صبّوا خمور العيد في الأقداحِ

ما العيدُ إن لم تمتلئْ بالرَّاحِ

هاتوا الكؤوسَ...

فليس ثمّةَ منكرٌ

إلا اجترار الحزنِ في الأفراحِ

خَيَّرتُ شعري بين كأسين انتهى

لهما زمانُ الحبرِ والألواحِ

فغدا يقلِّبُ فيهما شهواتِه

كالطفلِ بين سكاكرٍ ورواحِ

ما بين كأسٍ لم يمازجْها سوى

همٍ وكأسٍ كالمدى الوضَّاح

فاختارَ بَعْدَ اللأي كأسًا قد بدى

منها فواحُ الكَرْمِ والتفاحِ

ما لي وعيدُ العاكفين على الأسى

وسلالُ كَرْمِ السّعدِ في أقداحي

دعني..

أعبُّ من الكؤوس لنشوتي

فلقد سئمتُ مآذن الأتراحِ

دعني..

فكم ضَنَّ الزمانُ على مدى

كهفي ببعضِ الضوءِ من مصباحي

دعني..

فكم ضنَّ السحابُ بقطره

وجرارُه غرقى من الإرشاح

دعني..

أرقّعُ ثوبَ عمرٍ شقّه

ليلُ الهمومِ بمخيطِ الإصباحِ

دعني..

فما كأسي سوي كفٍّ بها

سلوانُ ما اقترفت يدُ الجرّاح

دعني..

فلولا الشِّعرُ ما اهتزت على

أوتارِ خمري ريشةُ الأفراح