرار. إذا لم تعد هذه الصفقة القائمة، فماذا يبيعون الآباء بدلا من ذلك؟
قال لـ "فاينانشيال تايمز" المدير التنفيذي للمدينة: "لو كنت أعرف ما أعرفه الآن، كنت سأعيد النظر في قراري اختيار مدارس النخبة الداخلية. الرسوم لا تتناسب أبدا مع الواقع". حتى إنه يشعر بالقلق من أنه قد أضر بذريته. في مكان عمله العالمي، كما يقول، يتم التعامل مع المتقدمين للعمل الذين التحقوا بمدارس عليا مستقلة "بقدر معين من الازدراء". "أوه، هؤلاء الأشخاص حصلوا على تعليم جيد، بالطبع قاموا بعمل جيد. نحن بحاجة إلى شخص أكثر جوعا".
والد آخر، التحق بجامعة أكسفورد لكنه رأى رفضا لابن تلقى تعليمه في مدرسة إيتون، يقلق من أن الالتحاق بمدرسة مستقلة رفيعة المستوى "أصبح علامة تبقى معك مدى الحياة وليست علامة جيدة. وهذا يعني بوضوح أنهم عندما يتقدمون للالتحاق بالجامعة أو الوظائف، فإنهم في وضع غير موات ما لم يكونوا أذكياء حقا".
سام لوسي، عالمة آثار مختصة في الشأن البريطاني في العهد الروماني والأنجلو ساكسوني في بريطانيا، عملت كمدرسة قبول في جامعة كامبريدج منذ عام 2009. لديها شاحنة صغيرة ممتلئة بالآباء الذين يزعمون أن أطفالهم يحصلون على الطرف القصير من العصا. تقول: "لا يحق لأحد الدخول إلى كامبريدج. عليك أن تحصل على مقعدك بأن تكون جادا بشأن تخصصك وتجاوزك لمناهجها الدراسية ونجاحك فيها. لا ينبغي لأحد أن يتوقع الدخول، لكن إذا فعلوا ذلك، فسيكونون جديرين بذلك".
كمديرة القبول حاليا، سئلت لوسي مرات عديدة عن سبب رفض الطلاب الأذكياء لدرجة أنها تحمل معها مخططا موضحا ما تغير من أمر. فمنذ عام 1981، ارتفع عدد الطلبات السنوية لدخول كامبريدج من أقل من 5000 إلى 20.426 العام الماضي.
وظهرت المراحل النهائية للكليات الحكومية شديدة الانتقائية مثل هاريس ويستمنستر وبرامبتون مانور في لندن، جزئيا لتجهيز الطلاب من الخلفيات الأقل حظا لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج وغيرهما من الجامعات الكبرى. إنها لا تنتج فقط الطلاب الحاصلين على درجات عالية في الامتحانات والمقالات المثيرة للإعجاب، بل تقوم بتدريبهم على المقابلات، وهو مجال تميزت فيه المدارس الفاخرة منذ وقت طويل.
في عام 2021، حصل 55 طالبا من مدرسة برامبتون مانور على عروض مشروطة من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، متجاوزا بذلك عدد طلاب إيتون الـ 48، معظمهم لهم خلفيات من أقليات عرقية، ويحصلون على وجبات مدرسية مجانية أو كانوا أول من تقدم للجامعات في أسرهم. كما شهدت كامبريدج وأكسفورد زيادة كبيرة في الطلبات الخارجية.
وفي الوقت نفسه، فإن الجامعتين اللتين تعدان بالتدريس بأسلوب المجموعات الصغيرة من قبل السادة والغرف الحجرية القديمة، لم تتوسعا بشكل ملحوظ. وهذا يعني أنه أصبح من الأصعب بأربع مرات تقريبا الحصول على واحد من الـ 6800 مقعد عما كان عليه الأمر عندما كان الآباء يتقدمون للالتحاق بالجامعتين. ويقول الآباء إن "هذا هو عدم توافق التوقعات". وتقول لوسي: "لقد تم قبولي وأنت بمستوى ذكائي نفسه. فلماذا لم تقدم الجامعتان أي عرض لك؟".
خارج القطاعات الأكثر ثراء في المجتمع البريطاني، فإن النقد الرئيس للقبول في في الجامعتين المذكورتين يدور حول التضمين الضئيل للغاية، وليس كثيرا. فشل بعض كليات كامبريدج في قبول طالب أسود واحد بين عامي 2012 و2016، وكان معظم طلاب قطاع الولاية تاريخيا ينتمون لمدارس ثانوية محددة أو مناطق ثرية.
وصرح النائب العمالي عام 2018 أثناء قيادته حملة التغيير التي ساعدت في إلهام مغني الراب ستورمزي لتمويل منحتين دراسيتين بشكل كامل لطلاب سود في كامبريدج: "تتمتع الطبقات العليا بقبضة محكمة على عملية القبول في أكسفورد لدرجة أنها لن تتخلى عنها عن طيب خاطر".
وجرى إنشاء عديد من مدارس النخبة الخاصة في المملكة المتحدة في أواخر العصور الوسطى لتوفير التعليم المجاني للأولاد الموهوبين من خلفيات فقيرة. وعلى مر القرون، ازداد عدد الطلاب الذين يدفعون رسوما، وانطلقت كمرتكزات تدريبية لتأسيس وإدارة الإمبراطورية البريطانية.
اليوم، تقوم المدارس الخاصة بتعليم 6.5 في المائة من أطفال المملكة المتحدة، لكن حتى قبل خمسة أعوام كانت تمثل 42 في المائة من الاستيعاب المحلي في أكسفورد و37 في المائة في كامبريدج. ومنذ ذلك الحين، انخفضت حصة المدارس الخاصة بشكل حاد، لكن لاتزال بدرجة ثلاثة من عشرة. وقد أثار ذلك استياء بين الآباء الذين يدفعون الرسوم دون تهدئة نشطاء التنوع العرقي.
يقول مارك بيلي، المدير السابق لمدرسة سانت بول الذي يحاضر الآن في جامعة إيست أنجليا: "إنه لأمر يوقع الآباء في معضلة، قد يكونون ملتزمين بمفاهيم واسعة للعدالة الاجتماعية في مكان العمل والمجتمع، لكن هنا يوجد وضع يتعارض فيه هذا الطموح معهم".
ويشير أولياء أمور الطلاب في المدارس المستقلة إلى أن النسب الحكومية والخاصة التي تقارن عروض جامعتي أوكسفورد وكامبريدج بالمخزون الإجمالي لطلاب المملكة المتحدة مضللة. فلن تنظر الجامعتان عموما إلى الطلاب ما لم يكن لديهم ما لا يقل عن ثلاث درجات امتياز أو جيد جدا في المستوى أ، وكانت المدارس الخاصة قد خرجت بواحد من كل أربعة منهم قبل الجائحة.
وهذه النتائج تعد السبب الرئيس في دفع الآباء للرسوم المدرسية. وقد سألت إحدى الأمهات على "مومزنت" منتدى الأبوة والأمومة عبر الإنترنت: "لماذا قد يدفع أي شخص مبلغا كبيرا يبلغ نصف مليون جنيه لكل طفل من عمر الرابعة إلى الـ 18 عاما قبل الضرائب لإرسالهم إلى مدرسة خاصة إذا لم تمنحهم المدارس درجات أفضل من أي شخص أخر يتمتع بالذكاء نفسه درس في المدارس الحكومية؟"
ومن ضمن مجموعة المتقدمين المتفوقين، بدأت كليات جامعتي أوكسفورد وكامبريدج الآن الاعتماد على "القبول ضمن السياق" الذي ينظر في كيفية وصول الطلاب إلى أعلى درجاتهم. يقول خان من أكسفورد: "إذا كان أداء شخص جيدا جدا رغم كونه تحت الرعاية، فهذا يخبرك بشيء عن قدراته، المدارس الحكومية تقدم أداء أفضل بكثير، ولا سيما في لندن. إننا نحصل على مرشحين أقوى بكثير مما اعتدنا عليه. لقد ازدادت المنافسة للجميع".
قلة من أولياء الأمور في المدارس الخاصة يجادلون علانية عن الحاجة إلى نهج كهذا. إنهم يكرهون فقط تأثير هذا النهج في أطفالهم. "أوافق على أننا بحاجة إلى العدالة الاجتماعية، لكن كان يجب حل المشكلة في وقت مبكر أكثر" بحسب ما تقول والدة طالب في مدرسة سانت بول، التي تبرعت بسخاء لصناديق المنح التي تجلب الأولاد الأقل حظا إلى المدرسة. "هؤلاء أطفال المدارس الخاصة جميعهم بارعون حقا وليس من العدل معاقبتهم في هذه المرحلة".
وبالطبع، ليس كل الآباء الذين يختارون المدارس الخاصة يفعلون ذلك ويتوقعون أن يفوز أطفالهم بمقعد في إحدى الجامعات الكبرى. ينجذب كثيرون إلى مرافقها الاستثنائية وانخفاض معدل الطلاب إلى الموظفين فيها. تقول كاثرين ماي، التي أرسلت اثنين من أولادها إلى مدرسة سيتي أوف لندن: "لم نضع في أذهاننا مطلقا أن أطفالنا سيذهبون إلى جامعتي أوكسفورد وكامبريدج أو ما في مستواهما، لقد أحببت أن يكون لدينا أطفال ذوو مهارات جيدة وكنا ممتنين للغاية للقيادة الرعوية الممتازة".
لقد التحقت بإحدى المدارس الخاصة للنخبة في الولايات المتحدة قبل 35 عاما. ثم التحقت ونصف زملائي من الصف بجامعة هارفارد، والبقية التحقوا برابطة جامعات النخبة. ومازالت المدرسة، حتى اليوم، أكبر مزودي جامعات النخبة بالطلاب، لكن هذه الحصة قد انخفضت إلى أقل من 30 في المائة. فمعظم طلبة البكالوريوس في جامعة هارفارد، هم من غير البيض (ما يعكس عدد الطلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة)، ويتلقى 55 في المائة من هؤلاء الطلاب الجامعيين المساعدات المالية.
إن نسبة الاستيعاب المحلي لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج من المدارس المستقلة 3 من كل 10، حيث توفر التعليم لما نسبته 6.5 في المائة من الأطفال في المملكة المتحدة.
لكن أود الإفصاح عن سرين صغيرين لدي، لكنهما يشرحان سبب وجود عديد من المنشورات في فصل الربيع على صفحتي في "فيسبوك"، حيث تظهر الآباء على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وهم يتفاخرون بالوجهات الجامعية التي يرتحل إليها أبناؤهم. حيث لا تزال أفضل الجامعات الأمريكية، تقدم "ميزات تفضيلية لبعض الخريجين" وقد لا يستطيع أبناء الخريجين الالتحاق دائما بها، لكنهم يتمتعون بنسبة قبول أعلى بكثير، وبالطبع توجد مقاعد دائمة لأبناء المتبرعين الكبار. فهناك مدخل دائم من الخلف للواحد في المائة ممن يتمتعون بعلاقات جيدة، إن لم نقل الأثرياء فقط. بينما ترفض كل من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج ذلك بحزم تماما. ولهذا يعتقد المشككون، أن هذا السبب في تردي حالة منشآتهم، وقلة أعداد المتبرعين لها.
كل هذا يضع رؤساء مدارس النخبة المستقلة في المملكة المتحدة في مأزق. فهم من ناحية، يتعرضون لضغوط لتبرير وضعهم المعفى من الضرائب، من خلال تحسين شروط القبول للطلاب الفقراء وأبناء الأقليات، وذلك إما عن طريق تقديم مزيد من المنح، أو التعاون مع المدارس الحكومية في أحيائهم. ومن ناحية أخرى يجب عليهم إرضاء عملائهم الذين يدفعون المال مقابل التعليم. وهذا يعني محافظتهم على فاعليتهم موضوع القبول الجامعي.
يقول بارنابي لينون، الرئيس السابق لمدرسة هارو، الذي يرأس حاليا مجلس المدارس المستقلة: "نشعر بالغضب الشديد من السياسيين الذين يدققون كثيرا في نسب القبول في المدارس المستقلة في الدولة. إن ثلث طلاب المنح الأكثر احتياجا في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، يأتون من مدارس مستقلة، بينما تمتلئ المدارس الثانوية الحكومية العليا بالأهل الأثرياء".
أما المتفائلون، فيأملون أن يؤدي تغيير شروط القبول إلى التخفيف من قبضة جامعتي أوكسفورد وكامبريدج المستحكمة على عقلية المملكة المتحدة وسياستها. ويقول الأب من إيتون "إذا تم حقا الدفع بمزيد من الطلاب الموهوبين إلى الجامعات الأخرى، فإن سمعتها ستتحسن. هذا أمر مهم حقا للمجتمع".
وبالفعل، فإن عديدا من المدارس المستقلة العليا، تتدافع الآن لتثبت قدرتها على تمهيد الطريق أمام طلابها لاختيار جامعات متميزة أخرى داخل المملكة المتحدة، وبشكل أكبر في الخارج. وتعمد هذه المدارس إلى توظيف مسؤولين من الخبراء ليس فقط في متطلبات الجامعات الأمريكية، وليس فقط من لديهم معرفة بمتطلبات الجامعات الأمريكية، مثل اختبارات "السات"، بل ممن لهم دراية بالوجهات المرغوبة جدا، مثل جامعة ترينيتي في دبلن، وجامعة ماكجيل في مونتريال، وجامعة بوتشوني في ميلان.
وتقوم كل من مدرستي سانت بول، وسانت بول للبنات بتوظيف خريجين جدد من أفضل الجامعات الأمريكية مثل "كوليت فيلوز" لتدريب الطلاب على كتابة المقالات الشخصية التي تفضلها رابطة جامعات النخبة. وتقول سارة فليتشر، مديرة مدرسة سانت بول للفتيات "إن الهوس بجامعتي أوكسفورد وكامبريدج يخطئ الهدف". وتضيف: "مهمتنا، توجيه الطلاب بكل شفافية للالتحاق بالجامعات المناسبة". ففي هذا العام وحده، ارتفع إجمالي الطلبات المقدمة من المملكة المتحدة إلى الجامعات الأمريكية بنسبة 23 في المائة.
هذا ما قد يبدو أنه الاختيار الصحيح للطلاب الذين ينجذبون إلى النهج الأمريكي الليبرالي في المؤسسات التعليمية الأمريكية، الذي يسمح لهم بأخذ مجموعة واسعة من المواد، كما يوضح لينون. لكنه يضيف: "لن يكون هذا الأمر جيدا للمملكة المتحدة إذا ما أرسلنا عددا أكبر من اللازم من أفضل طلابنا إلى الخارج لأن نسبة منهم لن تعود أبدا".
التركيز المتزايد على القبول الدولي بالنسبة للمدارس المستقلة جزء من الخبرة التي تروج لها. خذ بعين الاعتبار، إتقان هذه المدارس لعملية القبول في جامعتي أوكسفورد وكامبريدج التي تلزم الطلبة بالتقدم إلى كلية معينة لدراسة موضوع محدد. حيث تعمل مدارس النخبة المستقلة، على تعظيم أعداد المقبولين في الجامعات من طلابها، عبر توزيع طلباتهم بعيدا عن المواد والكليات الأكثر ازدحاما. وقد ساعدت هذه الاستراتيجية على منح أكفأ المدارس، معدلات عالية للنجاح باختبارات جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، بنسبة لا تقل عن 33 في المائة العام المنصرم.
وبعدئذ بدأت جائحة كوفيد - 19، وتم إلغاء امتحانات الثانوية العامة. وفيما كانت جامعتا أوكسفورد وكامبريدج قد تقدمتا بعروضهما، إلا أنهما وقعتا في حالة الفوضى التي سادت آنذاك. فبعد أن انتهت المدارس من تقييم طلابها، قام مراقبو الامتحانات بتقييم النتائج بالاستعانة بخوارزميات أدت إلى تخفيض الدرجات بنسبة 40 في المائة. ما أدى بالجامعات إلى إلغاء الآلاف من العروض المشروطة، وكان الطلبة الأقل حظا أكثر المتضررين.
وحين تراجعت الحكومة عن هذا القرار، في مصلحة إعطاء الحق للمعلمين بتقييم النتائج، وجدت جامعتا أوكسفورد وكامبريدج أنفسهما أمام المئات من الطلبة الإضافيين. لترتفع بذلك أعداد المقبولين بنسبة 12 في المائة إلى 7692 طالبا إضافيا. وتقول لوسي: "ما زلت لا أدري كيف تمكنت الكليات من إيجاد غرف تكفي لتحويلها إلى غرف نوم، لكن لحسن الحظ أنها وجدتها، لذلك لم نكن بحاجة لأن نصر على تأجيل أي شخص".
لقد أدى كل من التضخم في العلامات وإلغاء امتحانات الثانوية العامة عاما آخر، إلى وضع مسؤولي التسجيل تحت الضغط فسيؤدي وضع الأساتذة للعلامات إلى تضخمها، لكن المرافق لا تستوعب صفوفا حجمها أكبر من اللازم.
