طالبان تعود إلى كابول.. كيف عاد الزمن إلى الوراء 23 عامًا؟


كتب - محمد صفوت:

بعد الانسحاب الأمريكي في مايو الماضي؛ سيطرت حركة طالبان على أفغانستان في أقل من 3 أشهر، ومع دخول مقاتلو الحركة إلى العاصمة كابول وسيطرتهم على المرافق العامة بما فيهم القصر الرئاسي، ورفع علم الحركة عليه، سارعت الدول في عمليات الإجلاء خوفًا على رعاياهم.

على مدى عقدين من الزمان دربت القوات الأمريكية ومدت نظيرتها الأفغانية بالأسلحة والعتاد، لضمان عدم عودة طالبان إلى الحكم التي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية، رغم بدء مفاوضات معها لعقد اتفاق سلام.

النشأة

ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي (روسيا) من أفغانستان، وكان أكثر عناصرها من البشتون (مجموعة عرقية من جذور أفغانستان). واسمها يعني الطلاب في لغة الباشتو.

يعتقد أن ظهور الحركة جاء نتيجة للمعاهدة الدينية التي كانت تمول من السعودية لدعم الجماعات التي تتبنى نهجًا دينيًا محافظًا.

برز اسم "طالبان" في خريف 1994 وامتدت الحركة من باكستان إلى أفغانستان، وعدت الحركة وقتها بإحلال السلام والأمن وتطبيق الشريعة في حال وصولها إلى الحكم.

بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي وخروجه من أفغانستان في 15 فبراير عام 1989 بعد احتلال دام 10 سنوات، سقطت الجمهورية الديمقراطية الأفغانية في 1992، وعمت الفوضى في البلاد واقتتلت القوى الأفغانية ما مهد أكثر لبزوغ نجم طالبان، التي بدأت بسط سيطرتها على بعض المناطق في البلاد.

طبقت الحركة عقوبات صارمة في مناطق سيطرتها بأفغانستان وباكستان، وذلك قبل وصول طالبان إلى الحكم وإعلان الملا عمر مؤسس الحركة في 26 سبتمبر 1996، "الإمارة الأفغانية الإسلامية" التي أطاحت بحكم الرئيس برهان الدين رباني بعد سيطرتها على العاصمة كابول.

وفي 1998 استولت الحركة على معظم مساحة أفغانستان، وسط ترحيب شعبي بظهورها، وبوعودها بتطبيق الشريعة، وطبقت الحركة رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية ونفذت الإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل أو مرتكبي الزنا أو بتر أيدي من تثبت إدانته بالسرقة، وحظرت مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى وارتياد دور السينما، ورفضت ذهاب الفتيات من سن العاشرة إلى المدارس، وأرغمت النساء على ارتداء ثياب تغطي أجسادهن بالكامل.

استمرت أفغانستان التي سيطرت عليها طالبان تحت حكمها لمدة 6 سنوات وكان يحكم أفغانستان الزعيم الروحي لحركة طالبان الملا محمد عمر، اعترفت بطالبان حينما وصلت للسلطة في أفغانستان 3 حكومات فقط (باكستان، السعودية والإمارات)، وكانت باكستان آخر دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان.

ملاذ آمن للقاعدة

اعتبرت الحركة ملاذًا آمنًا لعناصر تنظيم القاعدة وتبنت عناصر الحركة الإرهابية وعلى رأسها زعيمها أسامة بن لادن، الذي اعتبر العقل المدبر للهجمات ورفضت تسليمه إلى واشنطن عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، ما جعلها ذريعة للغزو الأمريكي لأفغانستان.

أطاح الغزو الأمريكي، بطالبان من السلطة في أفغانستان، لكن لم يتم اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، الذي أخفت الحركة نبأ مقتله لعامين وأعلنته في أغسطس 2015.

مفاوضات السلام والانسحاب

رغم الحرب الأمريكية التي صرفت مئات المليارات من الدولارات على الحرب وتدريب القوات الأفغانية ومدها بمعدات حديثة لضمان عدم عودة طالبان.

أثبتت الحركة أنها قوة قتالية هائلة في أفغانستان وتهديد خطير لحكومتها، وهددت بزعزعة استقرار باكستان المجاورة، حيث تسيطر على مساحات في شمال غربي البلاد.

وفي مطلع 2012، أعلنت عن مفاوضات تمهيدية بين واشنطن وطالبان، وسرعان ما انهارت المفاوضات إثر بيان شديد اللهجة للحركة المسلحة، وفي 2013 أعلنت الحركة عن خطط لفتح مكتب سياسي في الدوحة ما اعتبر خطوة إيجابية لتقدم المفاوضات.

في منتصف 2018، انطلقت مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة، توقّفت مرارًا بسبب هجمات استهدفت القوات الأمريكية.

وبعد مفاوضات استمرت لنحو عامًا ونصف العام، وقعت الحكومة الأمريكية وطالبان، في العاصمة القطرية الدوحة في نهاية فبراير 2020، اتفاقًا تاريخيًا والذي ينص على انسحاب كامل بحلول منتصف 2021.

وعقب الاتفاق الذي هدف إلى فتح باب الحوار بين حكومة كابول وحركة طالبان لوضع حد للمعاناة في هذا البلد الفقير، وتسلم بايدن السلطة، أعلن عن بدأ الانسحاب من أفغانستان في مايو الماضي.

الصعود الثاني

مع الانسحاب الأمريكي في مايو الماضي، بدأت الحركة شن هجمات على مناطق حدودية في البلاد وسيطرت على المعابر الحدودية واحدًا تلو الأخر، بعضها دون مقاومة من القوات الأفغانية البالغ عددها نحو 300 ألف مقاتل.

وفي أقل من 3 أشهر سيطرت الحركة على معظم البلاد، ونجحت في دخول العاصمة كابول، وسط عمليات إجلاء واسعة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية، ودخل مقاتليها القصر الرئاسي دون مقاومة.

ورفعت طالبان علمها على مقر القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، بعد اقتحام القصر دون مقاومة من حراس الأمن بالقصر. وفرَّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، من العاصمة الأفغانية كابول بعد دخول حركة طالبان وسيطرتها على المرافق الحكومية في العاصمة.

بينما يستعد الملا عبد الغني بردار، زعيم طالبان، للوصول إلى أفغانستان، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأحد، بأن هناك أنباء عن تشكيل حكومة جديدة بقيادة طالبان في الساعات المقبلة.

تاريخ الخبر: 2021-08-15 23:29:18
المصدر: مصراوى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. الحكم على "ولد لفشوش" المتهم بقتل الشاب بدر بالاعدام 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-17 00:26:40
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

عاجل.. الحكم على "ولد لفشوش" المتهم بقتل الشاب بدر بالاعدام 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-17 00:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية