ومن مناقب اللبنانيين وشيمهم الرائدة، أنهم يبرعون في تشخيص مشاكل بلادهم، لكن أغلبيتهم (إلا ثلة قليلة) تتحاشى الحقائق حين تشرع في تشخيص الأوبئة، وسوء الأوضاع وتفشي الفساد والانهيارات المستمرة في الأمن والإنتاج والتصدير وتوليد الوظائف والعلاقات الاجتماعية والخارجية وحتى الولاء الوطني.
المؤسف أن الأمراض تتفشى في الوطن الشقيق، على الرغم من محاولات التعمية والتجاهل، ومهما حاولت مكائن الضرار الضجاجة تغطيتها بالتغيير الإجباري لاتجاهات الرأي وأفئدة النظار.
تشخيص أمراض لبنان بسيط جدا، لدى كل ذي لب، ولا يحتاج دعك جباه ولا حتى عصفا فكريا مبرحا.
أي ميليشيا مسلحة في أي مكان، تحت أي عنوان، من شيمها أن تنخرط في حرب أيديولوجية، ولا تهتم بأي قيم اجتماعية ولا بمسئوليات الدولة ولا باقتصاد المجتمع ولا أخلاقياته، تتمترس خلف عناوين خداعة، وتكثر الضجيج للتخدير والتعمية، فيما تنجز أهدافها الحقيقية في الغرف المظلمة. وتسعى للسيطرة على الدولة، ليس بهدف ازدهار الحياة ولا تنمية البلاد ولا سيادتها وكرامتها، وإنما لإرغام الناس وتوظيف الدولة في إنجاز المشروع.
ولدى حزب الله مشروع معلن، هو خطف لبنان، بمسيحييه وسنته ودروزه وليبرالييه ووطنييه وقومييه وملحديه ومدنه وشوارعه وحقوله، وإلحاقه في منظومة الولي الفقيه، وجعل لبنان مركز عمليات إيرانيا وتدمير علاقاته السياسية والاقتصادية والتجارية. وذريعة الحزب، إسرائيل، والمقاومة، لتعمية الرأي العام عن المشروع الحقيقي، لا مقاومة ولا ما يحزنون.
الغريب أن الرئيس ميشال عون اعترف بأن لبنان في الطريق إلى «جهنم». ويفترض أن الرئيس هو «المرشد» الأمين. لكن الأخطر أن الرئيس نفسه، بدلا من قيادة مواطنيه إلى طريق النجاة، يدعم جهود حزب الله لحشر اللبنانيين في طريق «جهنم» ما استطاع إلى ذلك سبيلا، حتى أن التحقيق في قضية واضحة وخطيرة، مثل انفجار ميناء بيروت، يتعثر، لأن سلطة حزب الله الأقوى من الدولة، تمنع أي تحرك يؤدي لفضح سيطرة الحزب وشبكات الفساد التي يديرها.
* وتر
يعيد السهاد أناشيد بيروت..
وشدو فيروز للعوالي..
.. والسفوح الخضر..
«ما في حدا»..!
@malanzi3