لهذا السبب تقدم هذه الجامعات عروضا أقل مما سبق، فجامعة أوكسفورد تقدم فقط 3541 عرضا فقط لـ 3300 مقعد، وهو بانخفاض 3932 عن العام الماضي. ويقول ديفيد جودهيو، مدير مدرسة لاتيمر العليا في غرب لندن: "لقد أصبح المشهد العام أكثر تنافسية مما كان عليه في أي وقت مضى". ويضيف: "لا يزال الطلبة المتميزون يحصلون على عروض الالتحاق بالجامعات، لكن الجامعات تفضل الحيطة والحذر، حتى لا تواجه المأزق نفسه الذي حصل في العام الماضي".
يشعر بعض أولياء الأمور في المدارس الخاصة بالقلق من أن يركز معلمو القبول على تحسين نسبة التنوع الطلابي لديهم، خاصة مع توقعهم أن عددا كبيرا من المرشحين ذوي الدرجات العالية المتوقعة، سيتقدمون بطلبات الالتحاق عندهم. وفي هذا إشارة إلى انخفاض أعداد العروض في مدارس النخبة. وتعلق والدة الطالب في مدرسة سانت بول: "لدى هؤلاء الأطفال العظماء سجلات لا تشوبها شائبة، لكن يتم إبعادهم ليس فقط من قبل جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، بل من قبل جامعة دورهام أيضا؟". وتضيف متسائلة "كيف يمكن لهذا أن يحدث؟".
وتقول جو ترامب، مديرة كلية هيلز رود، كلية حكومية انتقائية للمراحل النهائية في كامبريدج، وتحصل على نسبة مماثلة للعروض التي تتلقاها مدرسة ويستمينستر، إنها ترى زيادة بسيطة في العروض الممنوحة من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، للطلاب الذين يأتون من خلفيات أقل حظا. أما الآن وهي تمضي عامها الرابع كمديرة، فقد حاولت السيدة ترمب لعدة أعوام، جاهدة إقناع بعض الآباء الطموحين، ومنهم محاضرون في جامعة كامبريدج، أنها لن تكون نهاية العالم إن لم يتمكن أبناؤهم من الالتحاق بالجامعتين المذكورتين.
وتضيف السيدة ترمب "لقد تغيرت الأوضاع بشكل كبير في غضون 3عاما". وبالنسبة للآباء، تضيف معلقة "إن كل ما في الأمر، أن يتعلموا عدم التشبث ببعض الأشياء قليلا، وأن نتعلم أن نولي مهمة توجيه المركبة إلى الطلبة أنفسهم ... مهمتنا أن نكون إلى جانبهم في الطريق، وليس من المفترض أن نسير أمامهم ونجرهم".

تاريخ الخبر: 2021-07-13 00:24:22
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 33%
الأهمية: 44%

آخر الأخبار حول العالم

أسرتا باهبري وباحمدين تتلقيان التعازي في فقيدتهما - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:23:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

وزير الفلاحة المالي يشيد بتقدم المغرب في تدبير المياه والسدود

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

"بشروط" نهضة بركان يغادر مطار بومدين صوب الفندق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:25:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

"بشروط" نهضة بركان يغادر مطار بومدين صوب الفندق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:25:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

مطلوب أكثر من 485 ألف عامل لكندا في فقط 2024

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:05
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 89%

المغرب وبلجيكا يوحدهما ماض وحاضر ومستقبل مشترك (مسؤول بلجيكي)

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:47
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية