تسعى شركة "غيتير" (Getir) التركية ذات السنوات الست للتفوق على منافسيها من خلال توسُّع عالمي منقطع النظير. وأفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الشركة التركية ماضية بخطى ثابتة نحو تحقيق استراتيجيتها.

وتُعتبر "غيتير" وافدةً جديدةً نسبياً على مدن أوروبية كبرى، يتنافس فيها عديد من شركات التوصيل الفوري للطلبات، غير أن الشركة التركية تتميز من غيرها بشعار "توصيل البقالة في 10 دقائق".

وساعدت كثافة شبكة المخازن في النطاق الذي تغطيه خدمة توصيل "غيتير"، على الحفاظ على هذا الشعار.

وتتبع الشركة الوافدة حديثاً إلى دول أوروبية وتيرة مذهلة للتوسع، انتشرت من خلالها بشكل مدهش لتصل خلال هذا العام فقط إلى 6 دول أوروبية كبرى. وبحلول نهاية العام الحالي يُتوقع وجود "غيتير" -وتعني بالتركية "اجلبْ/أحضِرْ"- في ثلاث مدن أمريكية على الأقلّ، منها مدينة نيويورك.

ناظم سالور، أحد مؤسسي "غيتير" (Tamer Yilmaz)

ويقول ناظم سالور، أحد مؤسسي "غيتير": "لقد سرّعنا خططنا لنكون في مزيد من البلدان لأننا إن لم نفعل ذلك، سبقَنا إليه آخرون (...) إنه سباق مع الزمن".

وفي هذا الصدد يؤكد سالور أن شركته لا "تنظُر تحت قدميها" ولا تبتغي الربح السريع، بل ما يسعون له هو سرعة الانتشار.

ويقول أليكس فريدريك، المحلل المتخصص في قطاع تكنولوجيا الأغذية، إن "هذه الصناعة تبدو كأنها تمر بفترة من «البرق الخاطف»، وهو مصطلح صاغه ريد هوفمان، الذي شارك في تأسيس "باي بال" وابتكر موقع "لينكد إن"، لوصف شركة تتسابق لخدمة قاعدة عملاء عالمية قبل أي من منافسيها.

وصرَّح مايكل موريتز، من أوائل المستثمرين الرئيسيين في "غيتير"، الذي اشتهر بالرهانات المبكرة على شركتَي "غوغل" و"باي بال"، قائلاً: "لقد أمضت شركة "غيتير" ست سنوات بأكملها -وهي فترة طويلة في عالمنا اليوم- لحل مشكلاتها التشغيلية"، لتصل بعدها الشركة التركية إلى كفاءة عالية تُوفِي بشعار الشركة الحالي في توصيل البقالة إلى المنازل في غضون 10 دقائق فقط.

تنتشر مخازن "غيتير" بكثافة في مدن أوروبية كبرى (Suzie Howell/New York Times)

ويقول فيتو بارينيلو، مدير عديد من مخازن "غيتير" بمدينة لندن، إن تقليل ثوانٍ من التسليم يتطلب كفاءة عالية في المخازن، لا اندفاعاً وتسرُّعاً من الساعي/موظف التوصيل، وأضاف: "لا أريدهم حتى أن يشعروا بالضغط من أجل الجري في الشوارع". وأشار بارينيلو إلى أن متوسط ​​الوقت المُستغرَق لتعبئة الطلبات هو 103 ثوانٍ فقط.

وكان عام 2021 زاخراً بالنمو والريادة لشركة "غيتير"، إذ انطلقت فيه الشركة لأول مرة نحو العالمية بعد أن كانت تعمل داخل تركيا فقط. فبالإضافة إلى عدة مدن في إنجلترا، توسعت "غيتير" إلى أمستردام وباريس وبرلين. في بداية شهر يوليو/تموز الجاري نفّذت "غيتير" بأول عملية استحواذ لها، إذ أقدمت على شراء شركة "بلوك" (Blok)، وهي شركة إسبانية تعمل في مجال توصيل البقالة الفوري بإسبانيا وإيطاليا.

TRT عربي