شبهات وردود lالمستشرقون وإنكار الرسالة المحمدية


حسين الطيب

من المستشرقين من يشككون كعادتهم فى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وينكرون الرسالة المحمدية ببعض الحجج الواهية.
يرد على هذه الأقوال د. عبدالرازق عفيفى من خلال كتابه «شبهات حول السنّة» الصادر عن وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف السعودية.. فيقول:
منذ خلق الله الأرض وما عليها، وتكذيب الرسل سمة من سمات أهل الكفر والباطل، وموقفهم واحد، وهو الكفر والتكذيب، ووسيلتهم لذلك هو وصف النبى بالسحر أو الجنون أو الكذب، ونحو ذلك، وفى هذا يقول الله تعالى: «كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» (الذاريات: ٥٢).


وهم يظهرون هذا الموقف من الأنبياء بدافع من الهوى، كما قال تعالى: «لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ» (المائدة: ٧٠).


ولا يؤثر فى موقفهم ذلك وضوح الدليل الذى يجريه الله على يد النبى، أو عدد الأنبياء، بل هو موقف واحد متكرر فى جميع الحالات، قال تعالى: «وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَىْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ» (الأنعام: ١١١).


بل إن الله تعالى أرسل إلى قرية واحدة ثلاثة من الرسل، ومع ذلك كذبوا وردوا آيات الله، قال تعالى: «وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ» (يس: ١٣-١٥).


ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يكن بدعاً من الرسل، فقد أصابه ما أصاب من قبله من أعداء الله من التكذيب، والطعن فيه وفى رسالته وفى شخصه، قال تعالى: «فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ» (آل عمران: ١٨٤).
وقد تملأ أعداء الإسلام قديماً وحديثاً، بدءاً بأبى جهل وأُبى بن خلف، وأبى لهب، والوليد بن المغيرة، وأمثالهم من مشركى مكة، وسيستمر ذلك إلى الدجال الأكبر وما بعده من أهل الضلالة.


فمادام هناك أعداء فلابد أن يطعنوا فى القرآن، وفيمن جاء به، ويزخرفوا ذلك بالقول الحسن المزوق، حتى يروج على الجهلة.
وقد ذكر الله تعالى كما سنبين دعاوى أعداء الرسل وطعنهم، وما افتروه على كلامه ورسله، وتولى تبارك وتعالى الرد عليهم، وإن كان الرد والبيان، وإقامة الحجة لا يغنى عمن هو صال النار، ولا ينفع فيمن تحكم فيه هواه، وإنقاذ لوساوس نفسه، ودواعى شهواته وشيطانه، وإنما فى ذلك جهادهم بالكلمة، وإظهار لدين الله، حتى لا يلبسوا على غر وجاهل لاتبين مواقع الضلالة والباطل فى كلامهم.
وقد ركز أولئك المستشرقون على قضية واحدة دارت حولها كل افتراءاتهم وكلامهم، وهى إنكار نبوة النبى صلى الله عليه وسلم، فوجهوا فى خدمة هذا الإنكار كل طاقاتهم، وسهومهم، فمرة يصفون النبى صلى الله عليه وسلم بالهوس، ومرة يصفونه بالعبقرية، ومرة يصفونه بالسرقات العلمية من اليهود والنصارى، ومرة يزعمون أنه مصلح عظيم.


وقد استفززوا جوارحهم حول موضوع القرآن الكريم من أين مصدره، فأخذوا يتخبطون فى بيان ذلك، فلم يتركوا مقالة يمكن أن تُقال فى ذلك إلا قالوها، فزعموا أنه أساطير الأولين من الوثنيين وغيرهم، وزعموا أنه خيال نفسى قوى يصيب النبى صلى الله عليه وسلم، وزعموا أنه مقتبس من التوراة والإنجيل، وغيرها من المزاعم التى لا تستند إلى دليل.

تاريخ الخبر: 2021-08-26 14:17:48
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-25 03:23:44
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية