حث على ضرورة الابتعاد عن الخطاب الداعي إلى الكراهية والتفرقة: لزهاري يحذر من تحول منصات التواصل إلى أجهزة للتحقيق الأمني والقضائي


 
حذر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري أمس من تحول صفحات التواصل الاجتماعي إلى أجهزة تحقيق ولإصدار الأحكام القضائية، داعيا إلى ترك هذه المهام إلى الجهات المخولة، وتجنب المناشير التي تبث الكراهية وتمس بسمعة منطقة بأكملها.
انتقد الأستاذ بوزيد لزهاري في تصريح خص به «النصر» ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي بخصوص الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية تيزي وزو، بعد أن تحولت عديد الصفحات إلى أجهزة للتحقيق الأمني، وهيئات لإصدار الأحكام القضائية، مذكرا بأن هذه المهام تعود إلى مصالح الأمن والضبطية القضائية، وكذا العدالة، التي تقوم بنشر المعلومات الصحيحة والموثوقة في حينها، دون تشهير وبطريقة محترفة.
ونبه رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى أن إصدار معلومات خارج إطارها المؤسساتي يعتبر انتحالا للصفة، منتقدا بشدة ما قامت به عديد الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تتوقف عن تناول الجريمة التي راح ضحيتها أحد الشباب المتطوعين بولاية تيزي وزو، مع إعادة تركيب فصول الجريمة.
وجدد الأستاذ بوزيد لزهاري التنبيه إلى أن الأجهزة الأمنية هي الجهة الوحيدة المخولة بإجراء التحقيقات بخصوص حيثيات القضية، في حين أن إصدار الأحكام العقابية تعود إلى الجهات القضائية، وما عدا ذلك يعتبر في نظر القانون انتحالا للصفة.
كما نهى المصدر عن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لبث الكراهية والمساس بسمعة سكان منطقة بأكملها، مؤكدا بأن الانسياق وراء هذه الممارسات يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، الذي ينبذ كل ما من شأنه المساهمة في التفرقة ما بين الجزائريين، وتفكيك اللحمة الوطنية.
ودعا رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المقابل للتصدي بقوة للمواقع التي تسعى إلى تفكيك وحدة المجتمع الجزائري، وزرع بذور التفرقة، من خلال علاقاتها مع الخارج، عبر القدح تارة في سمعة الجيش الوطني الشعبي، وتشويه صورة البلاد تارة أخرى، بهدف غرس بذور الشك والتفرقة.
ودعا المتحدث إلى السماع لأصوات الحكمة، التي تدعو إلى التماسك والتآزر، وعدم الانسياق وراء الأطراف المعروفة بتصريحاتها المعادية للوطن، مشيدا بذات السياق بأفراد الجيش الوطني الشعبي الذين ساهموا في مواجهة موجة الحرائق، وماتوا من أجل إنقاذ حياة سكان المناطق المتضررة من الكارثة، مما يعكس قمة اللحمة الوطنية.
كما أشاد الأستاذ لزهاري بهبة الشعب الجزائري لدعم سكان منطقة القبائل، وباقي الولايات المتضررة من كارثة الحرائق، قائلا إنه خلال الأزمات تظهر قوة الأمم، وأن الجزائر اجتمعت كلها لترفع الغبن عن المواطنين الذين مستهم الكارثة، خاصة قرى بجاية وتيزي وزو.
 ويرى المصدر بأن التجربة الطويلة التي يتمتع بها الشعب الجزائري في مجال مواجهة الأزمات والكوارث، والتضحيات التي قدمها على مر التاريخ مكنته من أن يفتح أعينه على المؤامرة الكبرى وإحباطها، رغم كل المحاولات لزرع البلبلة والتفرقة بين الجزائريين.
ورفض الأستاذ بوزيد لزهاري بشدة استغلال الجريمة التي راح ضحيتها الشاب المنحدر من ولاية عين الدفلى، لقطع الصلة بين أبناء الوطن الواحد، وتشويه صورة منطقة القبائل، على أنها مأوى للمجرمين، لأن التاريخ يثبت عكس ذلك، فهي منطقة رائدة في الجهاد وقدمت قوافل من الشهداء في سبيل استقلال الوطن.
وحث المتدخل على أهمية استمرار حملات التضامن مع المتضررين من الحرائق، وهي ممارسات تدخل ضمن الثقافة الأصيلة للشعب الجزائري، الذي يقف وقفة رجل واحد في الأزمات والمحن، مشيدا أيضا بالصور البطولية التي رسمها شباب في عمر الزهور وهم يقودون العمل التطوعي والقوافل التضامنية لتجاوز هذه المحنة. 
    لطيفة بلحاج

تاريخ الخبر: 2021-08-16 15:26:58
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 00:27:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

الدفاع المدني في غزة يكشف تفاصيل "مرعبة" عن المقابر الجماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-26 00:27:08
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية