ثروة ومشروع جديد يضاف لسجل إنجازات الدولة فى المشروعات القومية؛ الرمال السوداء التى كانت مُهملة لفترة طويلة من الزمن، تبهت الحكومة لها بتوجيه الرئيس السيسى؛ تم سن القوانين والتشريعات التى تسهل تحقيق الإستغلال الأمثل لهذه الثروة؛ فالرمال السوداء هي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تتراكم على بعض الشواطئ؛ تتكون من معادن ثقيلة، خاصةً الماجنتيت والألمنيت، وتستغل كخامات للحديد. كما تحتوي عادةً  على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت، وكلها يغلب عليها اللون الداكن. 
 

أستاذ طاقة: مصر تمتلك اكبر احتياطي في العالم 

تقول دكتورة وفاء علي أستاذ الطاقة بجامعة السويس؛ إن الرمال السوداء تأتي أهميتها الاقتصاديه في كونها تحتوي علي ٤١ عنصرا مثل اليورانيوم المشع والزركون ومعادن أخري تدخل في صناعة الصواريخ وهياكل السيارات السيراميك البوياتمواد الإشعاع النووي، موضحة أن آخر مسح لهيئة المواد النووية كشف عن امتلاك مصر لـ١١ موقعا علي السواحل الشماليه غنية بالرمال السوداء  بتركيزات مرتفعه بدايه من رشيد حتي رفح بطول ساحل 400 كيلو متر؛ لذا تم انشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة من المعادن المكتشفة.

وتابعت:تم  إنشاء المصنع الاول بشرق البرلس على مساحة 80 فدان، أما الثاني علي مساحة 35 فدان غرب البرلس؛ بجانب استثمارات تقدر بـ24 مليون دولار؛ ولتحقيق أعلى إنتاجية تم تدريب الكوادر العامله في هذا المجال باستخدام أحدث التقنيات الحديثة العالميه.

وأكدت أن مصر تمتلك  أكبر احتياطي من الرمال السوداء في العالم، وقد تم شراء الكراكه العملاقه  “تحيا مصر” من هولندا خصيصا لهذا الغرض، تزن 550 طن بطاقه إنتاجية 2500 طن في الساعه، ويبلغ احتياطي مصر تقديرياً 200 مليار متر مكعب من الرمال موزعه  بين رشيد حتي العريش.

أحمد سلطان: الرمال السوداء عضواً جديداً في مشاريع السيسي 

في ذات السياق، يقول دكتور أحمد سلطان أستاذ الطاقة بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا؛ إن الرمال السوداء هدف جديد من أهداف القيادة السياسية، فهي تعد مشروعا قومياً وثروة كانت مهملة لفترة طويلة من الزمن، والآن نجحت الدولة في الإنتباه إليها في ظل المشروعات القومية التي يولي لها الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماماً كبيراً.

ويوضح أن رواسب الرمال السوداء تتواجد بوفرة عند مصب النيل بالقرب من دمياط ورشيد فهي رواسب ذات الطابع الفتاتي والتي تتكونمن حبات معادن ثقيلة ملونة تعمل كمصدات طبيعية لأمواج البحر من أجل حماية الدلتا من الغرق تحت منسوب البحر في أوقات المد، فيماأشارت الدراسات التقديرية إلي وجود هذه الرمال في ١١ منطقة علي سواحل مصر المطلة علي البحر الأبيض المتوسط من رشيد إلي رفحبطول ٤٠٠ كيلو متر تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة وتمتد حتي رفح علي البحر المتوسط.
 

وأكد أن القيمة الاقتصادية للرمال السوداء تكمن في احتوائها علي معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات الحيوية الهامة والتي من أبرزها معدن الألمنيت والذي يستخدم في صناعة البويات ومعدن الزركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك والخزف وأيضًا يستخرج منه عنصر الزركونيوم الذي يستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي وفي الكثير من الصناعات النووية والإستراتيجية الأخري، والماجنتيتالذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول.

وعن محتوي الرمال السوداء من المعادن المشعة، فيقول أستاذ الطاقة إنها تحتوي على معدني الزركون والمونازيت وبهما نسبة قليلة من العناصر المشعة مثل اليورانيوم لذلك سميت بالرمال المشعة، أما معدن المونازيت فيوجد به عدد من العناصر الأرضية النادرة التي لها أهمية في النواحي الاقتصادية والإستراتيجية والتي إذا ما تم استغلالها تساهم في تقليل الأخطار البيئية.

.
وكشف أن الاحتياطيات الموجودة من الرمال السوداء قدرت بحوالي ٢٥ مليون طن من الخام عالي التركيز(٤٠٪ أو أكثر)، في حين أظهرت دراسات أن مصر تمتلك احتياطيات تبلغ أكثر من ٣٦٠ مليون طن بمتوسط تركيز ٢ إلي ٣ ٪معادن ثقيلة.