طلاء المعادن..المهنة المقربة للبهوات والهوانم تصارع الموت
طلاء المعادن..المهنة المقربة للبهوات والهوانم تصارع الموت
تصارع مهنة طلاء المعادن بالطرق التقليدية القديمة الإنقراض بعد أن تحجمت بشكل كبير وعزف عنها الجيل الحديد فأصبحت حبيسة صدور صنايعية الطلاء الذين تعلموها وعملوا بها في منتصف القرن الماضي وأيضًا نظرا لكون الأواني أيضا تغير إستخدامها من النحاس والالمنيوم للإستانلس الذي يتميز بكونه براقًا دائمًا فلا يحتاج للطلاء.
هنا في أحد حواري شارع المعز لدين الله الفاطمي تسمى باب الزهومة تقع أقدم ورشة طلاء للمعادن والتي تجاوز عمرها أكثر من نصف قرن وبداخلها رجلًا في منتصف العقد السادس من عمره، حيويته ونشاطه يجعلك تراه شابًا في الثلاثين من عمره فهو يؤمن أن العمر مجرد رقم، إنه الأسطى رمضان هاشم أحد شيوخ مهنة طلاء المعادن في مصر.
يقول الأسطى رمضان: "أعمل في مهنة طلاء المعادن منذ طفولتي حيث ألحقتني والدتي بأحد الورش لأتعلم الصنعة وهي في عصرها الذهبي حيث كنا نتعامل مع الباشوات والهوانم فكانت المهنة تغدق علينا برزق وفير وتدرجت في المهنة حتى أصبحت "صنايعي" وفي ثمانينيات القرن الماضي فتحت ورشة خاصة بي والتي أقف بها حاليا ومع الوقت بدأ يغيب نجم هذه المهنة تدريجيًا ولم يبقى منها سوى الرمق الأخير، فعزف عنها الشباب وذهبوا للعمل على التكاتك نظرا للربح السريع دون بذل مجهود كبير.
وأضاف: “تحولت المهنة من مهنة تعمل طوال العام إلى مهنة موسمية فقط يلجأ إلينا الزبائن في الأعياد أو الأفراح وماشابة عند الحاجة لاستخدام الأواني الفخمة العتيقة فيتم إرسالها لطلائها وإعادة بريقها مرة أخرى لكن في الأوقات العادية يستخدمون الأواني الزجاجية أو من معدن "الستانلس” التي لا تحتاج إلى طلاء".
ويوضح الأسطى رمضان المقصود بطلاء المعادن قائلًا: "هي إزالة الأكسدة من الأواني وعودة بريقها من جديد وذلك من خلال وضعها في حوض ماء موصل إليه كهرباء بدرجة معينة ثم خلط الماء بمحلول فضة وتركها تتفاعل معها لمدة ثم يتم تجفيفها بتدليكها بنشارة الأخشاب لتعود مرة أخرى بشكل جديد".
