الطلاب الوافدون بجمعية سفراء الهداية: الأزهر.. الأيقونة المصرية.. لنشر الفكر الوسطى المستنير


حوار- عامرنفادى

أكثر من ألف عام مرت على تشييد الأزهر الشريف، الذى يعد أهم الرموز الإسلامية فى مصر، ومن بين الأهم فى العالم، وأقدم أثر فاطمى فى البلاد.
وقد احتضنت أروقته ملايين الطلاب داخل مصر وخارجها، مقدمة للعالم الإسلامى علماء أجلاء ينشرون تعاليم الإسلام السمحة فى بقاع الأرض.
ويظل عطاء الأزهر ممتدا إلى يومنا هذا حيث يستقبل كل عام أكثر من ٤٠ ألف طالب وافد من شتى بلدان العالم، لتزويدهم بعلوم الأزهر، وزرع صحيح الدين فى نفوسهم حتى يعودا إلى بلادهم رسل هداية، وعلماء اصحاب فكر مستنير ينشرون صحيح الدين ويحاربون كل ما هو دخيل على الإسلام من غلو وتطرف، حتى تعود للإسلام ريادته وسيادته التى كان عليها من قبل، ويكون الأزهر قوة كبيرة تدفع نحو الحفاظ على قدسية الإسلام والدعوة له بشكل صحيح، ونشر المحبة والسلام والتعايش فى جميع أنحاء العالم.


اللواء الإسلامى حاورت عددا من الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف، والمقيمين بجمعية سفراء الهداية للتعرف على دور الأزهر التنويرى فى بلادهم، وأثره فى القارة الإفريقية.

يقول رفيق الوافي، طالب وافد من دولة الهند: للأزهر الشريف مكانة عالمية مرموقة فى دول العالم كافة شرقا وغربا، لعراقة تاريخه، ووسطية منهجه، وعظم مكانته فى الوجدان الإسلامي، واشتباكه الدائم مع القضايا المجتمعية والدولية بما يدعم السلام والأُخوة والعدالة، فهو أحد أهم ركائز قوة مصر الناعمة، محليا، ودوليا.


ومنذ اليوم الأول لتولى فضيلة الإمام الطيب مشيخة الأزهر الشريف، حرص فضيلته على اضطلاع الأزهر الشريف بدوره الرائد عالميا، بما يؤدى رسالته الوسطية فى أنحاء العالم على أتم وجه، فى ظل تحديات عظمى إقليمية، وعالمية.


فكان الآتي: ترأس فضيلته مجلس حكماء المسلمين بهدف توحيد جهود الأمة الإسلامية، لتعزيز قيم المواطنة، والعيش المشترك، ومواجهة التطرف، كما طور حفظه الله تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف من خلال إنشاء «مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين»، خدمة لـ 40 ألف طالب من 110 دولة، بالإضافة إلى إنشاء معاهد أزهرية فى دول قارة أفريقيا، وافتتاح المقر الإقليمى لاتحاد جامعات شمال إفريقيا بجامعة الأزهر، وعقد المؤتمرات العالمية الكبرى التى حظيت بحضور دولى رفيع من النخب الدينية والفكرية والسياسية والثقافية من مختلف دول العالم، لمناقشة أهم القضايا العالمية وطرح حلول لمشكلاتها، كما شارك فضيلته فى العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية، ووسع من حجم التواجد العالمى لـ«المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف» فى مصر والعالم، وغير ذلك من جهود فضيلة الإمام الأكبر فى نشر وسطية الإسلام، ومجابهة التطرف والإسلاموفوبيا.


تواصل حضاري
فيما قال رياض الدين بن رفيع الدين، طالب وافد من دولة الهند: إذا كانت مصر وضعتها الأقدار فى هذا الموقع الخطير على خريطة العالم، إلا أنها باتت مركز اتصال ثقافى وحضارى عريق بين القارات، لترسل أشعتها الثقافية والحضارية إلى كافة دول العالم، فإن الأزهر الشريف نهض فى مصر ليقوم بدور رائع للغاية وترك أثر بارز فى الفكر الإسلامى والإنساني، حيث يرسل دعاته وأفكاره فى كافة دول العالم من أجل نشر تعاليم الدين السليمة.
فقد تصدى الأزهر الشريف للعديد من الصراعات والأحداث منذ ألف سنة أو أكثر، وحرص جميع الخلفاء الفاطميين على الاهتمام بهذا المعهد الكبير لتزويد الكثير من الطلاب بالعلوم المختلفة، حيث شرعوا فى تزويد الأزهر بالعديد من الكتب وتخصيص موارد باهظة للغاية للإنفاق على طلابه الوافدين إليه لطلب العلم، كما كان الخليفة بنفسه يؤم الناس فى صلاتى عيد الفطر وعيد الأضحى.


