أصدر مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم وجامعة الفارابي بكازاخستان موسوعة “الفارابي ورسائله: مقاربات جديدة” جاءت هذه الموسوعة في 460 صفحة من القطع المتوسط، حيث شارك فيها 10 خبراء وأساتذة من المتخصصين والمهتمين بدراسة فلسفة الفارابي.

وهذه هي المرة الأولى من نوعها التي يصدر فيها المركز موسوعة تضمن مواد سياسية تاريخية. وتنقسم الموسوعة إلى 10 فصول حيث يتحدث كل فصل به عن أحد العلوم التي برع بها الفارابي، حيث جاء الفصل الأول من الموسوعة بعنوان ” الفارابي … قراءة في بيئة نشأته سياسًا واجتماعيًا”، حيث يستعرض هذا الفصل الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية التي نشأ فيها الفارابي وأثرت على فكره ورؤاه، وما حققه من انجازات كانت محل تقدير وإشادة من الجميع، وينقسم هذا الفصل إلى ثلاث مباحث هي:

المبحث الأول – الفارابي.. البيئة السياسية والاجتماعية، ويتحدث عن الفارابي كونه أول من
عنى إصلاح نظام الحكم من فلاسفة المسلمين، رافضَا الواقع السياسي والاجتماعي
والديني الذي ساد خلال عصره في دولة الخلافة العباسية.

المبحث الثاني – الفارابي.. النشأة والتعليم، حيث يتحدث الفصل عن نشأة الفارابي وأصوله التي كانت
محل تباين بين المؤرخين والفلاسفة، بالإضافة إلي مراحل تعليمه وبداية انجذابه
للعلوم الفلسفية والمنطقية.

المبحث الثالث – الفارابي.. آثاره ومكانته الفلسفية، كون الفارابي (في قول الكثير من المؤرخين للفكر الفلسفي الإسلامي) هو
المؤسس الحقيقي للدراسات الفلسفية في العالم العربي، والمنشئ الأول لما نسميه الأن
الفلسفة الإسلامية.

الفصل الثاني جاء بعنوان “ثنائية التقارب .. التفرد بين فكر الفارابي وفكر فلاسفة اليونان” حيث يركز الفصل على ثنائية التقارب/التفرد بين فكر الفارابي وفكر فلاسفة اليونان من خلال الاقتراب من هذا الفكر ومقاربته مع فكر العالم العربي أبي نصر الفارابي وإلى أي حد تأثر بالفعل بفكر اليونان من خلال تركيز الباحث على موضوعين أساسيين للتعرف على درجة الاتفاق والاختلاف الفكري وهما: موضوع البنية الفكرية والمعرفية للعقل البشري والآخر قضية
بناء المدينة السياسية وكيفية الوصول للمثالية السياسية في إدارة المدينة وحكامها،
وينقسم الفصل إلى مبحثين هما:

المبحث الأول: تأثر الفارابي بفلاسفة اليونان في الجانب العقلي والمعرفي، وهذا من خلال ثنائية التقارب بين فكر الفارابي وفكر فلاسفة اليونان من خلال الاقتراب من هذا الفكر ومقاربته مع فكر العالم العربي أبي نصر الفارابي.

أما المبحث الثاني بعنوان: تأثر الفارابي بفلاسفة اليونان في الفكر والنظرية السياسية، حيث يتحدث المبحث عن مدي تأثر الفارابي بنظرية
(جمهورية أفلاطون) وبناء نظريته (المدينة الفاضلة) وخصائصها الرئيسية.

والفصل الثالث يتحدث عن مساهمات الفارابي في مجال الفكر الثقافى المواكب لعصره، وكان لهذا الإسهام عظيم الأثر على الحياة الثقافية في تلك الحقبة وما تلاها من حقب، وترك للأمة الإسلامية والحضارة البشرية من بعده إرثاً كبيراً لا زالت تنهل من معينه الأجيال المتعاقبة حتى وقتنا هذا، وذلك من خلال مبحثين: المبحث الأول: الشعر عند الفارابي والمبحث الثاني:
الموسيقى عند الفارابي.

وجاء الفصل الرابع ليتحدث عن الأصالة الفلسفية للفارابي، وأن الفارابي كان فيلسوفًا إسلاميًا مجددًا في كل مؤلفاته، فرحلة الفارابي في الكتابة الفلسفية قد تدرجت من الشرح والتلخيص إلى
النقد والتأليف والإبداع، وكان في الحالتين صاحب رؤية متميزة جوهرها أنه كان يعلم إنما يؤدي دورًا حضاريًا متميزًا وليس مجرد موفق بين آراء فلاسفة العالم بعضهم البعض، أو بينهم وبين الإسلام. جاء المبحث الأول عن تعريف الفلسفة وموضوعها وأقسامها وغايتها عند الفارابي . أما المبحث الثانى تحدث عن شروط الانتساب إلى الفلسفة عند الفارابي (من الهواية إلى الاحتراف).

وتحدثت الموسوعة في الفصل الخامس عن إحصاء العلوم وتصنيفها عند الفارابي، حيث ألقت الضوء على إسهام الإمام الفارابي المعلم الثاني للإنسانية في مجال إحصاء العلوم وتصنيفها، والتعرف على القواعد والأسس التي اتبعها الإمام الفارابي في تقسيم المعرفة الانسانية، والمبادئ التي سار عليها في هذا الشأن، مع التعرف على مدى التشابه بين ما قدمه الفارابي في هذا
المجال مع نظم التصنيف المكتبية الحديثة.

و ينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث
وهم علم التصنيف … المفهوم – الأهمية- الأسس. وتصنيف العلوم عند الفارابي…
قراءة مقارنة مع أرسطو. أما المبحث الثالث جاء بعنوان إحصاء العلوم … قراءة
تحليلية في الكتاب الأم.

وجاء الفصل السادس ليتحدث عن السياسة في فكر الفارابي، وكيف أنه حرص في فلسفته السياسية الربط بين الأخلاق والسياسة انطلاقا من نظرته لأخلاق الإنسان بوصفه كائناً مدنيّاً، واستعرض هذا الفصل أفكار الفيلسوف الفارابي السياسية عبر مبحثين، الأول – السياسة لدى الفارابي.. قراءة تحليلية في أفكاره. والثاني- بناء الدولة في فكر الفارابي … قراءة في كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة.

وفى الفصل السابع من الموسوعة تحدث عما قدمه لنا الفارابي من بواعث للأفكار الاقتصادية المستخلصة من أفكاره الفلسفية وفلسفته السياسية في مؤلفاته وكيف استطاع أن يقدم بصورة غير مباشرة افكار فلسفية اقتصادية جعلته من بين المؤصلين فى الفلسفة الإسلامية لعلم الاقتصاد.

وتم تقسيم الفصل الى مبحث بعنوان الفارابي .. آراءه الفلسفية ونتاجه الفكري من منظور اقتصادى، والمبحث الثانى قراءة اقتصادية في آراء أهل المدينة الفاضلة : الاسهامات والنقد.
وفى المبحث الثالث تحدث عن رؤية تحليلية لافكار الفارابي الاقتصادية فى
الواقع الاقتصادى المعاصر.

أما الفصل الثامن فقد جاء ليتحدث عن علم الاجتماع عند الفارابي وعلاقته بالواقع الحالي، ووضح اعتماد فكر الفارابي بوجه خاص على الأخلاق والسياسة الاجتماعية لفكر أرسطو، حيث أصبح يُقصد بعلم الاجتماع لديه التعاون على الأشياء التي تُنال بها السعادة في الحقيقة، وهي
المدينة الفاضلة، والاجتماع الذي به يُتعاوَن على نيل السعادة هو الاجتماع
الفاضل.وقد جاء هذا الفصل مقسم إلى ثلاثة مباحث هم “رؤية اجتماعية لآراء
الفارابي الفلسفية، وفلسفة الأفق الإنساني عند أبي نصر الفارابي، وأشكال علم
الاجتماع لدى الفارابي.

الفصل التاسع من الموسوعة تحدث عن علم النفس عن الفارابي، حيث جمع الفارابي بين الفلسفة وعلم النفس، ويوضح الفصل موقف الفارابي من أهم القضايا المتعلقة بعلم النفس، ويقدم بعض التفسيرات الفارابية لهذه القضايا. وقد اشتمل الفصل على أربعة مباحث، من بينها، تعريف النفس وعلاقتها بالبدن عند الفارابي، وتصنيف النفس وقواها ووحدتها عند الفارابي. وفي المبحث
الثالث من هذا الفصل تحدث عن خلود النفس. أما المبحث الرابع جاء بعنوان “من
علائق النفس”

أما الفصل العاشر والأخير فقد تحدث عن القانون الطبيعي في فكر
الفارابي وتطور فكرة القانون الطبيعي في تاريخ الإنسانية على أيدي الفقهاء
والفلاسفة، عبر ثلاث مراحل هم: مرحلة الفلسفة، مرحلة ربط القانون الطبيعي بالدين،
مرحلة البعد الاجتماعى للقانون الطبيعي. وينقسم الفصل إلى مبحثين: المبحث الأول: مفهوم
فكرة القانون الطبيعي بوجه عام والثاني: القانون الطبيعي عند الفارابي: المظاهر والاتجاهات.

التعليقات