في الوقت الذي شرعت فيه الأندية أبوابها لتعاقدات فنية وعناصرية تأهباً لموسم كروي مرتقب، ظهر الوباء الرياضي المتجدد ظهوره موسمياً وسط لهيب الصيف المشتعل، وباءٌ لا يكتفي بظهوره الصيفي فحسب بل يعاود السيناريو المزعج نفسه بعد برهة زمنية وتحديداً حين يغمر الدنيا شتاء ممتع ، تفاصيله فاتنة ولياليه هادئة ورائحة مطره تنعش حياة البشر.

(المصدرجيون) مصطلحٌ يطلق على من ينشرون أخبار الأندية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة غير آبهين بصحتها من العدم ، ظهورهم المتكرر لا يبالي بلومة لائم ناصح، يمارسون هوايتهم ليصل بهم الحال أحياناً إلى تضليل المتابع والإفتراء والدجل بدافع الأسبقية وتنشيط وتفعيل عدد متابعيهم عبر وسيلةٍ تقنية لا حول لها ولا قوة ، استغلالٌ لعقولٍ راكضةٍ خلف أحاديث مغلوطة كظمآن يركض وراء سراب يحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ، فئةٌ لا تدرك حجم الضرر الناجم عن تسريب وإعلان خبر تعاقد وانتقال وضمٍّ واستبعاد سواء كان صحيحاً أو خلافه ، ضررٌ ينتج عنه غالباً فشل الصفقات أو ارتفاع القيمة السوقية لعقود اللاعبين والمدربين بسبب إلحاح الجمهور ومطالباتهم أثناء المفاوضات، تلك الفئة لا تؤمن كذلك بدور منابر الأندية وقنواتها الإعلامية الرسمية المضادة لتكهنات السوشل ميديا والتواصل الاجتماعي برمتها.

تفاعل صريح للأسف مع حملة عشوائية تحمل مسمى (ما معاكم خبر زين) ، وتأييد واضح من قبل بعض منتمي الوسط الإعلامي الرياضي للسير على خطى ونهج المتمصدرين وسلوكهم الخاطئ دون أدنى شك قد يزيد الطين بلّة ويعظّم الأمر ، مساهمون بشكل وآخر في إفشاء أسرار نادٍ يتغنون بحبه عشية وضحاها ، جراء حصولهم على معلومة سليمة منحت لهم بسبب ثقة مفرطة لأحد المؤتمنين داخل مقار الأندية ، في خضم تفاعلهم مع أهداف الحملة غير النبيلة رموا بمبادئ أخلاقيات المهنة الإعلامية عرض حائط رياضي مغلوبٍ على أمره رغم يقينهم التام بمدى فداحة الموقف وخطورته.

في اتجاه مغاير لست مع سياسة تكميم الأفواه الناطقة باسم الصالح العام الرياضي ، السياسة غير الحاضرة في رياضتنا بفضل وعي وفكر وإدراك وزير طموح يقف على رأس الهرم الرياضي ، قائداً وموجهاً وداعماً ومحفزاً، وهذه بحد ذاتها نعمة رياضية نغبط عليها ، فبلا شك أُذن المسؤول الرياضي في وطني أيّا كان موقعه تجدها صاغية لمن يهمس بها علاوة على فؤاده وعقله المفتوحين رياضياً لكافة إعلاميي الفكر الصائب والرأي الحكيم السديد ، الباحثين عن إيجاد حلول للأزمات ، الخالقين لأفكار ومقترحات ، يرجون ترجمتها إلى واقع يلامس التطوير ، فإعلامنا الرياضي الزاخر بمسؤوليه ومنسوبيه يعد شريكاً أساسياً في إنجاح المنظومة الرياضية وازدهارها. قانون:

ابتسامة من نُحب تغفر مُر الحياة.