الكاتب البيروفى: ماريو فرغاس يوسا

 

- تشاجرنا، يا دكتور. يقول ألمونو: لقد منعناه من دخول مانغاتشيريا.

- كان نموذجًا سيئًا، يا دكتور. يقول خوسيه: شخص سيئ، ألم تدر أنه سقط فى أدنى درجات الانحطاط؟ حتى إنه سجن لأنه لص.

- لكنكم كنتم فى السابق لا تفترقون، وكنتم ترهبون بيورا كلها معه. يقول الدكتور ثيباليو: المسألة أنه لم يكن مانغاتشيريًا، يا دكتور يقول ألمونو كان صديقًا سيئًا، يا دكتور:

- يجب الذهاب للتعاقد مع أب. تقول أنخيليكا ميرثيدس: من أجل القداس ولكى يأتى إلى السهر عليه والصلاة لأجله أيضًا.

ما أن سمعها ابنا ليون وليتوما حتى اكفهرت وجوههم، وتقطبت جباههم، وهروا رءوسهم موافقين.

- أب من آباء الساليسيانو، يا دونيا أنخيليكا. يقول ألمونو: هل تريدين منى أن أرافقك؟ هناك واحد لطيف، يلعب كرة القدم مع الصبية. إنه الأب دومينيكو.

- يعرف كرة القدم، لكنه لا يعرف الإسبانية. يدمدم اللفاع مبحوحًا. الأب دومينيكو: يا للحماقة.

ليكن كما تقول، أيها الأب، تقول أنخيليكا ميرثيدس: ليس هذا إلا لكى يكون المأتم كما يأمر الله. أرأيت؟ من نستطيع أن نستدعى إذن؟

ينهض الأب غارثيا ويسوى من وضعية القبعة، أيضًا الدكتور ثيباليو.

- سآتى أنا. يقوم الأب غارثيا بحركة تنم عن القلق. ألم تطلب تلك المسترجلة أن آتى أنا؟ إذن لماذا كل هذه الثرثرة؟

- صحيح، أيها الأب. تقول لاسيلباتيكا: السيدة تشونغا تفضل أن تحضر أنت.

يبتعد الأب غارثيا باتجاه الباب، منحنيًا ومكفهرًا، دون أن يرفع قدميه عن الأرض يخرج الدكتور ثيباليو محفظة نقوده.

- هذا ما كان ينقصنا يا دكتور. تقول أنخيليكا ميرثيدس: إنها دعوة منى للسرور الذى أدخلته إلى نفسى بإحضارك الأب.

- شكرًا يا صديقة. يقول الدكتور ثيباليو: لكننى أترك لك هذه من أجل المأتم إلى اللقاء ليلًا فأنا أيضًا سأحضر.

ترافق لاسيلباتيكا وأنخيليكا ميرثيدس الدكتور ثيباليو إلى الباب، تقبلان يد الأب غارثيا، يسير الأب غارثيا والدكتور ثيباليو آخذًا الواحد بذراع الآخر، تحت هواء أرضى وشمس ملتهبة بين حمير محملة بالحطب والجرار والكلاب الكثة الشعر، والصبية، حارق، حارق، حارق، بأصوات حادة لا تعرف الملل. الأب غارثيا لا يتبدل يجرجر قدميه بمشقة ويمضى ورأسه معلق فوق صدره، ساعلًا ومتنحنحًا وحين يسلكان شارعًا صغيرًا مستقيمًا تخرج للقائهما ضجة هائلة فيضطران لأن يسيرا بملاصقة جدار من القصب كى لا يصطدما بجمهور من الرجال والناس يواكب سيارة قديمة صوت منبه واهن غير متناغم يقطع الجو طول الوقت. ناس يخرجون من الأكواخ وينضمون إلى الحشد وتطلق بعض النسوة هتافات وترفع أخريات أصابعهن صلبانًا. ينتصب أمامهما صبى، دون أن ينظر إليهما، عيناه حيويتان ومذعورتان، مات عازف القيثار، ويشد الدكتور ثيباليو من كمه، كانوا قادمين فى السيارة، جاءوا به بقيثارة وكل شىء، وينطلق مثل الرمح، مومئًا: أخيرًا ينتهى مرور الحشد، يصل الأب غارثيا والدكتور ثيباليو إلى جادة سانتشث ثيرو بخطوات قصيرة جدًا ومنهكة.

- سأذهب فى طلبك، يقول الدكتور ثيباليو: سنأتى معًا إلى السهر على جثمانه. حاول أن تنام قرابة الثمانى ساعات، على الأقل.

- أعرف، أعرف. يدمدم الأب غارثيا: كف عن تقديم النصائح إلىَّ طول الوقت.

من رواية: البيت الأخضر

تاريخ الخبر: 2021-08-07 19:24:46
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية