مرة أخرى...جنرالات العسكر مصرون على جعل الجزائر وشعبها الشقيق الخاسر الأكبر من رفض مبادرة "الصلح" الملكية

 

أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

ما يزال موضوع المبادرة الملكية تجاه الجارة الجزائر لفتح الحدود وتجاوز الخلافات، الذي جاء في خطاب محمد السادس بمناسبة عيد العرش الأخير، يحظى بنقاش مختلف الفعاليات والهيئات الوطنية والدولية.

وفي هذا السياق، تفاعل "منتدى فار-ماروك" هو الأخرى مع الموضوع قائلا إن "الدعوة الملكية لم تلاق أي رد رسمي جزائري إلى اليوم، باستثناء الحملة المنحطة لإعلام النظام والأجهزة الأمنية الجزائرية التي تهدف لتبخيس الخطوة المغربية وترجمتها كأنها ضعف تجاه بلد يعاني ويلات الوباء، وتراجع أسعار النفط وأزمة اجتماعية واقتصادية خانقة لم يشهدها بلد عربي بحجم الجزائر وخيراتها".

وزاد المنتدى في صفحته على الفيسبوك: "يبدو أن نظام البلد الجار لم يفهم مضمون الرسائل الملكية المتضمنة في خطاب العرش، ولازال يتشبث بعقلية لم ولن تقدم أي جديد لا للجزائر وشعبها ولا للمنطقة المغاربية ولا للتاريخ".

وفي قراءته للمبادرة الملكية التي تم الإشادة بها دوليا وكذا قراءته للرفض الجزائري، قال المنتدى ذاته إن "المغرب لا يعتبر مشكل الصحراء والدعم الجزائري للانفصاليين عائقا أمام فتح حوار صريح وشجاع بين البلدين لتجاوز الخلافات، وبناء علاقات ترقى لمستوى الأخوة التي تجمع بين الشعبين ولتطلعاتهما بالرقي والازدهار، وهو ما لا يمكن أن يصل أقصاه بدون وضع أسس شراكة حقيقية ومعمقة بين البلدين. فالمغرب اليوم مثلا يعمل على مشروع ضخم لنقل الغاز نحو أوروبا مع نيجيريا، رغم أن هذه الأخيرة تدعم خيار الانفصال بالصحراء."

وأردف المنتدى المذكور في قراءته: "لم يتحدث الملك عن الصحراء بخطابه وهو دليل على أن هذا المشكل أصبح متجاوزا بفعل التطورات الأخيرة التي شهدها الملف، وحتى بمنطوق الاتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، فلا حل سيتم تطبيقه خارج خطة الحكم الذاتي المغربية، شاء من شاء وكره من كره. وبالتالي، فعوض التمادي في القيام بخطوات باءت سابقاتها بفشل ذريع ومس بالعمق صورة الجزائر ودبلوماسيتها ومكانتها القارية والإقليمية، فإن الدعوة الملكية للحوار لا يمكن إلا أن تكون مبادرة لحفظ ماء وجه الجزائر، وقبولها كان سيكون له وقع كبير على صورتها الإقليمية، عوض مقابلة مثل هذه المبادرات بالرفض في وقت تتناسل فيه التهديدات الأمنية بالمنطقة، حتى أصبحت الجزائر ينظر لها كبلد منبع للا-أمن وللا-استقرار بمنطقة الساحل والصحراء".

المنتدى ذاته أوضح قائلا: "عندما تحدث الملك على أن أمن الجزائر من أمن المغرب، فإن ذلك يحيل لعدم تقبل المغرب لأي محاولة لزعزعة استقرار الجزائر داخليا أو خارجيا. فإن كان الشعب يريد التغيير وهو حقه، فأي تغيير يجب أن يكون سلميا وحبذا لو كان من داخل المؤسسات. فانهيار مقومات الدولة بالجزائر سيخلق حالة من عدم الاستقرار ويرفع التهديدات الأمنية على حدود المملكة، ومثال ذلك ما يقع بالأردن بفعل الأزمة السورية".

وبرر منتدى فار-ماروك الرفض الجزائري في عدة نقاط منها أن "النظام الجزائري تعود على وجود الفزاعة المغربية ليعلق عليها فشله في الاستجابة لمطالب الشعب الجزائري، في محاولة لإيهامه بوجود عدو مغربي يسعى لزعزعة استقرار الجزائر، وضرورة التشبث بالنظام الحالي كضامن لأمنه". وزاد المنتدى أن "التصالح مع المغرب سيضع النظام في وضع حرج بعد عقود من غسل دماغ البسطاء من الشعب الجزائري، رغم وعيهم بأن ذلك لم ينجح يوما سوى عبر الصفحات والحسابات الوهمية بوسائط التواصل الاجتماعي".

"هناك خوف كبير لدى الطبقة الحاكمة بالجزائر من أن يسمح فتح الحدود باستيطان الشركات المغربية الكبرى فوق التراب الجزائري، وما قد يلي ذلك من تبعات سلبية على شركاتهم الخاصة، خاصة بالقطاع البنكي والاتصالات وغيرها، فالجزائر توجد سنوات ضوئية خلف المملكة بهذه المجالات. حتى أن سكان المناطق الغربية بالجزائر يستخدمون شركات الاتصالات المغربية في التواصل عوض الشركات الجزائرية"، يواصل المنتدى ذاته تبريراته.

منتدى فار-ماروك يعتقد في قراءته أن "الخاسر الأكبر من رفض المبادرة الملكية هي الجزائر والشعب الجزائري الشقيق. فالمملكة ماضية في سياساتها الإفريقية وتخلق قيمة مضافة حقيقية خارج حدودها، وأصبحت اليوم مصدرا للأمن والاستقرار والمخاطب الرئيسي والمفضل لقوى العالم بالمنطقة. كما أن أزمة كوفيد ساهمت حتى في خلق بعد جديد للمكانة القارية للمملكة عبر عمليات دعم الأشقاء الأفارقة في بداية الأزمة، وعملية تصنيع اللقاح لتصديره لهم وغيرها من المبادرات، في حين تواصل الجزائر تأكيد عزلتها القارية والدولية وانشغالها في قضايا لا تمت للواقع اليومي للمواطن الجزائري بصلة".

فبعد تنصيبه في منصب وزير الخارجية، يرى المنتدى نفسه أن "رمطان لعمامرة انشغل بمشكل ميليشياته المسلحة بتندوف، وتدخل بشكل فاشل في الأزمة المصرية الإثيوبية، ومبادرة موؤودة لطرد إسرائيل من الاتحاد الإفريقي، رغم أن لديها صفة مراقب فقط، عوض أن يتحرك بطائرته نحو عواصم الدول العظمى لتأمين اللقاح والعلاجات لمواطني الجزائري، الذين لم يجدوا حتى الأوكسجين لعلاجهم".

 

 

 

تاريخ الخبر: 2021-08-06 13:27:39
المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 65%
الأهمية: 81%

آخر الأخبار حول العالم

مطلوب أكثر من 485 ألف عامل لكندا في فقط 2024

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:05
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 89%

"بشروط" نهضة بركان يغادر مطار بومدين صوب الفندق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:25:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

وزير الفلاحة المالي يشيد بتقدم المغرب في تدبير المياه والسدود

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

"بشروط" نهضة بركان يغادر مطار بومدين صوب الفندق

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:25:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

أسرتا باهبري وباحمدين تتلقيان التعازي في فقيدتهما - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:23:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

المغرب وبلجيكا يوحدهما ماض وحاضر ومستقبل مشترك (مسؤول بلجيكي)

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-20 03:24:47
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية