أنيش رأى النور في 11 أيلول/سبتمبر... فأنقذ عمه بولادته المبكرة


إعلان

نيويورك (أ ف ب)

ليس أنيش شريفاستافا شاباً يشبه كالآخرين، إذ هو في نظر والده رسالة أمل، لأن خروجه إلى الدنيا في 11 أيلول/سبتمبر قد يكون أنقذ عمه الذي كان يعمل في مركز التجارة العالمي يوم تعرّض البرجان النيويوركيان لاعتداء أدى إلى انهيارهما بمن فيهما.

في العاشرة والدقيقة من صباح ذاك الثلاثاء من العام 2001، وضعت جايا شريفاستافا مولودها في برينستون (نيوجيرزي). في نيويورك، كان البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي قد سقط، فيما كان البرج الشمالي على وشك الانهيار في الساعة 10,28.

وتتذكر قائلة "كانوا أطفأوا جهاز التلفاز في غرفتي، لذا لم أكن أدري بما يحصل".

أما في غرفة الانتظار، فكانت عيون الوالد أشيش وشقيقه شاخصة على الشاشة الصغيرة، وكان الثاني يرى البرج الذي يقع فيه مكتبه وهو يسقط.

كان شقيق أشيش قرر في اللحظة الأخيرة إلغاء اجتماع كان مقرراً أن يعقده صباح ذلك اليوم، لكي يأتي لرؤية ابن أخيه من كثب.

ويروي والد أنيش أن اللحظة كانت سريالية، امتزج فيها "الخوف المستمر" و "الاحتفال".

ويقول الشاب لعمه اليوم "القدر يجمعنا". وتوضح والدة أنيش أن ولادته لم لتكن متوقعة قبل الحادي والعشرين أو الثاني والعشرين من الشهر، لكنها ترى أن رؤيته النور في 11 ايلول/سبتمبر بالذات "كان لها سبب".

وشهد اليوم نفسه ولادة نحو 13 ألف طفل في الولايات المتحدة.

- "بارقة أمل"-

كان أنيش لا يزال صبياً صغيراً جداً عندما أدرك بعد بضع سنوات أن حدثاً آخر مهماً غير ولادته حصل في ذلك اليوم.

فاستباقاً لدخوله المدرسة، قرر والداه أن يخبراه باختصار قصة الاعتداءات، قبل أن يسمعها من غيرهما.

ويرى أشيش أن إخبار نجله عن المأساة كان مهماً، ولكن كان ينبغي كذلك إطلاعه على "الجانب الإيجابي الذي نشأ عنها"، أي على الزخم التضامني الذي ولّدته والمتطوعين الذين هبّوا للمساعدة والوحدة التي تجلّت، :"بحيث لا ينجر إلى الجانب السلبية فحسب".

ولا يحتفل أنيش بعيد ميلاده في 11 أيلول/سبتمبر. ويقول الشاب ذو اللحية الناشئة الذي يهوى المطالعة وألعاب الفيديو: "عادة ننتظر بضعة أيام".

في اليوم نفسه، قبل فيروس كورونا ، كان غالباً ما يشارك في مبادرات منظمة "ماي غود ديد" الإنسانية التي تنظم وتشجع الأعمال التطوعية في 11 أيلول/سبتمبر.

ويشرح أنه حاول "رد الجميل للمجتمع" لكي يبيّن أن "في الإمكان إعادة بناء شيء ما، شيء أفضل".

كان لتاريخ ميلاد أنيش دور أساسي في تكوين شخصيته، على ما يلاحظ هو نفسه.وهو ربما نضج اسرع، تماماً كمواليد 11 ايلول/سبتمبر الآخرين الذين التقاهم من خلال "ماي غود ديد".

ويرى والده أن لدى هؤلاء "طريقة مختلفة قليلاً عن الآخرين في رؤية الحياة"، ويعتبر أنهم "أضفوا بصيص أمل على هذا المجتمع".

أما شقيقته آنيكا البالغة 14 عاماً، فتقول عنه إنه "يرى دائماً الجانب المشرق من الأمور".

وتتذكر أنها لم تعرف ما يجب أن تقول عندما اكتشفت ما هو 11 أيلول/سبتمبر. وتضيف "لقد شرح لي نظرته، وهذام ما غيّر كل شيء بالنسبة لي".

وتتابع قائلة "لقد بيّن لي أخي مرات عدة أن ثمة خيراً لدى الناس وأن المطلوب دائماً التطلع إلى المستقبل بدلاً من التحسر على الماضي".

ويقرّ أنيش بأن تاريخ ميلاده "ترك أثراً" على نفسيته، وعلى "ما يجب أن يكون" دوره. فالشاب ذو الصوت الرقيق يشعر بأن لديه "مهمة".

فطالب الهندسة الذي يبلغ قريباً سنته الجامعية الثالثة، يعتزم "المساعدة" بطريقة أو بأخرى، حتى لو لم ينشئ بالضرورة بنك غذاء خاصاً به، على ما يقول مبتسماً.

ومع أن جامعات عدة في الولايات المتحدة قبلت طلب انتساب أنيش إليها، اختار الدراسة في ولاية نيويورك، في منطقة تروي، على بعد ثلاث ساعات إلى الشمال من المدينة.

أنيش شريفاستافا (إلى اليسار) مع شقيقته آنيكا ووالدته جايا ووالده أشيش كينا بيتانكور ا ف ب

وما إن يتخرج في اختصاص العلوم المالية سنة 2023، لا يرى إمكان العمل في أي مكان آخر غير المدينة التي يقع فيها مركز التجارة العالمي.

وتؤكد والدته أنه "منذ ولادته، يريد دائماً الذهاب إلى نيويورك".

ويوضح أنيش قائلاً "أشعر وكأنني مرتبط بنيويورك من خلال الكثير من الأمور (...) لذا فإن العمل هناك سيكون عظيماً".

تاريخ الخبر: 2021-08-26 15:13:13
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 87%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

الإفتاء توضح فضل وثواب صيام الست من شوال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-16 06:22:28
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 35%

مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لأسوان والعكس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-16 06:22:30
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 36%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية