في ظل الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بكورونا: عــــودة نسبيـــــة للالتـــــزام بوضـــــع الكمـــامــــات في الفضــــــاءات العامــــــة بقسنــطينــــــــة


عادت مظاهر الالتزام النسبي بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا في الفضاءات العمومية بمدينة قسنطينة، رغم استمرار بعض المواطنين في الاستهتار في أماكن التجمع مثل المقاهي وساحات الجلوس، بينما تشهد مراكز التلقيح إقبالا كبيرا قبل الساعة الثامنة صباحا، ما أدى إلى تشكل طوابير.  
انطلقت جولتنا من وسط مدينة قسنطينة، حيث لاحظنا في الشوارع الرئيسية مثل عبان رمضان وشارع بلوزداد و باب الوادي أن أغلب المارة على الأرصفة يضعون الكمامات باستثناء قلة منهم، على وقع أخبار ارتفاع الإصابات على المستوى الوطني وعودة موجة قوية من الفيروس، كما ظهر المراهقون والشبان الذين يعرضون الكمامات وقارورات المعقم الكحولي للبيع بعد أن تضاءل عددهم كثيرا في الفترات السابقة، لكن التراخي ما زال مسجلا لدى الأشخاص الذين لاحظناهم متجمعين على حواف الأرصفة وفي المساحات العمومية.
ودخلنا إحدى المقاهي في وسط المدينة فوجدنا أن جميع المتواجدين فيها لا يضعون الكمامات، حيث كانوا يتجاذبون أطراف الحديث حول «عدم وجود كوفيد-19»، بينما دخل معهم وافد على المقهى يرتدي كمامة، في جدل بعد أن عارض رأيهم وسعى إلى إقناعهم أن الفيروس حقيقي، ليتدخل صاحب المقهى بعد ذلك ويطلب منهم وضع كماماتهم، مؤكدا أنه يتخوف من أن تفرض عليه عقوبات قانونية بسبب سلوكياتهم، كما طلب منهم خلق فسحة بينهم بما يراعي مسافة التباعد.
وأوضح لنا صاحب المقهى أنه يواجه صعوبة في إقناع جميع زبائنه بوضع الكمامات، خصوصا من يرفضون ويجادلون بشأن حقيقة وجود الفيروس، بينما أشار إلى أنه يضطر في بعض الأحيان إلى إجبار بعض الزبائن على المغادرة نتيجة عدم الالتزام بالوقاية.
و وجدنا وضعية مشابهة في مقهى ثان في وسط المدينة، حيث جلس العديد من الأشخاص دون أن يضعوا الكمامات، بينما كان آخرون يضعونها عند ذقونهم دون تغطية الأفواه والأنوف فضلا عن بعض ممن ينزعونها بمجرد الدخول، في حين التزمت قلة بها، مع أنه بدا صعبا احترام مسافة التباعد داخل المحل بسبب ضيق المساحة. وتحدثنا إلى صاحب مقهى آخر، في تجمع عمارات قريب من وسط المدينة، حيث أبدى تخوفه من العودة إلى إجراءات الغلق أو الاكتفاء بتقديم الطلبات المحمولة فقط، مؤكدا لنا أنه تكبد خسائر كبيرة خلال العام الماضي، فضلا عن أن الفترة التي سمح فيها بالنشاط الكلي لم تكن كافية بالنسبة إليه ليعوض على نفسه، بينما لمسنا نفس التخوف لدى أغلب التجار وأصحاب المحلات الذين تحدثنا إليهم.
غياب مسافة التباعد الاجتماعي في الطوابير
أما في الطوابير أمام مقر القباضة الرئيسية للبريد بوسط المدينة فقد تشكل طابور طويل من المواطنين لم تحترم فيه مسافة التباعد الاجتماعي، حيث كان الأشخاص يقفون فيه متقاربين، وهو نفس الأمر الذي لاحظناه عند مدخل السوق الشعبية المعروفة باسم رحبة الجمال، أين يتزاحم الباعة يوميا في أزقتها الضيقة، وقليل منهم فقط من يلتزمون بوضع الكمامات لحماية أنفسهم وغيرهم من العدوى. وتسجل نفس مظاهر عدم احترام مسافة التباعد الجسدي في الأسواق، على غرار سوق فيروندو، رغم أننا لاحظنا أن أغلب المتواجدين فيه ملتزمون بوضع الكمامات.
و وجدنا خلال جولتنا أن الكثير من التجار قد عادوا إلى وضع قارورات لتعقيم الأيدي بمداخل محلاتهم، حيث ذكر لنا صاحب محل أنه يضعها بعد أن صار متخوفا من عودة الإجراءات الصارمة مع المخالفين، إلا أنه أكد أنه لم يتخل قط عن استعمال الكمامة في المحل، خصوصا عند دخول زبائن، مشيرا إلى أنه يعاني من عدة أمراض مزمنة ولا يأمن على جسده الضعيف، مثلما وصفه، القدرة على مقاومة فيروس كورونا في حال الإصابة.
وشملت جولتنا أحياء أخرى من مدينة قسنطينة، على غرار نقطة الدوران المسماة برازيليا بحي الدقسي، أين لاحظنا عدم احترام لإجراءات الوقاية من طرف باعة السوق الفوضوي للخضر والفواكه بمحاذاة محلات الرئيس، من خلال غياب مسافة التباعد وعدم وضع الكثيرين للكمامات.
من جهة أخرى، لاحظنا عودة الالتزام بوضع الكمامة داخل محطة نقل المسافرين بالمنطقة الصناعية «بالما» ومحطة المسافرين الشرقية، لكن أصحاب سيارات الأجرة ما بين الولايات لم يتخلوا عن عادة التجمع في المحطة دون تباعد وبنزع الكمامات، التي أكدوا أنهم يرتدونها ويفرضونها على الركاب بمجرد الركوب، كما لاحظنا نفس الأمر على الحافلات، التي ينزع ركابها الأقنعة الواقية بمجرد نزولهم. أما حافلات النقل الحضري، فقد بدا أن أغلب ركابها يضعون الكمامات مثلما وقفنا عليه، باستثناء قلة قليلة وبعض السائقين الذين تحججوا بارتفاع درجات الحرارة التي تدفعهم إلى نزعها عند الوصول إلى المواقف.
طوابير طويلة على التلقيح
 في المصحات الجوارية
وسألنا المواطنين الذين التقينا بهم في جولتنا عن آرائهم في التلقيح، حيث أكد لنا بعض الأشخاص أنهم تلقوا اللقاح، بينما أبدى آخرون رغبة في ذلك، على عكس بعض من أبدوا تخوفا بسبب عدم حيازتهم لمعلومات كافية حول اللقاحات. وقد اتجهنا قبيل الساعة الثامنة صباحا إلى العيادة المتعددة الخدمات منتوري بحي البوسكي، فقابلنا طابور طويل يفوق عدد أفراده الخمسين، وكانوا ينتظرون المناداة على أسمائهم من أجل الدخول لتلقي اللقاح، بينما فضل آخرون العودة في اليوم الموالي في وقت أبكر. وذكر لنا أحد المنتظرين أنه وصل إلى المكان حوالي الساعة السابعة صباحا للظفر بدور في المراتب الأولى والاستفادة من اللقاح.
وتوجهنا إلى العيادة المتعددة الخدمات لحي التوت، فوجدنا وضعا مماثلا، مع طابور أكبر من سابقه وبعض المواطنين الذين أبدوا استياءهم من تسجيل أسماء خمسين منهم فقط، قبل أن يؤكد لنا أحد العاملين بالمصحة أن سيارة الإسعاف التابعة للعيادة لم تتوجه بعد من أجل جلب اللقاحات، ثمّ نصحَ أحدَ المواطنين بالتوجه إلى وحدة التلقيح ضد كوفيد في القاعة المتعددة الرياضات على مستوى الدقسي؛ أين وجدنا بها عددا معتبرا من الأشخاص، وخصوصا كبار السن في انتظار دورهم للتلقيح، وكانوا يتحدثون عن ضرورة الحصول على بطاقة التلقيح، على عكس العيادة المتعددة الخدمات بجبل الوحش، التي لاحظنا فيها عددا أقل من المواطنين الذين تقدموا إليها للحصول على الجرعة الأولى من اللقاح. وذكر لنا المشتغلون في الوحدات التي زرناها أن اللقاح الصيني «سينوفاك» هو ما يتم حقنه فيها في الوقت الحالي.
س.ح

تاريخ الخبر: 2021-07-26 15:29:20
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-24 00:26:00
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 68%

ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-24 00:26:08
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية