قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة - : إن الله قد فتح لكم أبواب الرحمة بما شرع لكم من فعل الخيرات وترك المنكرات فلا يغلق أحد على نفسه باب الرحمة بمحاربة الله بالذنوب فقد قال تعالى : " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون "، واغتنم أيها العبد زمن العافية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ".

وأضاف : تفكروا في مدة الدنيا القصيرة وزينتها الحقيرة وتقلب أحوالها الكثيرة، تدركوا قدرها وتعلموا سرها فمن وثق بها فهو مغرور ومن ركن إليها فهو مثبور، فقصر مدة الدنيا بقصر عمر الإنسان فيها وعمر الفرد يبدأ بالساعات ويتبع الساعات أيام وبعد الأيام الشهور وبعد الشهور العام وبعد العام أعوام ثم ينقضي عمر الإنسان على التمام ولا يدري ما يجري بعد موته من الأمور العظام وهل عمر من بعدك أيها الإنسان عمر لك ؟ فعمر المخلوق لحظة في عمر الأجيال بل الدنيا كلها متاع، قال الله تعالى : " إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ".

وقال: أخبرنا ربنا جل وعلا عن قصر لبث الناس في قبورهم إلى بعثهم للحساب بأن هذه المدة الطويلة كساعة، قال تعالى : " ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم"، فما عمرك أيها الإنسان في هذه الساعة التي أخبرنا الله تعالى عنها أنها كمدة الدنيا عند قيام الساعة، فهذه الساعة التي هي كمدة الدنيا كقطرة من محيط الزمن السرمدي الأبدي فطوبى لمن عمل في عمره القصير الصالحات وهجر المحرمات وحذر اتباع الهوى وطرق الغي والضلالات ففاز في حياته بالخيرات وفاز بعد موته برضوان الله في نعيم الجنات.