هل يعقل ما حدث في مصلى العيد؟!!


هل يعقل ما حدث في مصلى العيد؟!!

بعد أن فرغ المصلون من صلاة العيد بدأت التهاني والقبلات بحذر من خلف الكمامات على جبين شيوخ القرية وخدود شبابها، صدمني مشهد صدود أكثر من شخص كانوا يتجنبون تبادل التهاني والقبلات، وسألت أحد الأخوان بعد أن غادرنا المصلى عن ذلك المشهد المؤلم، فقال إن بينهم خصومة تعود لسنوات وتلك الخصومة من زمن الآباء وعجز المخلصون في إصلاح ما بينهم من قطيعة.


أن تصد عن تهنئة أخيك وجارك وقريبك في يوم العيد وأنت للتو مستمع للخطبة، التي تحث على الصفح والعفو، فذلك أمر خارج عن المألوف بينما الأمر الطبيعي أنه مع كل عيد تعم الفرحة على الجميع، خاصة بين الأقارب، حيث يتبادل الجميع التهاني والزيارات ويسعد الأطفال بتلقي العيديات، وما شاهدت من قطيعة نتيجة خلافات الأمس بين الكبار ثم مع مرور الزمن انتقلت للأبناء أمر مؤسف، ومن هنا ينبثق سؤال رغم سهولته لم أجد له جوابا، وأنا على يقين بأن الكثير منكم يجهل الإجابة عنه بما في ذلك الفئة المستهدفة من هذا المقال، السؤال، هل للعيد طعم ونكهة، وهل للفرح والبهجة مكان في قلوب ووجدان الأقارب والأرحام والإخوة والأخوات المتخاصمين؟! من المفارقات في مثل هذه المواقف أن تجد أغلب أفراد تلك الأسر المتخاصمة يوزعون التهاني والقلوب والقبلات عبر القارات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكلف أحدهم أن (يعلق الجرس) ليبدأ رحلة الصفح والسلام والزيارة لأقرب الناس له ويتركوا عنهم (هياط) التواصل الأجوف!!

إن لم نعرف الإجابة عن كيف تكون مشاعر المتخاصمين من الأقارب فلا أعتقد أن هناك مَنْ يجهل السبب خلف وجود القطيعة، الذي قد يكون في بدايته عبارة عن خلاف بسيط تافه، وكان بالإمكان السيطرة عليه ولكن مع مرور الأيام عندما لم يجد ذلك الخصام شخصا حكيما من بين عوائل المتخاصمين أو المختلفين من حرص على وأد ذلك الخلاف في مهده كبر مع الأيام وتعمقت جذوره، وقد يكون في الأساس عبارة عن خبر منقول من قبل أناس يتلذذون في خلق المشاكل بين الأقارب نتيجة ترسبات نفسية قد بنيت على جينات حسد وفيروسات حقد أو تصفية حسابات، فكانت تلك الأخبار المنقولة، التي لم يتم التأكد من صحتها بمثابة الشرارة، التي أشعلت الفتنة فكانت القطيعة..

للأسف بعض الإخوة والأخوات لم يكتفوا بالقطيعة بينهم، فنجدهم عن طريق الحديث المستمر بسلبية أو المظلومية عن مواقف أقاربهم نتيجة الخلافات قد ساهموا في نقل الخصومة للأبناء، فانتقل شرار نيران القطيعة إلى ملعب الأبناء، فتكون النتيجة انتقال القطيعة إلى الأبناء فيرحل الآباء من هذه الدنيا ولم ترحل القطيعة، وكأننا في مضمار سباق التتابع!!

فلا نستغرب عندما تشاهد شبابا من عائلة واحدة على درجة من العلم والخلق، ولهم مكانة في المجتمع لكنهم قاطعو الصلة بأقاربهم وأرحامهم، وتستمر عجلة القطيعة في الدوران لتنتقل من جيل لآخر.

رسالة لكل مَنْ تخاصم مع أقاربه وأصبح قاطع رحم، أن يعلم حقيقة أن الحياة عبارة عن رحلة وكل محطة نتجاوزها لن نستطيع العودة إليها، فهل يستمتع كل قاطع رحم مع مَنْ يحب من أقاربه وأرحامه بها قبل الوصول لمحطة المغادرة؟

Saleh_hunaitem@
تاريخ الخبر: 2021-07-29 23:43:25
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 09:22:35
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

موعد مباراة الزمالك ودريمز الغانى بالكونفدرالية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 09:22:30
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

84% من القراء يطالبون بالتوسع في إنشاء مراكز تأهيل الشباب لسوق العمل

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 09:22:26
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 42%

الأمطار تزيد من خطر دخول المستشفى بسبب الربو بنسبة 11% السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-18 09:24:36
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

زلزال بقوة 6ر6 درجة يضرب غرب اليابان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-18 09:22:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية