شيخ الأزهر الأسبق يوضح أسباب نزول سورة التوبة

قال الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، رحمه الله، إن الآية التي جاءت في سورة التوبة قوله تعالى:" لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة" ، هى بصدد الحديث عن مواقف المسلمين "المخلصين منهم والمنافقين" حينما أمروا بالخروج إلى تبوك في أطراف جزيرة العرب من جهة الشام، لرد الروم، الذين ترامت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنباء تجمعهم وزحفهم لمهاجمة المسلمين بالمدينة، وكان الوقت في عسرة وشدة، عسرة في الزاد لنفاذ مؤنتهم من التمر، وعسرة في الماء لتباعد ما بين العيون المائية في الصحراء المترامية الأطراف، وعسرة في الجو لشدة حر الصيف ورمال الصحراء، وعسرة في الظهر لقلة الحيوان الذي يركبون، في تلك العسرة العامة استنفر النبي المسلمين لرد غائلة الروم.

وأضاف في رده على سؤال ورد إليه في كتابه "الفتاوي.. دراسة لمشكلات المسلم المعاصر في حياته اليومية والعامة"، وأنه في جو هذه العسرة تثاقل بعض المخلصين من المهاجرين والأنصار بعض التثاقل، ولكن لم يمنعهم عن تلبية الدعوة بعد، والتمس بعض المنافقين من النبي بأعذار مكذوبة، أن يأذن لهم في التخلف فأذن لهم قبل أن يعرف واقع أمرهم، وأنهم في قرارة نفوسهم لا يحبون أن يخرجوا، وتأخر قوم عرفوا بشدة الإخلاص، دون أن يلتمسوا إذنا، ودون أن يعتذروا بشئ.

وأشار إلى أنه أمام هذه الأحوال التي انتظمت المسلمين كلهم "مخلصهم ومنافقهم" نزلت سورة التوبة فكشفت فيما يزيد عن نصفها كثيرًا من نوايا المنافقين وأكاذيبهم وسوء أهدافهم، وعاتبت الذين تثاقلوا بوجه عام "ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض"، وعاتبت النبي عليه السلام في مبادرته بالإذن لمن استأذنه في التخلف من المنافقين قبل أن يعرف واقع أمرهم "عفا الله عنك لك إذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين".

وتابع شلتوت: نظرًا إلى ما تدارك المتثاقلون من أمرهم فخرجوا  مع الرسول، ونظرًا إلى صدق المتخلفين بالله والرسول في الاعتراف بالحق وعدم الاعتذار بالأكاذيب، ونظرًا إلى أن إذن النبي لمن أذن لهم من الكاذبين كان عن اجتهاد لم يتأن فيه ولا في ظروفه، وكان غيره أوفق للمصلحة، ونظرًا إلى شدة العسرة وتعدد نواحيها في جو تلك الغزوة، ونظرًا إلى هذا كله عطف الله على نبيه ومن معه من المهاجرين والأنصار الذين علم طهارة نفوسهم وعلم صدقهم.

وأكد على أن توبة الله على نبيه ليس لمعصية ارتكبها، وإنما هى لاجتهاده في أمر لم ينزل عليه فيه وحي فأخطأ اجتهاده، فنبهه الله على الصواب وعفا عنه في خطئه، وقد عاتبه بنحو ذلك أو أشد في مسألة أسرى بدر وقبول الفداء عنهم، كما عاتبه على الإعراض عن ابن أم كلثوم، ولم يكن شئ مما عاتبه عليه بعصيان لأمر إلهى، أو مخالفة في تبليغ ما أمر بتبليغه، وهذا وذاك هما محل العصمة الواجبة للنبي، والتي لا يمكن أن يرتكب ما يخالفها، وعتاب الله لنبيه في مثل ما عاتبه عليه نوع من تربيته لرسوله، وتكميله إياه بأمثل ما ينبغي أن يسلكه من التأني والتريث في تفكيره واجتهاده.

تاريخ الخبر: 2021-07-29 14:23:00
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

نجاة 20 طفلاً مصرياً استنشقوا غاز كلور داخل نادٍ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 06:23:37
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 06:23:34
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

أمطار رعدية على 5 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-25 06:23:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

ما حقيقة نجاة امرأة سقطت من ارتفاع 15 ألف قدم؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 06:23:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية