أكد الخبراء العسكريون و الأمنيون أن مشهد يعكس مدى احترافية قيادتنا السياسية و قواتنا المسلحة فى العمل داخل مناطق خطرة وظروف صعبة فى الوقت الذى تعانى جاليات دول أجنبية كبرى من صعوبة نقل رعاياها وسط فوضى عارمة فى المشهد الأفغانى فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الأسبوع الماضي نصًا «أن لا يمكنه ضمان مرور آمن للأمريكيين إلى مطار كابول، على الرغم من وجود عدة آلاف من قواتها على الأرض الآن».
وحذرت السفارة الأمريكية في أفغانستان مواطنيها من التوجه إلى المطار بسبب التهديدات الأمنية خارج البوابات.
وأكد اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن قدرة قواتنا المسلحة على إجلاء الجالية المصرية من العاصمة كابول فى تلك الظروف ومن منطقة خطرة تخشى دول كبرى إرسال طائراتها إليها يؤكد على مدى احترافية وجاهزية قواتنا المسلحة و أجهزتنا الاستخباراتية للوصول بشكل آمن الى المناطق الخطرة وتنفيذ عملية إجلاء على أعلى مستوى من الاحترافية، خاصة ونحن نرى مشهد الفوضى داخل المطار والمنافذ الجوية و البرية واستغاثات أبناء الجاليات الأوروبية الذين لايزالون يطالبون حكوماتهم بإرسال طائرات لإجلائهم سريعا من هناك .
وحول عواقب استيلاء طالبان على الحكم و التخوف من احتمالية عودة و ازدهار الجماعات الإرهابية مرة أخرى في أفغانستان وتأثير ذلك على مصر والمنطقة قال الحلبي إن سياسة مصر الاستراتيجية نحو الدول هى المحافظة على الدولة القومية ومؤسساتها الوطنية وجيشها الوطنى.
وأشار الى أن إسقاط دولة لصالح جماعة ليس فى صالح الأمن المصرى والعالمى لذلك مصر تعمل على دعم وتقوية الجيوش الوطنية والتحذير من التدخل الخارجى .
وأوضح أن الجانب الأمريكى أعلن أنه سينسحب من أفغانستان منذ فترة لكن الخطأ الاستراتيجى الأمريكى هو قيامها بانسحاب سريع و مفاجئ والولايات المتحدة كانت تعتقد أن الجيش الأفغانى سيكون قادرا على السيطرة عقب انسحابها وهو تقدير خاطئ وجاء فى صالح جماعة ذات فكرمتطرف.
وأضاف أن الهدف الرئيسي لطالبان حاليا هو تقوية وجودها فى الداخل ولن تفكر حاليا فى نقل الإرهاب الى دول أخرى فى الوقت الحالى للسيطرة داخليا وعدم فتح جبهات مع المجتمع الدولى.
وأوضح أن طالبان حاليا فى مرحلة مهادنة واستكانة وأن مشهد التسعينيات وقضية العائدين من أفغانستان صعب أن يتكرر حاليًا خاصة أن مصر أصبحت حذرة جدا ومتيقظة وحققت نجاحات كبيرة فى القضاء على الإرهاب.
من ناحيته يقول اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولى إن تنفيذ عملية إجلاء أكثر من 40 مصريًا فى كابول هى مهمة أمنية صعبة للغاية تتطلب الكثير من التخطيط و الدقة وقد شاهدنا الأسبوع الماضي في مطار كابول صور الذعر واليأس، حيث سلمت الأمهات أطفالهن لجنود أجانب فوق جدران من الأسلاك الشائكة وتعلق المدنيون الأفغان بالطائرات أثناء إقلاعها في محاولات يائسة للفرار من بلدهم منذ سيطرة طالبان عليها، كما سمعنا تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الأسبوع الماضي وذكرت نصا «إن الجيش الأمريكي لا يمكنه ضمان مرور آمن للأمريكيين إلى مطار كابول، على الرغم من وجود عدة آلاف من القوات على الأرض الآن».