حماية العالم الإسلامي
لافتا إلى أن أبرز ما يقوم به الأزهر الشريف، تغيير وتعديل بعد الخطط وفقا لاحتياجات الأفراد لمواكبة الحياة المتطورة، بحيث يقوم بنشر الدعوة بطرق سهلة ولينة حتى لا ينفرد الأفراد منها، وتجسد دور الأزهر فى عشرة قرون سابقة، فى حماية العالم الإسلامى أجمع من الانهيار أمام جحافل الصليبيين والتتار وكذلك تصدى أمام الطغاة وحكام العدوان من المستعمرين وتحديدا فى عهد الحملة الفرنسية.


وأشار رياض إلى أن الأزهر يعمل من قديم الأزل وحتى الآن على إعلاء منارة الإسلام والحفاظ على تراثه المجيد، حيث ظل الأزهر الشريف يؤدى رسالته على أكمل وجه عن طريق نشر الخدمات للعالم الإسلامى فى جميع العصور، مع إرسال أشعة العلم والعرفان فى أقطار العالم أجمع حتى أصبح مقصد طلاب العلوم العربية والثقافات الإسلامية فى مختلف الأمم والشعوب.


رباط وثيق
من جانبها قالت سعادة يوسف محمد، طالبة وافدة من نيجيريا، إن الإسلام والأزهر الشريف يربطان مصر بأنحاء العالم الإسلامى برباط وثيق هو رباط الإسلام القوي، والنيل المبارك يصل بين مصر وبين بلاد كثيرة افريقية، وكفى أن ندرك أن العقيدة تربط شعب مصر العظيم بأكثر من مائة مليون أفريقي، يبادلونهم مشاعر الإخاء والمحبة والتعاون.


لافتة إلى أن الأزهر يعتبر مركز إشعاع روحى ينهض لتأدية رسالته النبيلة فتفيد منه شعوب العالم الإسلامي، كما يغترف من علومه آلاف الطلاب الأسيويين والأفريقيين والأوربيين الذى يفدون إلى كليات الجامعة الأزهرية، بالإضافة إلى البعوث الكثيرة التى يبعثها إلى البلدان الشقيقة.


مركز إشعاع حضاري
وأضافت سعادة أن تاريخ الأزهر هو تاريخ الثقافة الإسلامية منذ القرن الرابع الهجرى إلى اليوم، وإذا كانت مصر قد وضعتها الأقدار فى هذا الموقع الخطير على خريطة العالم حيث تقع مركز اتصال بين القارات، ترسل من أشعتها الثقافية والحضارية إلى شتى أنحاء العالم شرقية وغربية، فإن الأزهر قد نهض فى هذا المكان ولا يزال يقوم بدور رائع عظيم الأثر فى الفكر الإسلامي، بل والفكر الإنساني، يرسل دعاته وأفكاره فى كل اتجاه ينشر العلم والمعرفة، وقد وقف الأزهر ألف سنة أو تزيد، يصارع الحوادث.


الأيقونة المصرية
وفى نفس السياق قالت ريسكاواتى سونرتو، طالبة وافدة من اندونيسيا، :يوصف الأزهر بـ «الأيقونة المصرية»، هذا وصف جميل، لكنه غير دقيق من حيث الكفاية بالنظر إلى الدور الأزهرى الذى تجاوز الحدود المصرية وامتد تأثيره عربيا وإسلاميا، وحتى عالميا، فرغم اقتصار التعليم فيه على النواحى الدينية فى البداية، لم يلبث أن تحول إلى قبلة للعلوم المختلفة، مثبتا عدم التعارض بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة جميعها، وهنا برزت النقطة الأقوى فى «التأثير الأزهري» وهى قدرته على استقطاب العقول الإسلامية بالدين والعلم معا، حاملا لواء الوسطية والاعتدال فى مرحلة مبكرة ومحافظا على هذا النهج حتى يومنا هذا.


تأثير جغرافي
وأشارت سونرتو إلى أن هذا التأثير العابر للجغرافيا، مضافا إليه الموقع المهم لأرض الكنانة والدور السياسى الذى لعبه الأزهر فى الحياة السياسية المصرية، وتحوله إلى عامل موحد، ثم دوره العظيم فى النهضة الفكرية فى العالمين العربى والإسلامى من خلال طلابه وخريجيه، ودوره فى تشكيل وحماية الهوية الثقافية العربية الإسلامية، كلها عوامل ومقومات تدفعنا إلى الدعوة لإعادة الحسابات، ومحاولة الاستفادة من الميزات الكثيرة التى لا تتوافر فى مؤسسة دينية أخرى، مطالبة بضرورة أن يكون للأزهر الشريف حضور واسع فى آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، ما يمنحه صفة المرجعية التى بتنا نفتقدها اليوم كمسلمين معتدلين، ومن شأنها أن تمنحنا قوة نحن بأمس الحاجة إليها فى ظل تنامى التيارات المتطرفة التى تشوه صورة الإسلام الحقيقى السمحة، وتؤجج حالة «الإسلاموفويبا» وتزيد من انتشارها فى العالم.

تاريخ الخبر: 2021-07-29 11:17:33
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-20 09:21:22
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20-4-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 09:20:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية