الممثل جلاب بن عبد الله للنصر

المسرح فتح لي باب التلفزيون
* نملك طاقات شبانية كبيرة في التمثيل تحتاج للمتابعة
دعا الممثل المسرحي و التلفزيوني جلاب بن عبد الله في حوار خص به النصر، إلى ضرورة وضع الثقة في المواهب الشابة التي تمتلك طاقات كبيرة وصفها ب»الرهيبة» في مجال التمثيل، و تحتاج فقط إلى الاهتمام و المتابعة، في حين يرى بأن الفن في بلادنا لا يزال يعاني نوعا من الركود، مقارنة بما بلغته بلدان عربية و شقيقة.  و بخصوص مسلسلي «باب الدشرة» و « أولاد الحلال» الذي تألق بأدائهما، قال الممثل أن نجاح أي عمل تلفزيوني، يعود إلى الكاستينغ بنسبة 50 بالمئة، كما تحدث في هذا الحوار، عن كيفية انتقاله من المسرح إلى التلفزيون .
حاورته / أسماء بوقرن

*  النصر: قضيت 35 سنة بين الخشبة و التلفزيون، من أين كانت انطلاقتك الفنية الحقيقية؟
ـ جلاب بن عبد الله : دخولي إلى مجال التمثيل كان سنة 1984، من خلال عملي مع فرق مسرحية حرة و جمعيات، و أول عمل مسرحي قدمته في مستهل مسيرتي، كان بعنوان «الصندوق المغلوق»  مع فرقة المجاهد، التي قامت في ما بعد بتأسيس جمعيتين، الأولى تعنى بمجال الغناء، و الثانية بالمسرح حملت تسمية «جمعية الكلمة» و شاركت معها بعدة أعمال مسرحية.
في سنة 2006 التحقت بمسرح بلعباس، و شاركت في عرض «الكولار»، بالتنسيق مع جمعية الورشة آنذاك، و أحمل بجعبتي عديد الأدوار في عروض مسرحية،  كعرض «مكسور الجناحين» و «الصرخة» و «الوعدة» و  «درب الفنانين» الذي كان في القمة.    
*  ما هي العروض التي ترى أنها الأنجح في مسيرتك الفنية؟
ـ كل المسرحيات التي قدمتها كانت ناجحة، و العديد منها حققت جوائز فردية و جماعية، سواء مع جمعية الكلمة أو مع مسرح بلعباس، حيث تحصلت على جائزة أحسن أداء رجالي في مسرحية «في انتظار غودو» سنة 2008 في المهرجان الوطني للمسرح المحترف،  و كذا مسرحية «فالصو» التي شاركنا بها في مهرجان دولي بمصر، و كنت مرشحا لنيل جائزة أحسن أداء، كذلك مسرحية «طرشاقة» التي حصلت فيها على جائزة أحسن عرض متكامل، و كنت القلب النابض للعمل، حيث أديت دور الشيخ الحكيم، و تعد هذه الجائزة أول جائزة من نوعها، يتحصل عليها المسرح الوطني.    
عرض «دلالي» فتح لي باب المشاركة في «باب الدشرة»  
* هل ساهم المسرح في انتقالك إلى التلفزيون؟
ـ المسرح مهد طريقي نحو التلفزيون، فانتقائي لمسلسل «باب الدشرة»، كان خلال مشاركتي في عرض «دلالي» للمسرح الجهوي بلعباس، و الذي تم تقديمه في عديد المسارح، في مقدمتها المسرح الوطني، فتلقيت اقتراحا للمشاركة في المسلسل التليفزيوني «باب الدشرة»، حيث حضر عرض «دلالي»كاتب سيناريو و مخرج المسلسل الذي كان يبحث عن شخصية مناسبة لأداء دور عمي صافي، فأعجبا بأدائي.
 و غالبا ما يحرص مخرجو الأعمال التلفزيونية و كذا منتجوها و مؤلفوها على حضور العروض المسرحية، للوقوف على أداء الممثلين، و اختيار الأنسب لشخصيات أعمالهم.  
*  مسلسل «باب الدشرة» من الأعمال التي نجحت و حققت التميز و تمكنت من الخروج من إطار الأعمال الدرامية الرائجة،  لتصور طبيعة العيش في المداشر و تقدمها بشكل مبهر، و قد أثنى الكثيرون على أدائك في ذات العمل، ما هي في رأيك العوامل التي أدت إلى نجاح العمل و كذا دورك به؟
سر نجاح دور عمي فرج  يعود للعمل ككل فالأداء الفردي لا يكفي وحده
ـ نجاح أي عمل تلفزيوني يعود بنسبة 50 بالمئة إلى الكاستينغ، ف»باب الدشرة» جمع ثلة من الفنانين كبيونة و فضيلة حشماوي و حبيب عيشوش و أحمد أحسن، و عمر تايري، و مونيا بن فغول و نوميديا لزول، و هذه أسماء بارزة في الساحة الفنية، و تتمتع بجمهور عريض، و في هذه الحالة العمل ينجح لا محالة.
* هل أنت مع الاحتكام إلى معيار الشهرة و عدد المتابعة على مواقع التواصل، في انتقاء الممثلين؟ و ما رأيك في الجيل الجديد من الفنانين؟
ـ حقيقة نملك طاقات شبانية رائعة في مجال التمثيل، و كانت لي الفرصة لحضور الربيع المسرحي الذي مكنني من اكتشاف ممثلين شباب في المستوى، كانوا من بين المشاركين في التظاهرة التي نجحوا من خلالها، رفقة الطاقم المشرف على تنظيمها.
اعتليت الخشبة منذ 37 سنة بمسرحية «الصندوق المغلوق»
 حقيقة كانوا في المستوى، من الناحية التنظيمية و كذا حرصهم البالغ على التقيد بالبرنامج و التوقيت، فالعلامة الكاملة للربيع المسرحي، أما بخصوص الاحتكام إلى معيار المتابعة على مواقع التواصل، فيتحمل عواقبه المنتج أو المخرج، لكن  يجب أن نضع الثقة في الشباب و نمنحهم فرص للعمل.
* اشتهرت بدور «عمي فرج» في مسلسل «أولاد الحلال» و أثرت على المشاهدين بعبارة « أيا حلو برد يا عطشان»، التي تم تداولها بشكل واسع في الفضاء الافتراضي، حدثنا عن سر هذا النجاح ؟
إن عديد المشاركين في العمل،  بالرغم من مسيرة البعض الطويلة، إلا أن نجمهم سطع  في هذا المسلسل، و السر يكمن في كون فريق العمل يؤمن بقدراته، و واثق بما يقدمه، كعبد القادر جريو و أحمد مداح و محمد خساني و مصطفى لعريبي و مليكة بلباي و سهيلة معلم، و العديد من الفنانين الذين عملوا كأسرة واحدة، لهذا حقق المسلسل نقلة نوعية ذكرتنا بأعمال جزائرية خالدة، ك»الحريق» أو «دار السبيطار» و غيره، كما أن قصة العمل تعكس حياتنا كجزائريين عبر مختلف ربوع الوطن.

عن العبارة التي اشتهرت بها، فعلا حققت لي الشهرة، فقد تفاجأت بمناداتي «أيا حلو برد يا عطشان» ، و لحد الآن لا يزال الدور يحدث صدى، و هو ما ألمسه من خلال احتكاكي بالمواطنين.   
* سبق و أن صرحت بأنك ضد إضافة أجزاء للأعمال الدرامية، ما هو السبب؟
ـ نعم أنا ضد فكرة إضافة أجزاء لمسلسل درامي، لأن غالبا ما تتأثر حيثيات القصة و الحبكة بهذا التقسيم، و عادة ما يخالف الجزء الثاني و الثالث توقعات المشاهدين، سواء من حيث تسلسل الأحداث أو جودة العمل، كما لا يحافظ الكثيرون على نفس مستوى الأداء، في الوقت الذي يطالب فريق العمل بأن يقدم الأفضل في الجزء الموالي، لكن الأمر يختلف في الكوميديا، فهي لا تتأثر بتقسيم العمل إلى أجزاء، و مثال على ذلك أذكر سلسلة « بوضو» للفنان محمد بن جديد رحمه الله، الذي شاركت معه في الجزئين الرابع و الخامس، فالسلسلات الكوميدية تحتكم إلى معايير معينة تختلف عن الدراما.
أنا ضد إضافة أجزاء للأعمال الدرامية 
* الفن الجزائري لا يزال يعاني نوعا من الركود، بالنظر إلى الأشواط التي قطعتها بلدان شقيقة و عربية، لماذا في رأيك ؟
ـ الفن سيتحسن اذا أدى كل واحد منا دوره على مستوى المنصب الذي يشغله، حينها سيتحسن الوضع لا محالة.
* لماذا يغيب الفنان الجزائري عن الأعمال العربية و لا يزال مقيدا بالحدود، بالرغم من براعة  الكثيرين و توفر عدد معتبر من المواهب، مقارنة ببلدان شقيقة تمكن فنانوها من اكتساح الدراما العربية؟
ـ السبب يعود إلى عدم اهتمام قطاع الثقافة بالأعمال التي نقدمها،  اذ يوجد ممثلون في القمة، غير أنهم غير معروفين، لأن أعمالهم لم تلق الاهتمام و المتابعة المطلوبين، سبق لي و أن خضت تجارب مع مخرجين عرب كمسلسل «عيسات إيدير» للمخرج الأردني كمال اللحام في 2009 بالعربية الفصحى، و شاركت مع مخرج سوري في مسلسل «رجال الفرقان» الذي قدم بالعربية الفصحى، و أسند إلي دور البطولة، رفقة ممثلين جزائريين أذكر منهم عبد النور شلوش و الشاعر بلقاسم زيطوط. في هذا العمل اعتقد الكثير من الممثلين الشباب، أنني سوري لكوني أتقن التحدث بالفصحى، فالاعتقاد السائد أن الممثلين الجزائريين لا يتقنوها.
خرج العديد من الفنانين مؤخرا عن صمتهم و عبروا عن تذمرهم من الوضع الذي يعيشه الفنان..
ـ الممثل في رحلة بحث عن عمل لضمان عيشه، لقد أصبحنا نبحث عن عمل واحد على الأقل في الموسم ، لتأمين حاجياتنا، و أتساءل هنا لماذا لا يتم توفير إنتاج على مدار العام؟ لو تم إنتاج ستة أعمال تلفزيونية مقسمة بين  مسلسلات درامية و سلسلات فكاهية في السنة،  لتمكن الفن من تحقيق الارتياح المادي للفنانين و  قدم الأفضل للجمهور، فالعمل دون انقطاع، يساهم في تطوير المهارات التمثيلية.
* ما هو جديدك؟
ـ هناك وعود، سواء في المسرح أو التلفزيون، غير أنها لم توثق بعد.
أ ب

تاريخ الخبر: 2021-07-27 12:28:18
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

بطلة برنامج “المواعدة العمياء” ممنوعة من مغادرة المغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 18:26:13
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

بطلة برنامج “المواعدة العمياء” ممنوعة من مغادرة المغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-19 18:26:17
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية