يمثل ألماني في الحادية والخمسين من العمر اعتباراً من الخميس أمام القضاء في بلده لقتله خمسة أشخاص بينهم طفل، وجرح 14 آخرين خلال اندفاعه بسيارته إلى منطقة للمشاة قبيل عيد الميلاد وهو في حالة سكر ويعاني من اضطرابات نفسية.

ولزم بيرند فايمان الصمت في افتتاح جلسة المحاكمة بتهمة قتل خمسة أشخاص والشروع في 18 جريمة قتل أخرى والتسبب في 14 إصابة خطرة.

وفرضت إجراءات أمنية مشددة لهذه المحاكمة التي ستستمر حتى يناير/كانون الثاني على الأقل وتشمل الحادثة التي وقعت في الأول من ديسمبر/كانون الأول وبثت الخوف في مدينة ترير الواقعة في جنوب غرب البلاد.

ويفترض أن يحدد قضاة محكمة هذه المدينة بالقرب من لوكسمبورغ ما إذا كان المتهم بيرند فايمان مسؤولاً جزئياً عن أفعاله أم لا بسبب اضطرابات نفسية مثبتة.

فقد أثبت الخبراء المكلفون من قبل القضاء أن المتهم الذي جرى تقديم معلومات قليلة عنه حتى الآن، يعاني مشاكل نفسية.

واستبعد المحققون حينذاك وجود أي دافع سياسي أو إرهابي أو ديني لكن من دون أن يتمكنوا من تحديد دوافع فعلته بدقة.

لم يدل المتهم إلا بإفادات موجزة ومتناقضة أثناء استجوابه وأشار إلى أنه لم يعد يتذكر تفاصيل محددة. وبدت أقواله بعيدة عن الواقع فيما يتعلق بالأحداث التي قال إنها حدثت في حياته.

وبعيد ظهر الأول من ديسمبر/كانون الأول، كان الرجل يقود سيارته و"دهس عمداً وبشكل عشوائي مارة" في منطقة مخصصة للمشاة، حسب الشرطة.

قطعت السيارة بين 600 متر وكيلومتر واحد بسرعة وصدمت كل شيء في طريقها وتسببت في حالة من الذعر في فترة ما قبل عيد الميلاد.

وقال المدعي العام إيريك ساميل إن فايمان تعمد "قتل أو إصابة العديد من الأشخاص".

وكان الرجل محبطاً من وضعه الشخصي ومدمن كحول عند وقوع الحادث. ولم يكن لديه عنوان ثابت ويعيش في سيارته.

وقالت النيابة العامة إنه شعر بأنه كان يُعامل بطريقة غير عادلة ونما لديه شعور "بالكراهية ضد الناس".

- مسار جنوني -

في نهاية مساره الجنوني، نزل من سيارته قبل توقيفه.

وذكرت النيابة أن بين الضحايا رضيعاً يبلغ من العمر تسعة أسابيع ووالده البالغ من العمر 45 عاماً.

وأصيبت الأم وطفل آخر يبلغ من العمر سنة ونصف سنة بجروح خطرة.

وبين القتلى أيضاً امرأة في الثالثة والسبعين وراكبة دراجة تبلغ من العمر 52 عاماً وطالبة في الخامسة والعشرين.

وقال متحدث باسم الشرطة بعد الحادث مباشرة "إنه مشهد رعب!" بينما يعاني العديد من الجرحى الآن من مشاكل نفسية.

وقالت النيابة في افتتاح الجلسة إن اثنين من هؤلاء ما زالا يخضعان للعلاج.

وشهدت ألمانيا العديد من عمليات الدهس في السنوات الأخيرة من قبل أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية.

ووقع أخطر هذه الحوادث في أبريل/نيسان 2018 في مونستر عندما اندفع رجل بسيارته على مجموعة من الأشخاص تجمعوا على شرفة أمام مطعم ما أسفر عن مقتل خمسة منهم قبل أن يقتل نفسه برصاصة.

في ديسمبر/كانون الأول 2016، أسفر هجوم بشاحنة تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، عن مقتل 12 شخصاً في سوق لعيد الميلاد في برلين.

وشهدت ألمانيا أيضاً في السنوات الأخيرة أعمالاً إرهابية لليمين المتطرف.

TRT عربي - وكالات