تعلمت هذا المثل الإنجليزي، من رئيسي في العمل قبل أكثر من عقد من الزمن، وهو مثل مشهور لدى النجارين في الغرب، ومعناه أن النجار بحاجة ماسة لمراجعة قياساته أكثر من مرة، قبل أن يبدأ في قطع الخشب، لأن الوقاية دوماً خير من العلاج، ومن الصعوبة بمكان معالجة اللوح بعد قطعه.
وهذا مثال عجيب يستقيم في كل أحوال حياتنا، فالتأني في الأمور يجعل قراراتنا أكثر دقة وصوابًا. والعرب تقول: (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).
ولذلك يقال، لا تتخذ قراراً وأنت غاضب، ولا تعطي وعدًا وأنت في قمة السعادة، لأنك في تلك اللحظة ستكون مشوشاً، وستقوم باتخاذ قرارات مصيرية غير موفقة، مبنية على المشاعر، وليس على الحقائق والتفكير المجرد من التحيز، مما سيجعلك تندم عليها لاحقًا.
فمن المواقف، التي قد تحدث لنا في حياتنا اليومية، أن يقوم شخص ما، بنقل عبارات مشينة تفوه بها أحد الأشخاص عنا في أحد المجالس، مما قد يجعلنا نثور ونغضب، ويترتب على ذلك شجار أو قطيعة لشخص عزيز علينا، ثم نكتشف بعد ذلك، أن ناقل الخبر لم يكن محل ثقة، أو أنه لم يتأكد مما سمعه، (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ومن ذلك أيضًا أنك تجد أننا قد نتسرع أحيانًا في إرسال رسالة نصية أو بريد إلكتروني أو برفع تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي دون مراجعته وتدقيقه، فتجد الرسالة أو البريد قد حمل أخطاءً إملائية أو عباراتٍ جارحةٍ أو كلامًا مبهمًا، وعند ذلك يصعب التصحيح، لذا ومن واقع تجربة شخصية، أعمد دومًا إلى طريقة تعلمتها من خبرة السنين، ألا وهي ألا أقوم بإرسال شيء ما في زمن كتابته، بل أنتظر لبرهة من الزمن، أراجع فيها ما كتبته، وأقوم بعد ذلك بقراءته بصوت مسموع أحرص على ذلك لتعمل لدي حاستي البصر والسمع، بدلًا من حاسة واحدة، ولكي أتجنب أيضاً ردود الأفعال، التي لا تأتي قد لا تحمد عقباها.
ختاماً، قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لأشجِّ عبدِالقيسِ: (إن فيك لخصلتَينِ يُحبُّهما اللهُ ورسولُه الحلمُ والأناةُ).
وقال زهير:
منا الأنأة وبعض القوم يحسبنا
أنا بطاء وفِي إبطائنا سرع
azmani21@
