حاوره: أحمد البوحساني
ادبيات العلاقات الدولية والدبلوماسية بشكل عام يعتبر استدعاء السفير هو مسألة سابقة على قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلدين قد يؤدي إلى عواقب خطيرة بسبب غياب قنوات التواصل بين الطرفين وهذا الغياب يكون في اأحيان كثيرة نذير دخول حرب.
العلاقات الدبلوماسية وتحقيق الاستقرار
يؤكد الاستاذ تاج الدين الحسيني ان الدبلوماسيه ادات فعالة لتحقيق الاستقرار والسلام وتفادي المواجهات، لكن حينما تصل الأمور إلى استدعاء السفير وقطع العلاقات فهذا نذير شؤم ونذير حرب في العلاقات بين الأطراف، فلست ادري ما يمكن ان يقوم به المغرب في المرحلة الراهنة، هل سيقوم هو الاخر باستدعاء السفير للتشاور بنفس النهج ام سيترك الأمور على حالها. وفي اعتقادي يستحسن أن يستدعي السفير لان بعض الدول خاصة الشمولية قد تتخذها فرصة لطرد السفير، ولايمكن ان نرضى لدبلوماسيتنا ان نصل في المواجهة إلى هذا المستوى.
استدعاء سفير المملكة المغربية أمر منطقي في إطار المعاملة بالمثل الذي هو مبدأ راسخ بين الدول . واذا تطورت الأمور لتصبح أكثر تعقيدا فيما بعد، فالبادئ اظلم والنظام الجزائري بتحمل كامل المسؤولية. واذا كانت مسألة الحرب ستكون مرحلة موالية علينا ان لا ننسى أن هذه الحرب معلنة فعلا.
الحرب المعلنة
التهديد بالحرب من قبل النظام العسكري ليس بجديد، بل هي معلنة اصلا، لكن ليس من قبل عصابة البوليزاريو ، شخصيا اقول انها معلنة من قبل النظام الجزائري لانه في إطار مخيات تندوف لا يمكن لرصاصة واحدة ان تغادر تلك المخيمات وان تبلغ الحدود المغربية والجدار الأمني دون ان يكون هناك ترخيص واضح من طرف الدرك الجزائري، والمخابرات الجزائرية، يوضح تاج الدين الحسيني.
فتجاوز وقف إطلاق النار الذي احترمته البوليزاريو والجزائر منذ عشرات السنين لم يكن في الحقيقة من طرف البوليزاريو لان ارادتها مشلولة تماما في هذا الملف فمن كانت له سلطة اتخاذ القرار هو النظام العسكري،
واذا كانت الجزائر اليوم تتحدث عن إعلان الحرب، فهي أعلنتها في ابواقها الدعائية وفي البيانات التي تصدرها البوليزاريو يوميا.
خرق الجزائر لاتفاقيات ومواثيق دولية
لا ينبغي لأحد أن ينسى ان النظام الجزائري عندما وقع مع المغرب اتفاقيات إنشاء المغرب العربي بين الدول الخمسة هناك التزام يتناساه النظام الجزائري، هو ان كل دولة تمتنع صراحة ان تجعل منطقة حدودها مع طرف اخر مجالا لأية فرق مسلحة للقيام بهجومات عدوانية في تراب دولة أخرى. وهذا التزام دولي واتفاقيات المغرب العربي لم يتم الغائها لحد الآن، هي فعلا مجمدة لكن توقيعات الأطراف لانزال حاضرة. وبهذا السلوك فالجزائر تنقض المواثيق الدولية التي وقعتها مع المغرب، وتنتهك حتى مقتضيات نظام الأمم المتحدة بما فيه المواد المتعلقة بالعدوان الذي قد يمارس في حق دولة من الجوار.
واذا حدث هذا في المستقبل، وهذا ليس بجديد فقد عرفته العلاقات المغربية الجزائرية في عدة مناسبات وخاصة ما حدث بعد سنة 1975 و 1976 في كل من امݣالا 1 و امݣالا 2 . إذ تمكن الجيش المغربي من تطويق واعتقال وأسر ما يفوق 200 من الجنود الضباط الجزائريين ولم يطلق سراحهم الا بمبادرة المساعي الحسنة التي قادها كل من حسني مبارك آنذاك، والامير فهد بن عبدالعزيز الذي اصبح ملكا على السعوديه.
فمسألة الحرب دائما ممكنة ولكن علينا ان نبحث عن من يشعل النيران، فالنظام الجزائري اكثر من 40 سنة يتهم المغرب انه لا يحترم حق تقرير المصير، بينما كل وسائل الإعلام الأجنبية التي تزور العيون والداخلية تلاحظ نوعية الحياة التي يعيشها المواطن المغربي الصحراوي هناك، وتلاحظ الاستقرار والأمن الداخلي والمنجزات والإمكانيات الاقتصادية التي يسخرها المغرب لانعاش هذه المنطقة وتمكينها من الحياة بشكل أفضل.
للأسف النظام الجزائري ابتلى به الله شعبه الذي يعاني في الطوابير للبحث عن الحليب والضروريات الاساسية للحياة، في نفس الوقت يدمر في الداخل وفي الخارج من خلال ما نراه اليوم في كل المنتديات.
