عرض «نشوى» للشريف أحمد وعزيز بن علي ضمن مهرجان «باردو فاست»: الموسيقى صوت الحرية ...


و تنسى الاختلافات وتحضر فقط «النشوى» فايقاعات الموسيقى هي نشوى الروح والعقل هي نشوى للانسان ليتناسى واقعه ويرحل بعيدا جدا متجاوزا اجواز الفضاء متجولا بين سحر الطبيعة وعبقرية الاختراعات الموسيقية ونشوى هو عنوان العرض الموسيقي الذي قدمه الثنائي احمد الشريف وعزيز بن علي ضمن فعاليات مهرجان باردو فاست الذي تنظمه دار المسرحي بباردو.
لا حدود للموسيقى ولا حدود للتجديد والابداع وبين ثنائيتي التجديد والابداع يكون عرض «نشوى» مزج جميل بين الموسيقى الالكترونية والشعر العربي وبعض الاغاني بالدارجة التونسية، للشريف احمد صوت يخترق حدود السماء ويتجاوز أغوار القلب الانساني، صوته يتماهى مع نداءات الطبيعة فكانها الشلالات ترسم بالمياه موسيقاه او هو حفيف اوراق شجيرات عاشقة او صوت للريح تصنع سيموفنية العشق، الموسيقى تشبه انسياب المياه في الأنهار العظيمة تكون هادئة حينا وترتفع تدريجيا لتلامس اقصى مراحل الابداع ولرفيق الرحلة الابداعية طريقته الخاصة في لعب الموسيقى الالكترونية، يصنع موسيقاه كطفل صغير يصنع عالمه المميز من ألعابه الطفولية الجميلة.
ينطلق الحفل بالنشيد الوطني التونسي، طاولة صغيرة تتوسط الركح تزينت بالعلم المفدى، صوت درويش يخترق المكان، صوته مصحوبا بايقاعات هادئة وهو يقرئ من قصيد:
ما دلني أحد علي ...أنا الدليل
أنا الدليل إلي بين البحر والصحراء
من لغتي ..ولدت على طريق الهند
بين قبيلتين صغيرتين عليهما
قمر الديانات القديمة والسلام المستحيل
وعليهما أن تحفظ فلك الجوار الفارسي
وهاجس الروم الكبيرة
ليهبط الزمن الثقيل عن خيمة العربي أكثر
من أنا ......؟
هذا سؤال الآخرين ولا جواب له
أنا لغتي ..وأنا معلقة معلقتان ..عشر
هذه لغتي ..أنا لغتي
أنا ما قالت الكلمات ...كن جسدي
فكنت لنبرها ........جسدا
أنا ما قلت للكلمات ..كوني ملتقى جسدي مع ...
يصمت صوت درويش ليرتفع صوت الشريف احمد مرددا ترنيمة تشبه رقصات الدراويش ليغني كلمات القصيد بطريقة جدّ مبهرة، صوت يشد الاذن طبقات صوتية جميلة توغل في الجمال فيحمل سامعها للرحيل والتجوال في سحر الطبيعة المصدر الاول للموسيقى، يتماهى صوت الفنان وترنيماته مع الايقاعات الصادرة من الة الكلافيي والحاسوب.
تجديد في التعامل مع الانماط الموسيقية وطريقة تجسيدها وبحث في تاثيرات الموسيقى الالكترونية في مستمتعيها، تلك الايقاعات الصاخبة حينا والهادئة احيانا تنساب كما هتافات الثورات من حناجر الشباب فالموسيقى ومنذ الازل هي الصوت الداخلي للانسان وتعبر عن الذائقة المجتمعية وفترة تاريخية معينة، والموسيقى الالكترونية وليدة سياقات تاريخية واجتماعية في الماضي كانت تعبر الموسيقى الكلاسيكية على ذائقة واسلوب حياة الطبقة الاجتماعية المحافظة وبعد الحرب العالمية الثانية حلتّ مكانها الموسيقى الصاخبة المعبرة عن ثورات الشباب ومنها ولدت الموسيقى الالكترونية التي تستهوي الشباب عادة وتسحرهم لانها قريبة من افكارهم المتمردة وواقعهم الروتيني فليتجئون للموسيقى لصنع ثورتهم.
«نشوى» عرض يجمع موسيقات متعددة يحضر الشعر الغزلي بالفصحى، كلما غنى الفنان تنخفض حدة الموسيقى لتترك المجال لسحر الكلمة وبهائها، في «نشوى» يتجول الشريف احمد بين الاشعار قديمها وجديدها ليصنع فسيفساء كلامية ممتعة تتجول في جمال اللغة العربية وسحر شعرها، للمراة يغني ولسعاد يقول:
أنـا يا سعاد بـحـبل ودِّك واثـقٌ لم أنسَ ذِكرك بالصباح وفي الغلس
يا جـنـةً للـعاشـقين تـزخـرفت جــودي بوصــلٍ فالـمتـيم ما اأتـنس
أنـيـت،،قـالت كـــم تـإن.؟ أجبتها هـــذا أنـيـن مـفــارقٍ بالـموت حـس
قالـت أما يشفيك..؟ قلت لها اللقاء قــالـت أزيـدك بالوصال فقـلـت بس..!
فـتبسمت عجـباً وقالت لن ترَى وصــلـي فـذاك أمـرٌّ مـن أخذ النفس
قرأت سعاد بضد ما أقـرأ أنـا أقـرأ ألــم نـشرح فـتــقرأ لــي عبس
تتواصل المتعة الموسيقية، تصنع الاضاءة جمالية المكان تتجانس مع الموسيقى والايقاعت وكذلك الطريقة المميزة للغناء، في نشوى تتماهى عناصر الجمال وتجمع بين متعة الفرجة وبهاء الاستماع، تتجول الموسيقى بمتابعي العرض من عالم الى اخر، انماط متعددة هي تعبيرات مختلفة عن افكار الشباب وثوراتهم الذاتية، عرض يجمع بين سحر الشعر العربي والاغاني التونسية «اش جاب برّ الكاف لربع سليانة» ايقاعات عالمية وعرض يمكن ان يفهمه ويستمتع به ايّ متذوق للموسيقى.
في نشوى تكون الموسيقى الاكترونية سيدة العرض في رحابها تدور المتعة الحسية والجمابية، الموسيقى الالكترونية التي كتب فيها «الاحسن المُعالجة والتأليف بين الأصوات يظلّ هو المفتاح لتفرّد موسيقى دون غيرها. النسق الجمالي الخاص والقوة التعبيرية الفائقة ما يجعل مقطوعة تُثير الدهشة والعاطفة. الأصوات، سواءً كانت حية أو موّلدة بأجهزة وحواسيب، هي محض مواد وعناصر، تقع على من يمتلكها مهمة ومسؤولية تحويلها إلى عمل فنّي مؤثر فكرياً وجمالياً».

تاريخ الخبر: 2021-08-12 14:26:25
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية